حصوة الكلى تشخيصها وكيفية الوقاية منها

حصوة الكلى

من المعروف أنّ الكلى (بالإنجليزية: Kidneys) هي الجزء الذي يخلّص الجسم من المواد الكيميائية العالقة به، بحيث يحتوي البول الذي يتم تصنيعه عن طريق الكلى على العديد من مخلّفات الجسم الذائبة. وتُعرّف حصوة الكلى على أنها أيّ جسمٍ صلبٍ مكوّن من موادَّ كيميائيّة في البول، وتتفاوت في حجمها؛ إذ يوجد منها ما هو صغير كالرمل، ومنها ما هو أكبر بحيث يكون كحجم الحصى الحقيقية. يبدأ تكوّن حصى الكلى عند وجود كمية كبيرة من المخلفات الموجودة في كميةٍ قليلةٍ من السوائل، ولذلك، فإنّ الحصول على كمية كبيرة من الماء والسوائل بشكلٍ عام يعمل على دفع هذه المخلفات خارج الجسم ممّا ينتج عنه إيقاف ومنع تكون هذه الحصى.

تُعدّ مشكلة حصى الكلى منتشرة بشكلٍ كبيرٍ؛ إذ إنّه من المعتقد أن شخصاً واحداً من كلّ عشرة أشخاص سيصاب بحصى الكلى خلال فترة حياته، وتكون نسبة احتماليّة الإصابة بها عند الرجال 19% بينما عند النساء 9%، وعادةً ما تبدأ عند الرجال بعد سن الثلاثين، لكن من الممكن أن تبدأ في عمر أقل.

أعراض حصوة الكلى

تختلف الأعراض باختلاف حجم الحصى؛ إذ إنّه كلّما زاد حجمها زاد ظهور الأعراض، ويعتبر الشّعور بألم شديد أسفل الظهر على الجانبين معاً أو على أحد الجوانب من أهمّ الأعراض التي تُنذِر بوجود حصى، وقد تكون الحصى مصاحبةً لارتفاع في حرارة الجسم وقشعريرة في الجسم. كما ويعتبر وجود دمّ في البول أو عدم صفاء البول أو وجود رائحة سيئّة خارجة عن المألوف، بالإضافة إلى الشعور بالحاجة المستمرة للتبول، وتبول كميات قليلة ومتكررة، والشعور بالألم عند التبوّل من أعراض حدوث حصى الكلى.

تشخيص الإصابة بحصوة الكلى

من الضروريّ جداً تحديد التاريخ المرضي الكامل للشخص عن طريق الطبيب، بالإضافة إلى إجراء بعض الفحوصات المخبرية والشعاعية لتشخيص الإصابة بحصوة الكلى وتحديد نوعها. ومن هذه الفحوصات المخبرية فحص الكرياتينين (بالإنجليزية: Creatinine) وفحص نيتروجين يوريا الدم (بالإنجليزية: Blood Urea Nitrogen) لتقييم وظائف الكلى، بالإضافة إلى قياس تركيز الكالسيوم والفوسفور وحمض اليوريك والأيونات في الدم، كما يعتبر إجراء تحليل البول ضرورياً لتحديد ما إذا كان هنالك بكتيريا أو بلّورات أو دم في البول، ويمكن للطبيب عمل فحص وتحليل مخبري للحصوة نفسها لتحديد نوعها. كما يمكن عمل صور شعاعية لمنطقة البطن (بالإنجليزية: Abdominal X-rays)، أو إجراء تصويرٍ بالرنين مغناطيسي للكلى (بالإنجليزية: MRI)، أو استخدام تقنية التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT scan) وذلك لاستبعاد وجود أيّ انسداد.

العادات الغذائية المناسبة لتجنب حصوة الكلى

يعتبر النظام الغذائيّ السليم في أغلب الأحيان عنصراً مهمّاً وكافياً للوقاية من حدوث حصوة الكلى، ولكن في حالاتٍ معيّنة تستدعي الحاجة أخذ بعض العلاجات بالإضافة إلى النّظام الغذائيّ السليم، وذلك حسب نصائح وتوصيات أخصائي التغذية. بشكل عام يُعدّ الحصول على كميات كافية من الماء من أهمّ العوامل التي تمنع حدوث حصى الكلى، بالإضافة إلى تنظيم تناول الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم والأكسالات (بالإنجلزيّة: Oxalate) بالشكل الصحيح عن طريق تناولهما معاً في وجبة واحدة؛ حيث إن ذلك سيزيد من فرصة ارتباطهما معاً في المعدة والأمعاء قبل أن تبدأ الكلية بعملها، وهذا بدوره يقلل من فرصة تشكل الحصى، والتي غالباً تزيد في حال تم ارتباط الكالسيوم مع الأكسالات أثناء قيام الكلية بعملها وتكوين البول. كما يعتبر ضبط تناول الصوديوم، والتقليل من تناول البروتينات الحيوانية، وزيادة تناول الخضار والفواكه من العوامل التي تلعب دوراً مهماً في منع حدوث وتكوّن حصى الكلى.

أنواع حصوة الكلى

تقسم حصوة الكلى إلى نوعين أساسييّن تتفرع منهما أنواعٌ متعددة. النوع الأول هو الحصى التي تحتوي على الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium Kidney Stones)، حيث تشكّل حصى أكسالات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium Oxalate stones) ما نسبته 80% منها، بينما تشكّل حصى فوسفات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium Phosphate stones) ما نسبته 15% منها.

