طريقة للتخلص من الامساك

الإمساك

يشكّل الإمساك مصدر إزعاج للكثير من الأشخاص؛ حيث يعاني منه أكثر من 20% من سكّان العالم، ويُعَدّ من المشاكل الصحيّة الشائعة التي يتردّد المرضى إلى الأطبّاء بسببها، وقد يكون الإمساك مزمناً في حال استمراره لثلاثة أشهر، أو يكون مؤقّتاً، وهو النوع الأكثر شيوعاً بين الناس، ويُعرَّف الإمساك عمليّاً من قِبَل المرضى بقلّة تكرار التبرّز أو صعوبة في القدرة عليه مقارنة بالعادة الطبيعية التي اعتاد عليها الشخص، أمّا من الناحية العلمية فهو اضطراب في وظيفة الأمعاء ينجم عنه إعاقة لخروج البراز أو نقص فيه بسبب بطء مرور الطعام في الأنبوب الهضمي؛ مما يؤدّي إلى قلّة في عدد مرّات التبرّز؛ أي أقل من ثلاث مرات في الأسبوع، ومع ما يرافق ذلك من جفاف في الكتلة البرازية وصغر في حجمها، أو شعور بالإخلاء غير المكتمل، أو عدم خروج البراز وبقائه في الأمعاء.

طرق للتخلّص من الإمساك

بالنسبة للحالات الصحيّة التي يرافقها الإمساك أو الأشخاص الذين يستخدمون أدوية قد تسبّب الإمساك، أو أولئك الذين يعانون من الإمساك المزمن، فإنّه تجب عليهم مراجعة الطبيب المختصّ؛ لاختلاف طرق التعامل والعلاج حسب الحالة الصحيّة أو الجرعة الدوائيّة، أمّا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الإمساك دون وجود مشكلة صحيّة مزمنة، فإنّ عدداً من الدراسات قد تمّ إجراؤها على أشخاص يعانون من الإمساك أظهرت وجود علاقة ما بين حدوث الإمساك وممارسة الرياضة، والنظام الغذائي، وكميّة شرب السوائل، ولهذا عادةً ما يُنصَح بتغيير نمط الحياة وزيادة شرب السوائل وممارسة الرياضة كخط علاجي أوّل، كما يتم كذلك استخدام المُليّنات لعلاج الإمساك؛ إلّا أنّ الاستخدام المتكرّر لها يؤدّي لحدوث عدّة تأثيرات جانبيّة.

النظام الغذائي

عند وجود مشكلة متعلّقة بالجهاز الهضمي كالإمساك، فإنّه لا بدّ من مراجعة النظام الغذائي؛ حيثُ أظهرت دراسةٌ استُخدِمَ فيها النظام الغذائي الغني بالألياف -وقد تمّ نشرها في المجلّة العالمية لأمراض الجهاز الهضمي- فرقاً واضحاً لدى الأشخاص الذين استهلكوا الغذاء الغنيّ بالألياف؛ بحيث زادت لديهم عدد مرّات التبرّز مقارنة بالأشخاص الذين استعملوا الدواء الغُفل أو الدواء الوهمي (بالإنجليزيّة: placebo).

الألياف

تُشكّل الألياف الجزء القابل للأكل من النبات، مثل: الفواكه، والخضار، والحبوب، ولكنّ الجسم لا يقوم بهضمها، بل يستفيد منها بحسب نوعها، فإذا كانت الألياف من النوع الذائب في الماء، فإنّها تبطّئ من عمليّة الهضم، كما تساعد على امتصاص العناصر من الغذاء، أمّا إذا كانت غير ذائبة في الماء، فإنّها تساعد على تكوين كتلة البراز؛ ممّا يسرّع من عمليّة مرور البراز خلال الأمعاء، ولهذا يُنصَح باستهلاك الألياف غير الذائبة في الماء والتي تعمل كمُليّن طبيعي في حالة الإمساك، والتي يمكن إيجادها بشكل كبير في نخالة القمح، وخبز القمح الكامل، والحبوب.

