العصبية و التوتر من أكثر الأشياء التي يمكن أن تؤدي بصاحبها إلى الوقوع في مواقف حرجة و مشاكل جمة ، و هذا بالطبع في فترات بحسب درجة العصبية و رد الفعل و المرحلة العمرية للشخص الذي يمر بالحالة العصبية . و من فضائل الأخلاق عند العرب الحلم عند و الهوء و عدم الخروج عن المشاعر و العصبية ، و لكن في العديد من الحالات لا يكون بوسع المرء أن يفعل شيئاً أمام ما يشعر به من غضب و توتر و إنفلات أعصاب . و التوتر الزائد و العصبية لها أسباب مختلفة و متنوعة تحتلف بإختلاف المرحلة العمرية للإنسان و النوع ذكر أم أنثى ، و يعتمد العلاج من تلك الحالة بإعتبارها حالة نفسية عارضة على التخلص من الأسباب المؤدي لها ، و العمل على تحسين الإستقرار النفسي لدى المرء .
و يمكن تقسيم أسباب لاعصبية بحسب المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان حسب التالي :
أولاً : في فترة الطفولة ، يكون الأطفال عرضة للعصبية الزائدة و التصرف بشكل غير طبيعي نتيجة للعديد من المؤثرات ، منها الأسباب البدنية عندما يصاب الطفل بأحد الأمراض الوراثية أو علامات التأخر السلوكي أو المعرفي ، و منها ما يحدث عندما يشعر الطفل بالغيرة في مراحل من العمر خاصة عندما يوجد في الأسرة مولود جديد . و في مرحلة بداية الدراسة و التعامل مع أطفال آخرين من نفس الفئة العمرية أو عندما يكون الطفل مدلل أكثر من اللازم فإنه يعتمد العصبية كإسلوب للحصول على الطلبات التي يرغب فيها .
ثانياً : في مرحلة المراهقة ، يمرالمراهق في تلك الفترة سواء كان ذكر أو أنثى بالعديد من التغيرات الفسيولوجية و النفسية التي تجعل من تصرفاته غير طبيعية و تجعله عرضة للتوتر و العصبية و الحدة بشكل كبير ، حيث يكون المراهق في مرحلة استكشاف لما حوله و يحاول فهم جسده و العالم المحيط به بشكل مختلف يميزه عن الآخرين ، مما يعرضه لضغوطات نفسية .
ثالثاً : في مرحلة الشباب . و يكون الشباب عرضة بشكل كبير لضغوطات الحياة العملية ، خاصة عند الإنتهاء من مرحلة التعليم و مواجهة الواقع و متطلبات العمل ، بالإضافة إلى القيود المجتمعية التي تمنع العديد من الشباب من تحقيق ذاتهم .
رابعاً : في مرحلة منتصف العمر أو سن اليأس . و هي المرحلة التي يمر بها الرجال و النساء عند التغيرات التي تصيب حياتهم الجنسية و ما يتبع ذلك من تأثيرات نفسية عامة ، و تنتهي تلك المرحلة بإستقرار كبير فيما بعد .