مرض الزهايمر
يُعرّف مرض الزهايمر على أنّه مرض تنكسيّ عصبيّ (بالإنجليزية:Neurodegenerative disease) يتمثل بإصابة الشخص باختلالات على مستوى الذاكرة، والمعرفة، والإدراك، والسلوك، ممّا يؤثر سلباً وبشكل كبير في حياة المريض المهنية والاجتماعية. ويُعد مرض الزهايمر أكثر أنواع الخرف (بالإنجليزية: Dementia) شيوعاً، إذ يشكل ما نسبته 60-80% من حالات الخرف، والخرف مصطلح عام يستخدم للتعبير عن حالات فقدان الذاكرة والقدرات الإدراكية. وتجدر الإشارة إلى أنّ مرض الزهايمر يُرافقه تكوّن لويحات في الحُصين (بالإنجليزية: Hippocampus)، وهو جزء من الدماغ مسؤول عن ترميز الذاكرة، كما ويؤثر الزهايمر في مناطق أخرى مسؤولة عن التفكير واتخاذ القرارات، بالإضافة إلى تكون عقيدات من البروتينات في نظام التوصيل الداخلي للخلايا العصبية المتمثل بالأنيبيبات الدقيقة (بالإنجليزية: Microtubules). ومن الجدير بالذكر أنّ تأثير مرض الزهايمر يمتدّ ليُسبّب اضطراباً في العمليات الضرورية لسلامة الخلايا العصبية، مثل التواصل مع الخلايا الاخرى، وعمليات الأيض، والإصلاح، هذا وإنّ حالة المصاب تزداد سوءاً مع مرور الوقت.
إحصائيات عن مرض الزهايمر
تشير بعض إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ النسب التقريبية للإصابة بمرض الزهايمر بغض النظر عن السبب تقل عن 1% عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60-69 عاماً، إلا أنها تصل إلى ما يقارب 39% عند الأشخاص الأكبر من 90 عاماً، ولذلك يعد التقدم بالعمر أبرز عوامل الخطورة التي قد تؤدي للإصابة بمرض الزهايمر. وقد أظهرت بعض الدراسات ارتفاع حالات الإصابة بمرض الزهايمر في الإناث مقارنة بالذكور، وتجدر الإشارة إلى أنّ فرص الإصابة بمرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى تتضاعف عند الأمريكيين من الأصول الأفريقية عند تجاوزهم 71 عاماً مقارنة بنظرائهم البيض.
أعراض وعلامات مرض الزهايمر
في الحقيقة لا تظهر أعراض وعلامات مرض الزهايمر فور تأثّر أجزاء الدماغ بالضرر المصاحب لمرض الزهايمر، فعادةً ما يحدث التلف في أجزاء الدماغ المعنيّة قبل عقودٍ من ظهور الأعراض والعلامات، ويمكن تقسيم الأعراض والعلامات بالاعتماد على درجة المرض ومرحلته كما يلي:
- الزهايمر البسيط: (بالإنجليزية: Mild Alzheimer disease) وهو المرحلة التي يتم فيها التشخيص السريري لمرض الزهايمر؛ فتبدأ معاناة المريض من فقدان القدرات الإدراكية، ومن الأعراض والعلامات التي يعاني منها المصاب في هذه المرحلة ما يلي:
- ارتباك المريض واختلاط المواقع والأماكن المألوفة بالنسبة له.
- أخذ المريض وقتاً أطول للقيام بالمهمات اليومية الاعتيادية.
- اتخاذ المريض قرارات خاطئة.
- إصابة المريض بالقلق، واضطرابات الشخصية والمزاج.
- معاناة المريض من الخوف والهلع.
- عدم قدرة المريض على التعامل مع المال ودفع الفواتير.
- فقدان المريض للتلقائية وحس المبادرة.
- الزهايمر المتوسط: (بالإنجليزية: Moderate Alzheimer disease) ومن الأعراض والعلامات المصاحبة لهذه المرحلة:
- تفاقم فقدان الذاكرة والارتباك.
- انخفاض مدى الانتباه عند المريض، كما قد يواجه صعوبة في التعرف على الأصدقاء وأفراد العائلة.
- مواجهة المريض صعوبات في اللغة، مثل القراءة، والكتابة، والتعامل مع الأرقام.
