اللّون والمظهر الطبيعيّان للبول
يتراوح اللون الطبيعيّ للبول من الأصفر الفاتح إلى اللون الذهبيّ، ويختلف هذا اللون بالاعتماد على كمية البول التي تخرج من الجسم وكمية السوائل التي يستهلكها الشّخص، وذلك في غياب تأثير مدرات البول. ينتج هذا اللون الأصفر للبول من صبغة اليوروبيلين (Urobilin)، وتسمى أيضاً صبغة اليوروكروم (Urochrome)، والتي تنتج من تكسّر مادة البيليروبين (Billirubin). من المفترض أن يكون مظهر البول صافياً في الوضع الطبيعيّ، ولكنه قد يبدو ضبابياً في الحالات التي يكون فيها شديدَ التركيز في حالة إنتاج البول بكميات قليلة، وغيرها من الحالات الأخرى.
اصفرار البول
إنّ السبب الرئيسي لاصفرار البول واكتسابه اللون الأصفر الغامق هو الجفاف وقلّة المياه في الجسم، ويحدث عند عدم استهلاك الشخص الكمية الكافية من السوائل، ممّا يؤدي إلى ارتفاع تركيز مخلفات الجسم في البول، مثل صبغة اليوروبيلين (Urobilin)، وخلايا الدّم الميّتة، وبعض البروتينات وغيرها من المواد التّي يحتاج الجسم إلى طرحها. قد يسبّب وجود دم في البول حتى ولو بكميّة صغيرة تغيير لون البول إلى الأصفر الغامق أو إلى اللون البنّي، ويمكن أن يكون ذلك أحد الأعراض الأوليّة التي قد تدلّ على وجود التهابٍ، أو حصىً في الكلى، أو مشاكل في الكبد، أو بعض الأمراض المنقولة جنسيّاً وغيرها.
من الممكن أن يرتبط اصفرار البول المزمن ولونه الدّاكن ببعض الحالات المرضيّة؛ كالتهاب الكبد (بالإنجليزية: Hepatitis)، أو اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice). يكون اصفرار البول في حالة اليرقان بسبب زيادة الصّبغة الصفراء المعروفة بالبيليروبين، والتّي تنتج خلال عملية تكسّر خلايا الدّم، وقد يسبّب شرب الكحول والتّعرّض لبعض المواد السامّة حدوث أمراض للكبد كتشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، ومرض الكبد الكحوليّ (بالإنجليزية: Alcoholic Liver Disease)، مما يؤدي إلى جعل لون البول داكناً، وقد يدلّ اللون الداكن المزمن للبول على وجود سرطان في الكبد.
يرتبط اصفرار البول أيضاً بوجود حصىً في المرارة (بالإنجليزية: Gallstones)، أو بحالات صحيّة أُخرى مثل حصى المثانة (بالإنجليزية: Bladder Stones)؛ حيث إنّها تسبّب انسداداً في مجرى البول (بالإنجليزية: Urethra) وحدوث التهاب.
قد يسبّب الاستخدام الحديث للمليّنات (بالإنجليزية: Laxatives)، وفيتامين ب المركب (بالإنجليزية: Vitamin B-Complex)، ومادة الكاروتين (بالإنجليزية: Carotene)، وبعض الأدوية إعطاء اللون الأصفر الغامق أو البرتقاليّ للبول. من هذه الأدوية الفينازوبيريدين (Phenazopyridine) المستخدم لعلاج التهاب التهاب المسالك البولية، والوارفارين (Warfarin)، والريفامبين (Rifampin).
