كيف أعالج الإمساك

الإمساك هو حالة مرضية أو عرضية تُصيب الجهاز الهضمي، فتصبح عملية طرح الفضلات من جسم الإنسان عملية صعبة ومؤلمة في بعض الأحيان. وهي ليست من الحالات النادرة أو المُستعصية، فالإمساك يُصيب جميع البشر على حدِّ سواء؛ مع اختلاف شدته ومدة ملازمته للشخص. فهناك أشخاص يُصيبهم الإمساك مرة في الشهر أو أقل من ذلك، فهذه حالة عرضية يكون سببها تغيُّر نوع الغذاء أو تناول أكلٍ مُعيَّن وغيرها من الأمور العرَضية، وهناك من تلازمهم هذه الحالة لفترات طويلة، فلا يستطيعون إخراج الفضلات (التبرُّز) بشكلٍ يومي، بل قد تصل في بعض الأحيان إلى مرتين أسبوعياً على أكثر تقدير، وهذه حالة مرضِية تستوجب الحل الفوري، حيث أن بقاء الفضلات داخل الجسم لفترة طويلة تؤثر سلباً على سلامة هذا الشخص؛ وتزيد من نسبة السموم فيه.

هناك أسباب عديدة لإصابة الإنسان بالإمساك، فمنها النظام الغذائي، فتناول الأطعمة الجاهزة او سريعة التحضير أو التي تخلو من الألياف؛ من شأنه أن يؤدي إلى الإصابة بالإمساك. هناك بعض أنواعٍ من الأدوية تؤدي إلى حدوث الإمساك عند بعض الأشخاص، ويجب عليهم في هذه الحالة مراجعة طبيبهم ليقوم بتغيير الدواء فوراً؛ أو يقوم بوصف دواءٍ آخر لعلاج الإمساك بما لا يتعارض مع الدواء الأصلي ولا يُسبب أعراضاً جانبية نتيجة تناول نوعين من الدواء سوياً. إن حبس البراز وعدم إخراجه هو من الأسباب الأكثر شيوعاً لحدوث الإمساك، فيجب على الإنسان الذي يشعر بضرورة التغوُّط أن يستجيب فوراً لنداء الطبيعة ولا يتحامل على نفسه، وإن لم يجد مكاناً لقضاء حاجته؛ أو كان المكان لا يُريحه نفسياً مثل الحمامات العمومية أو حمامات المولات والأسواق؛ فيجب عليه أن يتوجَّه فوراً إلى أقرب مكانٍ يرتاح فيه نفسياً لقضاء حاجته.

يختلف علاج الإمساك من حالة لأخرى وتبعاً لسبب حدوث الحالة، فإن كان السبب هو تناول ادوية ادَّت إلى حدوثه، فيجب – كما أشرنا سابقاً – العودة إلى الطبيب المُعالج وطلب الحل منه. يجب الإنتباه إلى النظام الغذائي؛ فيكون غنِياً بالخضار والفواكه والتي تحتوي على الألياف التي تُساعد على التخلُّص من الإمساك، وكذلك شرب السوائل يُساعد على التخلُّص من الإمساك؛ فيجب على الشخص المصاب بالإمساك الإكثار من تناول الماء، على الأقل لتراً واحداً يومياً؛ مع تناول كاستين صباحاً من الماء الدافيء عند الإستيقاظ من النوم. يمكن أن تكون المواد المُليِّنة عِلاجاً فعالاً في التخلص من الإمساك، وهي موجوة في الصيدليات على شكل أقراص أو نُقط توضع مع السوائل سواء الماء أو العصير، وهي تُباع بدون الحاجة إلى وصفة طبية. إضافة إلى النظام الغذائي الغني بالألياف؛ تكون الرياضة عِلاجاً للإمساك، فالمشي اليومي والتمارين الصباحية؛ تُساعد الأمعاء على أن تعمل بشكلٍ طبيعي للتخلُّص من الفضلات.

يجب التنبيه إلى أن علاج الإمساك عند الصغار يختلفُ كلياً عن عِلاجه لدى الأشخاص البالغين، فننصح الأهل الذين يُعاني طفلهم من الإمساك بعدم اللجوء إلى الأدوية أو العقاقيرالطبية، بل يجب استشارة طبيب مختص للحصول على عِلاجٍ لحالته؛ وخصوصاً الأطفال الرُّضع، حيث ان الأدوية تؤثر سلباً عليهم من ناحية صحية ومن ناحية نموهم، لأن نظامهم الغذائي يعتمد كلياً على حليب الأم؛ فلا يوجد أي بديل عن هذا الغذاء لهم، وكذلك الأسباب التي تجعل الرضيع يُصاب بالإمساك؛ تختلف كُلِّياً عن الأسباب الخاصة بالبالغين، فوجب التنبيه لتوخِّي الحذر.