السوائل

تمّ إجراء عدّة دراسات لفهم العلاقة ما بين الاستهلاك القليل للسوائل وحدوث الإمساك؛ حيثُ أشارت دراسة حديثة أُجرِيَت في العام 2016م إلى أنّ تقليل كميّة شرب الماء إلى 500 مل في اليوم كان له أثراً قوياً وواضحاً في حدوث الإمساك لدى الأطفال من عمر (25-84 شهراً)، وكذلك أشارت إحدى الدراسات التي تمّ إجراؤها في إسبانيا عام 2005م على 898 طفل من عمر (4 أشهر إلى 15عاماً) إلى أنّ الأطفال الذين استهلكوا كميّة أقل من أربعة أكواب من الماء في اليوم أُصيب منهم 73.4% بالإمساك، كما وجدت دراسة أخرى تم إجراؤها في الصين أنّ الأطفال الذين استهلكوا كوبين من الماء كانوا أكثر عرضة للإمساك من الأطفال الذين استهلكوا ثلاثة إلى خمسة أكواب، أمّا بالنسبة للسوائل بشكل عام، فقد وجدت دراسة تمّ إجراؤها في تايوان عام 2011م على 1426 طفل من عمر (10-18 عاماً) أنّ تقليل الاستهلاك اليومي من السوائل يؤدّي إلى زيادة خطر حدوث الإمساك؛ بحيث انخفض عدد مرّات التبرّز إلى أقل من 3 مرّات أسبوعيّاً عند تقليل استهلاك السوائل، وبناءً على عدّة دراسات أخرى فإنّه يُنصَح بألّا يقل استهلاك الماء عن أربعة إلى ثمانية أكواب يوميّاً؛ حيثُ إنّ هذه الكميّة تُقلّل من خطر حدوث الإمساك.

ممارسة الرياضة

على الرغم من أهميّة ممارسة الرياضة وتأثيرها الكبير في أداء أجهزة الجسم كافّة؛ إلّا أنّ الدراسات تضاربت بشأن قوّة تأثير الرياضة في حدوث الإمساك؛ حيثُ وجدت دراسة أُجرِيَت في العام 2015م في جامعة ناكازاكي في اليابان أنّ نمط الحياة بشكل عام كان له تأثيراً جيداً في حدوث الإمساك، وذلك دون تخصيص ممارسة الرياضة وحدها، ومن جهة أخرى أوصَت دراسة تم نشرها في المجلة الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي بزيادة ممارسة الأنشطة الحركيّة؛ حيث إنّ الرياضة أو النشاط الحركي بشكل عام ساعد على التحسّن والتّعافي من الإمساك، ولكنّه لم يؤثّر تأثيراً مباشراً في أعراضه.

أسباب الإمساك

هنالك عدّة عوامل قد تودّي إلى حدوث الإمساك، منها ما لا يمكن تفاديه ولكن يمكن علاجه؛ كالعمر في حالة كبار السن، أو وجود إعاقة حركيّة، وبعضها الآخر يمكن تفاديه ولعلّ أكثرها شيوعاً هو اتّباع الأنظمة الغذائيّة غير الصحيّة، وقلّة ممارسة الرياضة.

الحالات الصحّية

أمّا بالنسبة للحالات الصحيّة التي قد يصاحبها حدوث الإمساك فهي تتضمّن الآتي:

  • متلازمة القولون العصبي.
  • الحمل.
  • السفر.
  • أمراض الجهاز الهضمي.
  • اضطرابات هرمونية.
  • فقدان أملاح الجسم.
  • حدوث تلف في الأعصاب.

الأدوية المُسبِّبة للإمساك

تحتوي بعض الأدوية مركّبات أو عناصر تُسبِّب الإمساك، ومن هذه الأنواع ما يأتي:

  • مضادّات الحموضة؛ لاحتوائها على الألومنيوم.
  • مضادّات التشنّج.
  • مضادّات الاكتئاب.
  • مضادات الاختلاج المُستخدمة في علاج مرض الصرع.
  • المهدئات، ومسكّنات الألم.
  • المكملات الغذائيّة التي تحتوي الحديد.
  • مضادات الباركنسون.
  • الأدوية الخافضة للضغط الحاصرة لقنوات الكالسيوم.
وقد ينتج الإمساك عن إساءة استخدام المليّنات التي قد يستخدمها البعض دون وصفة طبيّة لإنقاص الوزن، وقد يترافق أيضاً مع استخدام المخدّرات.

أعراض الإمساك

على الرغم من أنّ حدوث حركة الأمعاء أمرٌ مختلف من شخص لآخر؛ إلّا أنّ مرور أكثر من ثلاثة أيّام دون تحرّكها يؤدّي إلى تصلّب ما تحتويه؛ مما يجعل من عمليّة مرور البراز أمراً صعباً ومؤلماً، ولهذا تُعتبَر الحاجة إلى بذل جهد في عمليّة التبرّز أو الشعور بعدم القدرة على تفريغ الأمعاء تماماً أحد أشكال الإمساك، ولهذا فإنّ الإمساك لا يعدّ مرضاً، بل يعتبر علامة تدلّ على وجود مشكلة ما، وتختلف أعراضه من شخص لآخر، وفي ما يأتي أكثر هذه الأعراض شيوعاً:

  • عدم القدرة على الإخراج أو صعوبة في التبرّز لعدّة أيّام.
  • ظهور البراز الجاف.
  • انتفاخ البطن.
  • حدوث تشنّجات وآلام في البطن.
  • الشعور بالخمول.