الأمراض النفسية
الأمراض النفسيّة كثيرةٌ ومنتشرةٌ بشكل كبير، ولكن المشكلة هي الفهم الخاطئ للمرضى النفسيين، فيظن الكثير أنّ المرضى النفسيين هم الأشخاص المصابون بخللٍ عقليٍّ، وهذا خطأ شائع بين الناس، ومن المهم تصحيحه وتحصيل ثقافة جيدة وصحيحة حول الصحة النفسية، ومن المعلومات الأساسية الأولى أنّ الطبيب النفسي هو المختصّ في تشخيص وعلاج الأمراض النفسيّة، أما العلم المسؤول عن دراسة أفعال الدماغ فهو علم النفس، ويُقسَّم الخلل الذي يحصل في أفعال الدماغ إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي: العوق العقلي ويظهر منذ الولادة أو في عمر مبكّر، والذُّهان الذي يؤثر في مدركات الفرد وتفكيره بطريقة كبيرة، والعصاب وهو حالات التوتر أو القلق أو الاضطراب التي يتعرّض لها الإنسان، فتحدث وتمرّ دون الحاجة إلى تدخل أخصائي، كحالات الحزن، أو الخوف البسيط، أو القلق المبالغ فيه الذي ينتج عن الضغوط الحياتيّة، وتزول أغلب تلك المشاكل بزوال السبب المؤدّي إليها .
الفرق بين المرض النفسي والعقلي
إنّ النفس تختلف في مفهومها ودورها عن العقل، حيث إنّ النفس هي مركز العواطف والميول والرغبات عند الإنسان، كالحب والخوف، أما العقل فهو الذي يُدرك الأمور ويقيّمها ويختار التصرّف عند التعرض لمواقف أو مشاعر معيّنة.
لا يستطيع الكثير من الناس التفرقة بين المرض النفسيّ والمرض العقلي، حيث يُعتبر أغلب الناس مرضى نفسيين في الواقع إذا تم التّعامل مع حالاتهم النفسيّة بدقة علميّة، أما المرض العقليّ فالمصابون به قلّة وينبذهم المجتمع، ولا يستطيع أحد التعامل معهم بشكل طبيعيّ، في حين أنّ المرضى النفسيين هم أشخاص يتعاملون بشكل طبيعيّ مع غيرهم من الناس، لكنهم يعانون من ضغوطٍ واضطراباتٍ نفسيّةٍ، ومخاوف وأفكار تجعلهم قلقين وغير مرتاحين، وتؤثر في صفاء ذهنهم. ولا يظهر المرض النفسي لدى معظم الأشخاص إلا في حالاتٍ معينةٍ يكون فيها الضغط النفسيّ شديداً ويؤثر في حالتهم تحديداً، فالمصابون بالرّهاب يُعتبَرون مرضى نفسيين، ولا يمكن اكتشاف ذلك الرّهاب أو الفوبيا إلا إذا تعرضوا لمواقف تضغط على أعصابهم وتسبب ظهور تلك الحالة للعلن، في حين أنّ معظم الأمراض النفسيّة من الممكن حلّها بالإرشاد النفسيّ في مراحلها الأولى في حال تمت متابعتها مبكّراً.
المظاهر التي تدل على مشكلاتٍ نفسيةٍ
هناك عدة مظاهر قد يُظهرها الفرد تستدعي منه أو من الأشخاص المحيطين به عرضه على طبيبٍ نفسيٍّ ومن هذه المظاهر:
- معاناة الإنسان الدائمة وخوفه وتوتره المستمر، وعدم قدرته على التخلّص من معاناته.
- إظهاره لعيب سلوكيٍّ أو انفعاليٍّ بشكلٍ مبالغٍ فيه يُعطل أداءه أو يؤذي الآخرين حوله كالعنف.
- انغماسه في أنشطةٍ قد تُضرّ به أو بمن حوله كالإدمان.
- إظهار اضطراباتٍ أو انحرافاتٍ سلوكيةٍ تستدعي من المجتمع أو الأفراد المحيطين تعريض فاعلها للعقاب.
صفات من يعانون من اضطراباتٍ نفسيةٍ
هناك مجموعة من الصفات لمن يعانون من مشاكل نفسية، ومنها:
- لا يشعرون برضىً أو ارتياح تجاه أنفسهم.
- تهدمهم عواطفهم (خوفهم، وغضبهم، وحبهم، وقلقهم).
- يتأثرون كثيراً بخبرات الفشل التي قد تقابلهم.
- غير متسامحين مع أنفسهم أو الآخرين.
- لا يشعرون بمسؤولياتهم تجاه الآخرين.
