الهم ،هو شعور نفسي ؛ يؤثر على مزاج الشخص ،وفقدان البهجة والفرح ،والتأثير على مختلف نشاطات الإنسان ،ويشعر الفرد بأنّه فاشل ،وضيق النفس ،واختفاء البسمة ،لتتحول الى العبوس والغضب السريع ،والكسل والتقاعس عن ممارسة أي نوع من الأعمال التي تلهيه ،والفرق بين الهم والحزن بفارق الزمن ،فالهم مرتبط بالمستقبل وما يتوقعه المرء مستقبلاً ،وأمّا الحزن أمراً سبب للإنسان الحزن عما مضى .
وقد يؤثر الهم على صحّة الإنسان وجسده ،ويقد يؤدي الهم الى عدم توافقه مع نفسه ،ومع المجتمع الذي يعيش فيه ،لأن ذلك مرتبط بالحالة النفسية للمرء.والهم من أشد المخاطر على عقل الإنسان فقد يشل عقله عن ممارسة الحياة الطبيعة ،والعمل بنشاط ،والتأثير على التحليل والتمييز ،وقد يصاحب الهم آلاماً فسيولوجية ؛ كاضطراب الهضم ،فقدان الشهية ،ووجع المفاصل والعظام ،والصداع المستمر وغيرها .
وحتى تستطيع التخلص من الهم ،ومحاربة أضراره عليك التسلح بالإسلام وبعض الممارسات التي تساعدك في التخفيف من الهم حتى زواله عنك :
قد يكون هذا الهم هو ابتلاء من الله عز وجّل لك ،من أجل رفع درجاتك عند الله ،فيجب عليك التحلي بالصبر والرضى بما قدر الله لك ،قال النبي صل الله عليه وسلم ” (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ).رواه المسلم. وإذا صبرت سوف تنال الأجر والثواب العظيم من الله لقوله تعالى ” (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) “. الزمر آيه 10.
عليك بالدعاء لله تعالى والتضرع له من أجل ازاله كل الأمور السلبية التي تأتي من الهم ،والاستعاذه به من الشيطان الرجيم. ومن الأدعية التي علمنا اياها الرسول الكريم صل الله عليه وسلم : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ،وَابْنُ عَبْدِكَ ،وَابْنُ أَمَتِكَ ،نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ،مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ،عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ،أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ،أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ،أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ،أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ،أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ،وَنُورَ صَدْرِي ،وَجِلاءَ حُزْنِي ،وَذَهَابَ هَمِّي ،إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا.فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،أَلا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ : بَلَى ،يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَها
ابتعد عن الأماكن التي تعتقد أنّها تجلب لك الهم والغم حتى لا تتجدّد لديك الهموم ،وحاول قراءة الكتب المفيدة التي تبعدك عن الهم .