مقدمة
تعتبر حموضة المعدة من أكثر الأمراض المنتشرة في الوقت الحالي، وقد عمدت على تسميتها مرضاً لأن كل من يعاني من حموضة المعدة هو في الحقيقة شخص يعاني من مشكلة تتعلق بزيادة إفراز المعدة للحموضة، ومن الممكن التعامل مع هذه المشكلة باستشارة أحد الأطباء المختصين بهذا الأمر، ولا أخفيكم الأمر أن الحموضة أمر مزعج حقاً، تجعلك تشعر وكأن أحد أشعل ناراً في معدتك، وامتدت ألسنة لهبها إلى الرئتين، لتمنعك من التنفس أو لتقضي على حالتك النفسية الجيدة، وتستبدلها بأخرى سيئة، فالحاجة دوماً تقتضي وجود حلول بديلة في حال التعرض لمثل هذه الظاهرة التي تنتشر عند الكبار في السن أكثر من غيرهم وعند فئات محددة من الناس سنعمل على ذكرها بالتفصيل لاحقاً في هذا المقال، وحديثنا اليوم سيدور عن أبرز الطرق العلمية والاجتماعية المتبعة في التخلص من حموضة المعدة والتي اشتهرت بين الناس منذ القدم، وامتدت حتى يومنا هذا.
حموضة المعدة
ومعروف كما هو سابق أن المعدة هي بالأصل متعادلة التفاعل، أي أنها تحتوي على عناصر حامضية وقاعدية، وعندما تتغلب العناصر الحامضية بفعل مؤثرات عديدة يحدث أن يشعر المرء بحرقان في المعدة تطال الجسم بالكامل، ويشعر بالتعب النفسي والجسدي، وهذا أمر حقيقي أثبته الطب الحديث حيث إنّ الحموضة تعمل على إضفاء الخمول على الجسم وتتعبه بالكامل، وهي في الحقيقة ليست مزمنة أو مخيفة، ولكنّها مزعجة إلى حد كبير، وللتخلص من الحموضة لدينا العديد من الطرق وهي كالتالي:
الخيار
ويعد الخيار من أبرز الخضروات المستخدمة في التخلص من الحموضة، حيث ينصح بها الأطباء كبديل عن الأدوية، وغيرها من الأطعمة التي لربّما تكون غير متوفرة في المنزل، ويمكنك أن تشعر بالراحة بمجرد تناولك للخيار، والسبب في ذلك راجع إلى كمية السوائل الموجودة بها، والتي تساعد في تخفيف حرقة المعدة والتخلص من كميات الحموضة الموجودة بها، ويعزى الأمر الآخر إلى أن تركيبة الخيار تحتوي على الألياف التي تساعد في الوصول إلى مستوى جيد من مستويات التعادل المطلوبة والتي تساعد في تحسين الحالة الجسمانية وتخفيف التفاعل الموجود في المعدة، وينصح بالخيار لأنه متوافر على الدوام ورخيص الثمن بالإضافة إلى أنه من الفيتامينات التي تمد الجسم بالتغذية المناسبة.
العدس الأسمر
ومن الملاحظ أن استخدام العدس الأسمر في مثل هذه الحالات يخفف كثيراً من حدة الحموضة، خاصة إن كانت في الليل، لأنّها تعمل على تعديل نسبة الحمض في المعدة، ولأنّها من البقوليات، والبقوليات معروفة بأنها قاعدية التفاعل، لذلك لا بدّ أن تستخدم العدس الأسمر، ولكن هذا العدس يجب ألّا يكون مطبوخاً، وإنّما تؤكل حباته بدون طهي، وإنّ أردت يمكنك تنقيتها وغسلها، ولكن يفضل تناولها مباشرة فور شعورك بحرقة المعدة، وينصح بها الحوامل لأنها تحتوي على كمية من الحديد التي تساعد في حفظ الجسم، وتخفف من التعب والارهاق، وممّا لا شك به أن استخدام العدس الأسمر هو في الحقيقة وصفة شعبية مئة بالمئة، ولا تمت للطب الحديث بصلة، وهذا أمر إنّما يدل على قدرة الأجداد على ابتكار العديد من الوسائل التي كانت تخفف عنهم في ظل عدم وجود الأدوية المطلوبة للتخلص من حالات التعب التي كانت تفاجئهم، ولم يكن يعرف مصدرها.