الوقاية من اصفرار البول وعلاجه
في الحالات التي يكون اصفرار البول ناتجاً عن نقص المياه فإن المطلوب هو زيادة كميّة السوائل في النظام الغذائيّ للشخص، ويفترض أن يعود البول للونه الأصفر الفاتح خلال أيام. ومن المعلومات المعروفة والمنتشرة بين الأشخاص أنّ كميّة المياه اليومية التي يجب شربها هي ثمانية أكواب، لكنّ هذه المعلومة ليست موثقة ومدعّمة بإثباتات علمية كافية، فحسب معهد الطبّ (بالإنجليزيّة: The Institute of Medicine) فإنّ معدل كمية المياه والسوائل المُوصَى بشربها يومياً من قبل شخص بالغ ليس لديه مشاكل صحية ويعيش في مناخ معتدل حوالي ثلاثة عشر كوباً للرجال أي ما يعادل ثلاثة لترات، وللنساء حوالي تسعة أكواب أي ما يعادل لترين ومئتي ملليليتر.
في الحالات التي يكون سبب اصفرار البول وجود حالة مرضيّة، فإنّ المطلوب هو علاج الحالة المرضيّة المسببّة، وفي حال كانت الأدوية هي السبب في اصفرار البول فإنّه يُوصَى بالاستمرار في أخذ الدواء وذلك بعد الأخذ بإرشادات الطبيب المختصّ وتحت مراقبته.
الفحوصات اللازمة للتّشخيص
يعتبر الفحص السريريّ وتحديد التاريخ المرضيّ للشّخص بالإضافة إلى عمل بعض الفحوصات المخبريّة من الخطوات المهمّة للتشخيص، فقد يُستخدم فحص البول (بالإنجليزية: Urinalysis) مثلاً لمعرفة وجود كريات الدّم الحمراء، أو نسبة عالية من البروتين، أو المعادن في البول وذلك بهدف تحديد احتماليّة وجود خلل في الكلى أو المسالك البوليّة، أو لمعرفة وجود بكتيريا تسبب التهاباً، بالإضافة إلى عمل زراعة للبول (بالإنجليزية: Urine culture)، ويُستخدم لتحديد وجود التهاب. وقد تُستخدم بعض فحوصات الدّم للتشخيص؛ مثل قياس مستوى إنزيمات الكبد في الدّم، أما بالنسبة لفحص الكرياتينين (Creatinine) ونيتروجين يوريا الدّم (بالإنجليزية: Blood Urea Nitrogen) فيستخدمان لفحص الكلى ومعرفة وجود خلل فيها، وقد يتم أيضاً فحص الكلى والمثانة عن طريق الموجات فوق الصوتيّة (بالإنجليزية: Ultrasound).
التغيّرات اللونيّة الأخرى للبول
قد يتغيّر لون البول بسبب عدة عوامل، فقد تسبّب بعض الأطعمة كالشمندر والتوت البريّ، وبعض صبغات الأطعمة، وبعض الأدوية تلوّن البول باللون الأحمر، أو الوردي، أو البنيّ الفاتح، كما قد ينتج هذا اللون للبول بسبب بعض الحالات الصحيّة كفقر الدّم الانحلاليّ (بالإنجليزية: Hemolytic anemia) الذي يسبّب بعض الإصابات أو الجروح في الكلى والمسالك البوليّة، وقد ينتج هذا التغير في لون البول بسبب مشاكل في المسالك البولية تتسبّب في إحداث نزيف، والنزيف المهبليّ، والبورفوريا (Porphyria)، وهي حالةٌ وراثيّةٌ نادرة الحدوث سببها نقصٌ في إنزيمات معيّنة، ولا يتم في حالة البورفوريا تكوين مادة الهيم (بالإنجليزية: Heme) بالشكل السليم، وتوجد مادة الهيم في الهيموغلوبين وبعض العضلات في الجسم.
قد يتغير لون البول إلى اللون الأخضر أو الأزرق بسبب بعض الأدوية والمواد مثل أزرق الميثيلين (بالإنجليزية: Methyline Blue)، أو بسبب التهاب المسالك البولية (بالإنجليزية: Urinary Tract Infection)، وغيرها من الأسباب الأخرى. ومن الجدير بالذكر أن التهاب المسالك البولية قد يسبّب أيضاً حدوث مظهر ضبابيّ أو حليبيّ للبول، بالإضافة إلى تسبّبه في انبعاث رائحة كريهة للبول.