من سلبيّات الحياة المعاصرة أنّها سبّبت لكثيرٍ من النّاس القلق و التّوتر ، فطبيعة هذه الحياة بما تشتمل عليه من صعوباتٍ في تحصيل لقمة العيش و مواجهة التّحدّيات المختلفة ساهمت في ظهور هذه السّلبيّات ، و قد كان الإنسان قديماً على الرغم من اعتماده على أدواتٍ بسيطةٍ في العيش ، إلا أنّه كان بعيداً عن كلّ هذه السّلبيات بسبب بساطة العيش و البعد عن الضّوضاء و التّلوث الذي نلمسه في حياتنا المعاصرة ، و لا نبالغ إن قلنا بأنّ القلق و التّوتر هو مرض العصر ، فالثّورة التّكنلوجيّة المتسارعة سبّبت للإنسان الكثير من المشاكل و إن كانت لها كثيرٌ من الإيجابيّات ، فحين يقضي الإنسان المعاصر أوقاتاً طويلةً أمام شاشة الحاسوب و التّلفاز ، يشاهد ما تعرضه القنوات التّلفزيونيّة المختلفة من أفلامٍ و مسلسلاتٍ تبعث في النّفس التّوتر ، كما لا نغفل دور التّلوث و البيئة في خلق حالة من التّوتر و القلق لدى الإنسان ، لذلك نرى الذين يسكنون في الأرياف طباعهم سهلةً ليّنةً بسبب بعدهم عن المنغصات فضلاً عن طبيعة البيئة التي يسكنون فيها حيث الماء و الخضرة التي تبعث في النّفس الرّاحة و الغبطة و السّرور ، و إنّ هناك وسائل يمكن من خلالها البعد عن القلق و التّوتر نذكر منها :
أداء الصّلوات ، فقد بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم أنّ في الصّلاة راحة النّفس و البدن حيث قال ، و جعلت قرّة عيني في الصّلاة ، كما كان ينادي الصّحابي الجليل بلال رضي الله عنه بقوله أرحنا بها يا بلال ، و لقد أثبت العلم الحديث دور الصّلاة في تغيير الشّعور الإنسانيّ نحو الأفضل ، و التّخلص من الطّاقة السّلبيّة ، و إنّ للسّجود كذلك دورٌ عجيبٌ في تفريغ الطّاقة السّلبيّة من الجسم .
و مما يعين المرء على التّغلب على القلق و التّوتر أن يبعد عن أسبابها ، و أن يؤمن بقضاء الله و قدره ، و أنّ الله سبحانه و تعالى إذا كتب على إنسان شيئاً لم يستطع أحدٌ ردّه ، فيسلّم أمره لله تعالى فتطمئن باله و تسكن نفسه ، و إذا أقدم على فعل شيءٍ أو تركه استشار النّاس ثمّ استخار الله سبحانه و تعالى بأداء صلاة الاستخارة .