جميع العمليّات الحيوية التي تتم داخل جسم الإنسان هي من مسؤوليّة الأجهزة الموجودة فيه، ومن أبرز العمليّات الحيوية التي تتم داخل الجسم هي عملية الهضم، والتي هي من اختصاص الجهاز الهضمي، فمهمّة الجهاز الهضمي هي هضم الطّعام لتحويله إلى جزيئات أصغر، لتتمكّن الخلايا والأنسجة وباقي أجهزة الجسم من تحويله إلى طاقة، والاستفادة منه حتّى تقوم بمهامها وأعمالها على أكمل وجه، ويتكوّن الجهاز الهضمي من عدة أعضاء ومن أمثلتها المعدة.
المعدة
هي جزء مكوّن للجهاز الهضمي، وهي التي تلي المريء في القناة الهضميّة، وتقع في الجزء العلوي في البطن، ويمكن تشبيه المعدة على أنّها كيس عضلي قابل للتمدّد حتّى يستوعب الطعام القادم إليه ليعمل على هضمه وسحقة، وليخرجه بعد ذلك من فتحة البواب، وهي الفتحة المؤدية إلى الاثني عشر، وهو أول جزء من الأمعاء الدقيقة.
وتتمّ عمليّة الهضم في المعدة على مرحلتين، الأولى هي عمليّة الهضم الميكانيكي، والّذي تعمل فيه جدران المعدة بالضغط الكبير على الطعام لمدّة 4 ساعات لسحقه وتحويله إلى جزيئات صغيرة، ولتبدأ بعد ذلك مرحلة الهضم الكيميائي، والّتي تعمل فيها المعدة على إفراز إنزيماتها الهاضمة، وهي: إنزيم الببسين، وإنزيم الرينين، على الطعام لتحوّله إلى مادة شبه سائلة، ومن ثمّ إخراجه إلى الاثني عشر.
وفي بعض الأحيان قد يقوم الإنسان بالإضرار بجهازه الهضمي وخاصةً المعدة، وذلك عن طريق تناوله مواد سامة وضارّة؛ بحيث تسبّب هذه المواد الكثير من المشاكل الصحية للإنسان، كما تسبّب له آلاماً في المعدة، وهذه المواد لا يمكن أن تخرج من جسم الإنسان قبل الإضرار به، كما أنّها لا تخرج بوسائل الإخراج الطبيعيّة الموجودة في الجسم، وتأخّر مكوثها في المعدة يؤدّي إلى انتشارها في جميع أنحاء الجسم، والّذي تنتج عنه عواقب وخيمة قد تؤدّي إلى الموت؛ لذا يجب الإسراع في إخراجها، وذلك عن طريق الوسائل العلاجيّة المخصّصة لذلك، ومن أبرزها عمليّة غسيل المعدة.
غسيل المعدة
عمليّة غسيل المعدة هي عمليّة يتمّ إجراؤها لتنظيف المعدة وإخراج محتوياتها، لكن يجب أن تتمّ قبل مرور ساعتين على تناول المواد السامة، وذلك لضمان عدم وصولها إلى صمّام المعدة؛ ففي حال وصولها إلى صمّام المعدة فإنّ العلاج هنا يكون بتناول المريض مضادّات للمواد السامة، والمطهّرات والمحاليل. ويتمّ إجراء غسيل المعدة عن طريق إدخال أنبوب مطاطي إمّا من الفم أو الأنف، وإيصاله إلى المعدة، ليتمّ بعد ذلك ضخّ كميّة من الماء أو أحد السوائل الملحيّة عبر هذا الأنبوب ليصل إلى المعدة ويقوم بتنظيفها، ومن ثمّ يتمّ شفط السائل أو الماء عن طريق هذا الأنبوب لتخرج معه المواد السامة الموجودة في المعدة، ويمكن تكرار هذه العمليّة عدّة مرّات حتى تصبح المعدة نظيفة بالكامل.
وأكثر الأشخاص عرضةً لإجراء غسيل المعدة هم من تناولوا جرعةً زائدة، أو تناولوا الكثير من الكحول، وفي بعض الأحيان يتمّ غسيل المعدة قبل البدء بإجراء العمليّات الجراحيّة، وخاصةً تلك المتعلّقة بالجهاز الهضمي، وذلك ليتمّ تنظيفه قبل فتحه.