- عدم قدرة المريض على تعلم أشياء جديدة، كما يواجه صعوبة في ترتيب أفكاره وفي التفكير المنطقي.
- معاناة المريض من القلق، والهلوسات، والأوهام، والشرود، وتكرار بعض الحركات أو الجمل.
- عدم إدراك المصاب للوقت والمكان المناسبَين للقيام بالأفعال؛ كخلع الثياب مثلاً.
- معاناة المريض من الأرق، والهياج (بالإنجليزية: Agitation)، وكثرة البكاء، وخاصةً في الليل.
- الزهايمر الشديد: (بالإنجليزية: Severe Alzheimer disease)، وتُعدّ هذه المرحلة أشدّ مراحل الزهايمر، وفيها يفقد المريض القدرة على تمييز أفراد العائلة والأصدقاء بشكلٍ كليّ، ويغدو معتمداً تماماً على الآخرين، وغالباً ما تُسفر هذه المرحلة عن وفاة المصاب، وخاصة جراء الإصابة بالتهاب الرئة الشفطي (بالإنجليزية: Aspiration pneumonia)، ومن أعراض هذه المرحلة كذلك:
- نقص الوزن.
- العدوى الجلدية والتشنجات العصبية.
- صعوبة البلع .
- زيادة ساعات النوم وقضاء أغلب الوقت في السرير.
- فقدان القدرة على التحكم بإخراج البول والبراز.
علاج مرض الزهايمر
لا يوجد حتى الآن علاجٌ لمرض الزهايمر، ولكن يصرف الأطباء المختصون بعض الأدوية التي تساعد على التخفيف من حدة الأعراض والعلامات التي يعاني منها المصابون: كفقدان الذاكرة واضطرابات الإدراك، وكذلك قد تُخفف الأدوية من سرعة تطور المرض وتدهوره، ومن أبرز طرق علاج مرض الزهايمر ما يلي:
- مثبطات الكولين استراز: (بالإنجليزية: Cholinesterase inhibitors) وتُصرف هذه الأدوية في الحالات البسيطة والمتوسطة من مرض الزهايمر، إذ تعمل على زيادة مستوى الناقل العصبي أستيل كولين (بالإنجليزية: ِAcetylcholine) الذي ينخفض في دماغ مرضى الزهايمر، وبإعطاء هذه المثبطات الدوائية قد يتحسّن التواصل العصبي بين الخلايا، كما وتعمل هذه الأدوية على علاج بعض الأعراض النفسية العصبية الأخرى مثل الاكتئاب والهيجان، ومن أبرز أدوية هذه المجموعة دواء دونيبيزيل (بالإنجليزية:Donepezil)، ودواء غالانتامين (بالإنجليزية: Galantamine)، وكذلك دواء ريفاستيجمين (بالإنجليزية: Rivastigmine)، ومن أهم الأعراض الجانبية لهذه المجموعة الإسهال، والغثيان، وفقدان الشهية، ومشاكل النوم.
- دواء ميمانتين: (بالإنجليزية: Memantine) ويستخدم هذا الدواء في الحالات المتوسطة والشديدة من مرض الزهايمر، وقد يُلجأ إليه في الحالات البسيطة إذا لم يكن استعمال مثبطات الكولين استراز ممكناً، وكذلك قد يُصرف مع مثبطات الكولين استراز في الوقت ذاته، ومن الأعراض الجانبية التي يمكن أن يتسبّب بها الصداع، وارتفاع ضغط الدم، والإمساك، والإعياء العام.
- الأدوية المضادة للاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants): وقد يتم اللجوء لهذه المجموعة الدوائية لعلاج الأعراض السلوكية المصاحبة لمرض الزهايمر.
- تغيير نمط حياة المريض: إذ ينصح الأطباء مرضى الزهايمر بإجراء بعض التعديلات على الحياة اليومية بما يتلاءم مع حالتهم الصحية، وتهدف هذه الإجراءات إلى تقليل المجهود العقلي الذي يتطلب استخدام الذاكرة، وجعل حياتهم أكثر تنظيماً واعتيادية، كإبقاء أغراضهم المهمة في مكان واحد، واستخدام الروزنامة لوضع المواعيد اليومية، والقيام بدفع الفواتير بشكل تلقائي في مواعيد محددة، وكذلك يُنصح المصابون بشرب كميات كبيرة من السوائل والحرص على تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والبروتينات.