الخوف والقلق
يعدّ الخوف والقلق من أكثر الأعراض الّتي يشعر بهما الناس وخاصّةً في الشرق الأوسط والعالم العربي، ويعدّ هذان العرضان من المنغّصات الّتي تؤثّر على الإنسان وحياته، وينتزعان منه السعادة، وكثيراً ما يحدّان من إنتاجيّة المجتمع سواءٍ كان فرداً أو جماعة، فهناك خوفٌ من الموت، وهناك خوفٌ على الرزق، وهناك خوفٌ من المستقبل ومن الغد ناهيك عن مشاعر الخوف والقلق من أمورٍ آخرى كالخوف من الحشرات والخنافس، والخوف من الحيوانات كالقطط، والأسود، وهناك الخوف من الظّلام والوحدة، وأيضاً قد يخاف البعض من أمورٍ أقلّ واقعيّة كالخوف من مصّاصي الدماء، والمخلوقات الفضائيّة.
يمكن أن يكون الخوف مرضيّاً كعرض من أعراض الأمراض النفسيّة، أو نتيجةً للتعرّض إلى صدمةٍ ما، وهذا يتطلّب علاجاً نفسيّاً مكثّفاً على يد طبيبٍ نفسيّ متخصص، وأحياناً قد يحتاج الإنسان إلى أن يتمّ إدخاله إلى مصحٍّ عقليّ، وهناك الخوف والقلق الطبيعيّ أو الاعتيادي، وهذا لا يتطلّب علاجاً مكثّفاً أو نفسياً ففي الغالب لا يكون مؤذياً في حدّ ذاته، وأحياناً أخرى قد يكون عرضيّاً. ونحن هنا بصدد الحديث عن كيفيّة علاج الخوف والقلق بصورته غير المرضيّة.
وتكمن مضاعفات الخوف والقلق في أنّها تتسبّب في إضعاف مناعة الجسم ممّا يجعلك عرضةً للإصابة بأمراض العدوى بسهولة، وكما أنّها تتسبّب في حدوث أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم في المستقبل، ويصل تأثير الخوف والقلق على الجمال أيضاً؛ فهو يؤدّي إلى تساقط الشّعر، وكما أنّه يؤثّر على البشرة وعلى الأظافر.
علاج الخوف والقلق
أفضل علاجٍ يكون عندما يقرّر الإنسان أن يواجه مخاوفه، وأن يتخلّى عن الشّعور بالقلق، وذلك يكون بالعزيمة والإصرار وإقناع نفسك بأنّ العيش في وجود الخوف والقلق ليس بالحياة الّتي ترغب بها، وعليك أن تقرّر أنّك تستحقّ أن تعيش حياةً سعيدةً خاليةً من التوتّر، وخاليةً من القلق، وخاليةً من الخوف، فحدّد مخاوفك وجد الطريقة المثلى لتخطّيها، فإذا كنت تخاف من التحدّث أمام أناسٍ آخرين تدرّب أمام المرآة على الكلمة الّتي تريد أن تلقيها، ويمكنك أيضاً أن تجمع أهل بيتك أو أصدقائك وتقوم بالتدرّب أمامهم على إلقاء الكلمة لتأخذ منهم النّصائح والأمور الّتي يجب أن تتجنّبها، أو ما يجب أن تقوله، وعليك أن تثق بنفسك وبأنّك تعرف ما تتحدّث عنه، وعليك التذكّر بأنّك ستلقي الكلمة أمام أشخاصٍ مثلك لا يتميّزون عنك، فلا داعي للخوف منهم.
وعلى الآخرين الّذين يحيطون بك أن يساعدوك على تخطّي مخاوفك وذلك بأن يعملوا دائماً على تشجيعك ومساندتك ودعمك، وأن يكونوا معك بكلّ خطوةٍ ستقدم عليها في سبيل تخطّي مرحلة الخوف الّتي تعاني منها، ولا تخجل من طلب المساعدة من الآخرين وخاصّةً من الاختصاصيين النّفسيين والإرشاديين إن شعرت بعدم قدرتك على التخلّص من الخوف.