وأمّا النوع الثاني وهو الحصى التي لا تحتوي على الكالسيوم (بالإنجليزية: Non-Calcium Kidney Stones)؛ فهناك حصى حمض اليوريك (بالإنجليزية: Uric Acid stones)، وحصى السيستين (بالإنجليزية: Cystine stones)، وحصى العدوى والتي يكون المسبّب لها التهاب المسالك البولية، وذلك بسبب زيادة درجة قاعدية البول مع وجود الكائنات الحية الدقيقة التي تنتج إنزيم اليورياز (بالإنجليزيّة: Urease)، وزيادة تشبع البول ببعض المواد والأيونات كالمغنيسيوم والأمونيوم والفوسفات. ومن أشكال الحصى نادرة الحدوث حصى ثنائي هايدروكسي الأدينين (بالإنجليزية: Dihydroxyadanine stones) وحصى يورات الأمونيوم (بالإنجليزية: Ammonium Urate stones) وغيرها.

أسباب تكوّن حصوة الكلى

تتعدد العوامل المؤدية إلى حدوث حصوة الكلى، ومنها ما يأتي:

  • جفاف الجسم (بالإنجليزية: Dehydration) وعدم احتوائه على الكمية اللازمة من الماء والسوائل، وذلك إمّا بسبب عدم شرب كميات كافية من الماء والسوائل، وإما بسبب التعرق الزائد؛ حيث يؤدّي ذلك إلى تقليل حجم البول وبالتالي بدء تكوّن البلورات، والتي تعمل على جذب المواد الأخرى في البول وارتباطها بها لتكوين أجسام صلبة تُشكّل بداية تكوين الحصى في حال أنها لم تخرج من الجسم عن طريق البول. لذا يعتبر شرب كمية كافية من السوائل عاملاً مهماً لدفع مخلفات الجسم للخارج عن طريق البول ومنع حدوث حصى الكلى.
  • العامل الوراثيّ، ويعتبر أحد الأسباب التي تزيد من احتمالية حدوث حصى الكلى، إذ إنّ الشخص الذي لديه تاريخ عائلي للإصابة بحصى الكلى كإصابة أحد أفراد العائلة بحصى الكلة أكثر عرضةً لحدوثها لديه. كما ويعتبر الشّخص الذي تمت إصابته مسبقاً بحصى الكلى أكثر عرضة لتكرارها معه.
  • النظام الغذائي: إذ يلعب دوراً مهماً في التأثير على احتمالية الإصابة بحصى الكلى؛ حيث إنّ تناول كميات كبيرة من البروتينات الحيوانية، والسكريات، والأملاح يزيد من احتمالية حدوث حصى الكلى.
  • الإفراط في تناول فيتامين د (بالإنجليزية: Vitamin D)ٍ، أو استهلاك كميات قليلة جداً من الكالسيوم، وهذا قد يتسبب في حدوث اضطراب في التوازن بين الكالسيوم والأكسالات في الجسم مما قد يزيد من احتماليّة حدوث حصى الأكسالات.
  • بعض الحالات المرضية التي تؤثّر في عمليات الأيض واتزان العناصر في الجسم تتسبب في زيادة إحتمالية حدوث حصى الكلى، مثل مرض النقرس (بالإنجليزية: Gout)، وأمراض الأمعاء الالتهابية (بالإنجليزية: Inflammatory Bowel Disease)، وفرط جارات الدرقية (بالإنجليزية: Hyperparathyroidism)، وعمليات تحويل مسار الأمعاء (بالإنجليزية: Intestinal Bypass)، وبعض أمراض الكلى، والحالات التي تتسبّب في فرط طرح الكالسيوم في البول.
  • فرط استخدام بعض الأدوية يحفّز حدوث حصى الكلى عن طريق التأثير في عمليات الأيض مثل مدرات البول العروية، وهي التي تؤثر في التواء هنلي في الكلى (بالإنجليزية: Loop Diuretics) وبعض الملينات. وتؤدي زيادة إشباع البول ببعض الأدوية إلى تكوّن الحصى، مثل بعض أنواع مضادات الحموضة، والتي تحتوي على مادة ثلاثي سيليكات المغنسيوم (بالإنجليزية: Magnesium Trisilicate)، والأدوية التي تحتوي على مادة السلفا في تركيبها (بالإنجليزية: Sulfa Medications)، بالإضافة إلى بعض المضادات الحيوية مثل السيبروفلوكساسين (بالإنجليزية:Ciprofloxacin)، ففي حال زادت جرعة السيبروفلوكساسين عن ألف ميلليغرام، وكان الوسط في البول قاعدياً بحيث تزيد درجة الحموضة عن 7.3 رقم هيدروجيني فإن ذلك سيزيد من احتمالية ترسيبه في البول وتكوين البلورات.
  • زيادة تركيز بعض الموادّ المكونة للحصى في الدم، أو انخفاض تركيز بعض المواد التي تمنع تكوّن الحصى، مثل زيادة تركيز حمض اليوريك (بالإنجليزية: Hyperuricosuria) أو انخفاض تركيز مادة السترات (بالإنجليزية: Hypocitraturia) وقد تكون هذه الزيادة أو النقصان بسبب عدم تناولها بالكميات المناسبة والصحيحة في الطعام أو الشراب، أو بسبب خلل في عمليات الأيض.
  • درجة حامضية أو قاعدية البول، فمثلاً زيادة درجة حامضية البول تشجّع تكوين حصى حمض اليوريك وحصى السيستين، أما زيادة درجة قاعديّة البول فتشجع تكوين حصى فوسفات الكالسيوم.