تعتبر الهموم من الأمور التي تسبب الكآبة للإنسان، ليس فقط لنوع معين أو لصنف معين، بل يشترك الجميع في الهموم مع تنوع الأسباب التي تنتج عنها هذه الهموم، فمسببات الهموم عند الناس متنوعة وعديدة منها العمل وقلة الدخل المالي الشهري بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية السيئة التي تسبب العديد من المشاكل المختلفة كالتفكك الأسري والطلاق والمشاكل العائلية وما إلى ذلك من أمور، فالهموم لا بد لها وأن تعترض الإنسان ولو مرة واحدة خلال حياته، وربما تكون ثقيلة جداً على الإنسان مما يسبب له المشاكل على الصعد المختلفة والمتنوعة، لهذا فيتوجب أن يسعى الإنسان بكل ما أوتي من قوة أن يتجاوز الهموم التي تعترضه وان يتخلص منها حتى لا تشكل عبئاً ثقيلاً يثقل كاهله ويمنعه عن أداء رسالته وواجباته.
ومن هنا فإن كل الإنسان أثقلته الهموم وشكلت عليه عبئاً كبيراً يتوجب عليه أن يعمل جاهداً على ان يتخلص من هذه الهموم، حيث يتوجب عليه أولاً أن يكون متفائلاً وواقعياً وأن يعترف بتقصيره إن وجد فهذه الأمور والنقاط تدفع بالإنسان إلى العمل والبدء من جديد لا إلى الركون والراحة والدعة والسكون، كما ويتوجب على الإنسان أن يعمل بكل جهده على أن يبتعد عن مصادر الكآبة المحيطة به سواء كانوا أشخاصا أم أماكن إضافة إلى ان نقطة ارتكازه يتوجب أن تكون داخليه، فإذا كانت داخليه فهو في غنى عن غيره من الناس، أما إن كانت خارجية فهو بحاجة إلى الناس وبمجرد ذهابهم وانفضاضهم عنه سينهار لأنه معتمد على وجودهم حوله وعلى تشجيعهم له. إلى ذلك يتوجب على كل إنسان يعاني من الهموم القاتلة أن يمارس هواياته التي يحبها والتي تشغله عن التفكير بالهموم التي يعاني منها، كما انه بإمكانه السقر إلى الأماكن الأخرى من الكرة الأرضية لأن السفر يعمل على توسيع آفاق الإنسان وتطوير طريقة تفكيره وتعريفه على الحضارات الأخرى وعلى صعود الحضارات وهبوطها.
ومن أهم الأمور التي تبعد الهم والحزن عنه الإنسان ان يتعامل ويتفاعل مع من هم أقل منه ومن هم أكثر هموماً منه عندها سيعرف حجم نعمة الله تعالى عليه إذا ما قارن نفسه بالآخرين الأقل منه، فهو ليس أقل الناس هموماً في الدنيا فهناك من هم أكثر هموماً وهم يموتون كل يوم، فمن يرى أهله كلهم قد نسفتهم قنبلة ولم يبق إلا هو فهذا أكثر هموماً بالقطع ومن يرى ابنه أو من ترى ابنتها تموت جوعاً أمام عينيها فهي بالحري أكثر منه هموماً.