يعاني الكثير من الناس من التوتر في بعض المواقف والأحيان، حيث أن هذا التوتر يبعدهم عن الطريق الأساسي الذي خطوه لأنفسهم ويحرفهم عن الهدف الأساسي الذي خلقوا لأجله، ومن هنا فإن الإنسان الذي يعاني من التوتر في حياته يتوجب عليه أن يحاول أن يتخلص من التوتر حتى يستمتع في حياته ويستطيع التحرر من أية معيقات قد تصادفه خلال حياته. وهذا لا يعني أن التوتر قد يكون إيجابياً وجيداً في بعض الأحيان وفي بعض الأوقات، فهذا التوتر من شأنه أن يساعد الإنسان على إتقان عمله المطلوب منه تأديته، على أن لا يتجاوز الحدود الطبيعية لأن ذلك سيكون وبالاً عليه وعلى حياته.
حتى يتخلص الإنسان من التوتر الذي يسيطر عليه يتوجب عليه أن يزيد من ثقته بنفسه بشكل كبير جداً فالثقة بالنفس حل لكل العلل التي قد تصيب الإنسان لأن الثقة بالنفس هي الوسيلة التي من خلالها يمكن للإنسان أن يقوم باستغلال قدراته ومهاراته على أكمل وجه وأتمه، ومن هنا فالإنسان هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في إزالة التوتر من قلبه نهائياً.
إلى ذلك فإنه يتوجب على الإنسان أن يعمل جاهداً على أن يتلقى المعارف والعلوم بأكبر كمية ممكنة فالعلم سبيل هام في زيادة الثقة بالنفس أولاً ومن ثم في إبعاد التوتر عن النفس ولكنه طريق يحتاج من سالكه إلى الصبر والجد والمثابرة، بالإضافة إلى ذلك يذهب التوتر عن نفس الإنسان عندما يصبح هذا الأمر اعتياديا يمارسه بشكل مستمر تقريباً، فممارسة الأعمال بشكل مستمر تزيل الرعبة من نفس الإنسان، لأنها تؤدي إلى زيادة خبرة الإنسان وزيادة معرفته بهذا الأمر، فيصبح قادراً على التعامل مع كافة المتغيرات والمواقف التي من المحتمل أن تصادفه.
وللتخفيف من التوتر يمكن أن يمارس الإنسان نشاطاً يحبه ويستطيع أن يبعد به تفكيره عن هذا الأمر الذي يسبب له التوتر، وتتنوع هذه الأنشطة ما بين الرياضات والفنون، ولنركز على موضوع مشاهدة الأفلام السينمائية أو قراءة رواية معينة فهذه الأنشطة من شأنها أن تبعد ذهن الإنسان عن التفكير بأمور معينة إلى التفكير بأمور أخرى تستطيع أن تذهب بمخيلته إلى مديات بعيدة جداً. ولا نغفل أبداً دور مناجاة الله تعالى في التخفيف من آثار التوتر على الإنسان، وهذا لا ينحصر على دين معين أو ملة معينة، فكل الاعتقادات الدينية تهتم بهذا الأمر وتفرز له مساحة منها، فالجميع قادرون على دعاء الله تعالى باختلاف أشكال وطرق هذا الدعاء.