الحليب بدون سكر
والمعروف أن السكريات تعمل على إطالة المدة الزمنية للإصابة بالحموضة فإن أردت التخلص منها يجب الابتعاد بشكل أساسي عن كل المشروبات التي تحتوي على السكر، والكافيين كالقهوة والشاي، أما الحليب فهو مشروب طبيعي جدا، ويخلصك من حرقة المعدة أو ما يعرف بالحموضة بسرعة وفعالية كبيرة للغاية، وللاستخدام يمكنك شراء زجاجة من الحليب المبستر من أي بقالة، وهو متوافر ورخيص الثمن، ومن الممكن أن تستخدمي معلقة واحدة من الحليب الجاف، وتذوبيها مع نصف كوب من الماء البارد، وتشربيها بدون سكر، ورشفة واحدة، ستلاحظين بعدها بالراحة، وستشعرين أن معدتك ارتاحت قليلاً، وخف ألم الحموضة عنها، وهذه الطريقة قد وصفت لأحد مرضى السكري الذين يعانون على الدوام من الحموضة المتكررة، ونصحه الطبيب بالابتعاد عن أدوية المعدة والتعامل مع هذه الطريقة، فاستخدام الحليب عدة فوائد، فهو يقوي العظام في الجسم بشكل عام، ويقوي الدم، ويساعدك في الوصول إلى الحالة الطبيعية التي تريد.
شرب السوائل
وتعتبر هذه طريقة ناجعة في التخلص من حموضة المعدة، ولكن يجب أن تكون هذه السوائل خالية من المنبهات أو السكريات، وحاولي تناول الفواكه بشكل مستمر، وأيضاً الخضروات كالباذنجان والبطاطا المسلوقة فهي تساعدك بالمجمل في الحفاظ على مستوى الحموضة في الجسم فلا تصابين بها في فترات قريبة، وأما بالنسبة للسوائل المفيدة فيفضل تناول عصير الموز أو عصير التفاح، وابتعد كل البعد عن عصير البرتقال أو الطماطم أو الليمون، فهو يعمل على تهييج المعدة، لأنّها ببساطة من الحمضيات، والحمضيات تزيد من معدلات الحامض في المعدة ما يعمل بشكل عكسي، كما وينصح بأخذ الأمر على محمل الجد، ومحاولة الاستدلال على الأدوية التي تساعد في التخلص من هذه الظاهرة بما يحقق التخلص منها وعدم العودة إليك مرة أخرى.
للتخلص من الحموضة بشكل نهائي
بعد أن جرّبنا الحلول التقليدية والتي اتبعت منذ القدم في التخلص من الحموضة، قد يجدها البعض مفيدة، ويجدها البعض غير مجدية، هذا يعتمد فقط على مستوى الحموضة ومقدار ارتفاعه في المعدة، ولهذا فإنّ الأطباء استدلوا إلى استخدام الوسائل الطبية التي تعمل على تخليصك من هذه الظاهرة نهائياً، وتعمل على توجيه المعدة للتعادل في تفاعلاتها اليومية، وإن نظرت إلى الجانب الإيجابي في الأمر تجد أن هذه الأدوية غير محرمة على المرضى، ولكن يفضل مثلاً على مريض السكري والقلب والحوامل الابتعاد عن الأدوية عموماً، لأنّها مضرة بالصحة أكثر من الفائدة المرجوة منها، ومن هذه الأدوية الحبوب التي تؤخذ على معدة فارغة بما يحقق التعادل المطلوب، ونعني بالمعدة الفارغة أي قبل تناول الأطعمة بزمن قصير يتراوح ما بين الربع ساعة إلى النصف ساعة على أعلى تقدير، ومن بينها حبوب تهدئة المعدة أو ما يعرف بالفوميدين، وهو علاج فعال جداً في تخليصك من الحموضة حتى قبل أن تصاب بها، وهناك الحبوب التي تؤخذ فور الشعور بالحموضة وهي ما تسمى بحبوب القرش وسميت بذلك لأنّها يجب أن تمضغ جيداً قبل البلع، ولا تبلع مباشرة، وأيضاً هناك بعض العلامات التجارية لأدوية استخدمت في التخلص من الحموضة بشكل فعال، وأي طبيب صيدلي قد يساعدك في الاستدلال على الدواء الذي يحقق لك التوازن في المعدة، ويخفف من حدة الألم الذي يقض مضجعك، ويربك حياتك.
وختاماً فإنّ حموضة المعدة كغيرها من الاوجاع التي تظهر وتختفي فهي لا تسبّب أي مشكلة جسمانية، ولكن يفضل لو لم تكن موجودة في الأساس، ويجب ألّا نجزع عند الإصابة بها، وتأكّد أنّ الأوجاع التي تصيب الناس من حولنا كفيلة بأن تجعلنا نحتمل بعض الألم الذي يسبّب حمض المعدة في أجسادنا، فالحمد لله على نعمة الصحة التي حرم منها الملايين من البشر حول العالم، والحمد لله على نعمة الدواء المتوفر بين أيدينا.