- لا يقدّرون أنفسهم كما يستحقّون.
- لا يتقبّلون أخطاءهم.
- لا يثقون بالآخرين.
- لا يحترمون الفوارق بينهم وبين الآخرين.
- لا يشعرون بأنهم جزء من الجماعة.
- ليست لديهم القدرة على حل مشكلاتهم.
- ليست لديهم القدرة على التكيّف.
- ليست لديهم القدرة على اتخاذ القرارات اللازمة.
- لا يحبون الأفكار أو الظروف الجديدة.
- أهدافهم غير حقيقيّة وغير واقعيّة.
- يخافون من المستقبل بشكل دائم.
معايير السلوك السويّ
مفهوم السلوك السوي والسلوك الشاذ مرتبط بشكل كبير في تشخيص حالات الأمراض أو المشكلات النفسيّة، ودرس علم النفس هذا المفهوم وكوّن النظريات المختلفة حول ما هي المعايير التي تجعل السلوك مقبولاً أو تصنّفه على أنه خللٌ نفسيٌّ، وهذه المعايير هي:
- التباين أو الانحراف، حيث وجد علماء النفس أنّ الفرد قد يعاني من وجود اضطراب عندما يتصرّف بطريقةٍ متباينةٍ وغير مقبولةٍ نوعيّاً وكميّاً مع المعايير في مجتمعه، فعندما يتجاهل الفرد مجتمعه ويتصرّف بحسب رغباته فإنه يُعدّ مضطرباً نفسيّاً، ويختلف هذا المعيار من مجتمعٍ لآخر كلٌّ بحسب عاداته.
- السلوك غير المتكيّف، حيثُ يُعدّ الفرد مريضاً نفسياً إذا كان تصرّفه وسلوكه يؤثر سلبياً وبشكل جدّي ومباشر في حياته، بحيث يصعب عليه القيام بالتزاماته، وأداء واجباته تجاه نفسه أو الآخرين.
- الكرب الشخصيّ، وهو عدم التكيّف مع النفس أو المجتمع أو البيئة المحيطة بسبب الشعور الدائم بمشاعر غير سارّة.
- وتجدر الاشارة إلى أنّه ينبغي توافر معيارين على الأقل من هذه المعايير حتى يوصف الفرد بأنه مريض أو مضطرب نفسياً.
سمات الأشخاص الأصحاء نفسياً
هناك ميزات للشخص السوي، وهي تقيس الصحة النفسيّة للفرد من ثلاث نواحٍ، وعلى من يريد معرفة إن كان مصاباً بمرض نفسي أم لا معرفة إن كانت هذه النواحي موجودة لديه أم لا، وهي:
- الشعور بالرضى عن الذات:
- أن يكون الفرد مدركاً لميوله ورغباته وأمكانيّاته.
- أن يعطي لنفسه التقدير الذي يستحقّه.
- أن يحترم نفسه ويسامحها على الدوام.
- أن يشعر بالقدرة على التعامل مع مستجدّات الحياة ويقدّرها.
- الشعور بالارتياح والتقبّل للآخرين:
- أن يحبّ الفرد الآخرين ويراعيهم.
- ألا يستغل الآخرين ولا يسمح لهم باستغلاله.
- أن يقدر على الارتباط مع الآخرين بعلاقات مريحة.
- القدرة على تحمّل أعباء الحياة:
- أن يقدر على مواجهة المشاكل ومحاولة حلها.
- أن يتأقلم مع الظروف المحيطة به.
- أن يضع لنفسه أهدافاً واقعيّة ويستطيع أخذ القرارات المناسبة.
نصائح للحفاظ على الصحّة النفسيّة
هناك بعض النصائح التي تساعد على الوقاية من الأمراض النفسيّة، ومحافظة الإنسان على سلامته العقليّة، ومنها:
- الاهتمام بالجسد، فالعقل السليم في الجسم السليم.
- مساعدة الآخرين أو القيام بالأعمال التطوعيّة التي ترفع من الروح المعنويّة، وتُسعد الإنسان.
- الابتعاد عن الضغوط الحياتيّة بتخصيص وقت يوميّ للاسترخاء والراحة والهدوء بعيداً عن مشكلات الحياة.
- مصادقة الأشخاص الإيجابيين وقضاء الأوقات معهم.
- إيقاف العادات السيئة، مثل التدخين، وشرب الكحول.
- طلب المساعدة عند الحاجة أو الشعور بأن هناك مشكلة نفسيّة.
- ممارسة الأمور التي تُشعر الفرد بالسعادة والرضى.
- وضع أهداف في الحياة والعمل عليها.
- كتابة المذكرات التي تساعد على تفريغ المشاعر والعواطف.