الاكتئاب
يعتبر الاكتئاب أو كما يسمّى علمياً Depression من الحالات النفسية التي تُصيب فئة كبيرة من الأشخاص من كلا الجنسين، والتي تعود إلى أسباب وعوامل عديدة، منها الضغوطات الحياتية اليومية الكبيرة التي يتعرض لها هؤلاء الأشخاص، بما في ذلك الضغوطات المهنية والاجتماعية وغيرها من الالتزامات الحياتية، وكذلك المشاكل النفسية، والتوتر في العلاقات الأسرية، وحالات الطلاق، والتعرض لحوادث تؤثر بشكل سلبي على الاستقرار النفسي، وغيرها من الأسباب التي تؤثر على الجانب الفسيولوجي لدى الأشخاص.
يُعرف الاكتئاب بمفهومه العام على أنّه تلك الحالة الشعورية التي تتمثل في عدم الرغبة أو الإقبال على الحياة بمختلف مجالاتها، وهو شعور عام بالقلق، والتوتر، والحزن، والتشاؤم، مع عدم وجود هدف معيّن ومحدد وطموح في الحياة، وتختلف حدّة الاكتئاب من شخص لآخر، هناك الاكتئاب الشديد والذي يحتاج إلى تدخل طبيّ قبل أن يدفع الشخص إلى الانتحار، وهناك الاكتئاب اللحظي أو البسيط، وقصير الأمد والذي ينتج عن حدث أو ظروف حياتيّة مؤقّته، ولكلّ من هذه الدرجات والأنواع الحلول والعلاجات الخاصّة بها.
حل حالة الاكتئاب
- قدم الطب النفسي والعلماء المختصين في مجال الصحة الفسيولوجية العديد من الحلول الطبية التي من شأنها أن تخفف من حدة حالات الاكتئاب وتأثيراته السلبية على صحة الإنسان وسلامته البدنية والعقلية، بما في ذلك علاج الحالات المزمنة بالصدمات الكهربائية، وذلك للأشخاص الذين لم يستجيبوا للعلاج الدوائي والطرق الطبية الأخرى.
- العلاج الفيزيائي: ويتمثل وذلك في ممارسة التمارين الرياضيّة والبدنية التي من شأنها أن تخفّف وتقلّل من حدّة التوتر، والضغط، والقلق، وتحسّن من الحالة المزاجية لدى الأشخاص، وتساعدهم على تجديد طاقاتهم الإيجابيّة والتخلّص من تلك السلبية، والتي يؤدي تراكمها إلى التعرض للاكتئاب، والحفاظ على الوزن المثالي وذلك لأنّ السمنة تعتبر أحد مسبّبات الاكتئاب، والضغط النفسيّ، وانعدام الثقة بالنفس لدى الشخص.
- العلاج الضوئي: ويستخدم العلاج بالضوء لحل هذه المشكل لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب الموسمي، وتكثر هذه الحالات في فترة الشتاء نتيجة قلّة التعرّض لأشعة الشمس، ويكمن الحلّ في تعريض المُصاب للضوء ولأشعة الشمس بشكل كافٍ لحلّ هذه المشكلة.
- ينصح أطباء النفس بتناول الأدوية والعقاقير المخصّصة لعلاج هذه المشكلة، والتي تسمّى بمضادات الاكتئاب، والتي تباع في الصيدليات بناءً على وصفات من هؤلاء الأطباء، ويُطلق عليها علمياً اسم Antidepressant drugs، ويتمّ اللجوء إلى هذه العقاقير لعلاج الاكتئاب الحاد، بينما يكتفي الأطباء بجلسات العلاج العادية لمن يعانون من اكتئاب بسيط أو ناتج عن حدث معين، كما ويوجد بعض العلاجات النفسانية الخاصة بالأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد والتي تتمثل في زيارة الطبيب النفسي والتعرض لجلسات تفريغ الطاقة السلبية.
- ممارسة تمارين التأمل كاليوغا وغيرها، كما يوصى بالاستعانة بتقنية التأمل العميق والتي تسمىّ طبياً بـ “مايندفولنيس بايسد كوغنيتيف ثيرابي”، وتعتبر هذه التقنية الطبيّة بديلاً فعالاً عن العلاجات التقليديّة المضادة للاكتئاب، وهي بمثابة علاج وقائي أيضاً يقي من احتمالية الإصابة مرّة أخرى بهذه المشكلة.
- اتباع الإرشادات الصحية السليمة بشكل عام، كالالتزام بنظام غذائي صحّي ومتوازن، والابتعاد عن الأكلات السريعة ذات الدهون والسعرات الحرارية العالية، والتي تحتوي على نسبة عالية أيضاً من البهارات الحارة وغيرها، والابتعاد قدر الإمكان عن مسبّبات الضغط والقلق والأشخاص السلبيين، وذلك من منطلق أنّ الأفكار السلبيّة تنتقل بالعدوى.