ليس من المستغرب أن يتعرّض أحدٌ منّا إلى نوبات قلقٍ بين الحين والآخر، فالحياة بما فيها من مسؤوليّات وواجبات وغير ذلك تحتّم على الإنسان أن يقلق أحيانًا حين يقدم على عمل شيء مثلًا وهو يخشى أن لا يؤدّيه وفق ما يراد منه، ويشترك كثيرٌ من النّاس في نسبةٍ معيّنة من القلق وهو القلق الطّبيعي الّذي ينتاب أيّ إنسان، ولكن التّحدي الأكبر يكمن في القلق الشّديد؛ حيث يؤثّر ذلك على حياة الإنسان ويجعله متوتّرًا باستمرار، وغير قادر على التّعامل مع من حوله بصورةٍ صحيحةٍ، وهذا النّوع من القلق هو ما يجب على الإنسان أن يتجنّبه ويتخلّص منه بكلّ ما أوتي من قوّة، وباستخدام جميع الوسائل التي تعينه على ذلك.
ومن الصّور السّيئة للقلق مثلاً عندما تجد إنسانًا يطلب من شخصٍ مقابلة رجل مسؤولٍ والتّحدث معه في شأنٍ من الشّؤون، فتراه يسيطر عليه القلق والخوف قبل يومٍ من المقابلة، وقد يتسبّب القلق بكثيرٍ من المشاكل له فتجده ينشغل باله وتفكيره وينصبّ على هذا الأمر فيؤثّر على أدائه لعمله، أو قد تجد إنسانًا يسيطر عليه القلق حينما يقدم على الارتباط بفتاةٍ ما، وغير ذلك من الصّور السّلبيّة للقلق.
علاج القلق
إنّ العلاج المناسب لحالة القلق يكون أولًا بإيمان الإنسان بربّه ثمّ إيمانه بذاته وقدراته، فحين يؤمن الإنسان بربّه تراه مطمئنًا بسبب ما يُحدثه الإيمان في قلبه من تسليم لله تعالى في شأنه كلّه، فهو يعلم بأنّ الله تعالى لن يقدّر له إلّا ما كتبه له، كما أنّه يؤمن بأنّه لن يصيبه أذىً من مخلوق إلّا بعلم الله تعالى وتقديره ابتلاء له وتمحيصًا، فحال المؤمن على كلّ أحواله هو خير له فلماذا يقلق إذن، كما أنّ إيمان الإنسان بنفسه وقدراته يساهم مساهمةً كبيرةً في هزيمة القلق النّفسي؛ حيث يؤمن الإنسان بأنّه قادر على مواجهة التّحديات وتخطّي العقبات، وينزع روح الاستسلام من نفسه فتراه يقدم على المواجهة بدون خوفٍ أو وجلٍ أو قلق.
وقد يصل القلق بالبعض من النّاس إلى أن يصاب بأمراض نفسيّة إذا أهمل مواجهته وعلاجه مبكّرًا، ولا يخفى أثر ذلك على نفسيّة الإنسان؛ حيث يعتزل النّاس ويبتعد عن مواجهة المواقف المختلفة في الحياة، وفي هذه الحالات يتحتّم على الإنسان أن يراجع الأطباء النّفسيّين الّذي يعالجون حالات القلق الشّديد سلوكيًّا أو من خلال الأدوية النّفسيّة الخاصّة لهذا النّوع من القلق.