ما هي أعراض الهلع والخوف

اضطراب الهلع

يُعدّ اضطراب الهلع واحداً من اضطرابات القلق التي تَشيع وتَنتشر بين الناس، وهذا الاضطراب يَجهله العَديد من الأشخاص؛ حيث يظهر على شكل عددٍ من النوبات التي تُظهر بعض الأعراض الجسمانيّة، وتكون نوبات الهلع مصحوبةً بشعور الشخص بالخوف الكبير والشديد أو فقدان العقل والوعي، أو أنّه يتعرّض لنوبةٍ قلبيّةٍ، مع العلم أنّه لا يوجد هناك سببٌ مُعيّنٌ وخاصٌ للخوف أو لحدوث نوبة الهلع.

أسباب اضطراب الهلع والخوف

لغاية الآن لم يتم تحديد السبب المباشر لاضطراب الهلع، ولكنّ الدراسات أشارت لعددٍ من الأمور البيئيّة والبيولوجيّة التي تُعدُّ من مسببات هذا الاضطراب، وهي:

  • الخلل الدماغيّ؛ حيث يكون هناك خللٌ واضطرابٌ في السيّالات العصبيّة.
  • الاستعداد الوراثيّ: حال العديد من الأمراض فإنّ تكرار عدد المصابين بهذه الحالة في التاريخ الأسري يُعطي استعداداً أكبر للإصابة بهذا الاضطراب ممّن ليس لديهم تاريخ أسري مع هذا المرض.
  • الإدمان على المخدّرات والكحول قد يسهم في حصول اضطراب الهلع.
  • القلق والضغوطات التي تنشأ بسبب مَشاكل الحياة، والأحداث المهمّة التي تغيّر مسار حياة الشخص؛ كموت شخصٍ عزيزٍ، أو الصدمات العاطفيّة الكبيرة أيضاً قد تُسبّب هذا الاضطراب.

الأعراض التي تصاحب نوبات الهلع

إنّ الأعراض الّتي تصاحب نوبات الهلع التي تحدث عند الإنسان تظهر بشكلٍ مُفاجئٍ؛ حيث إنّها تبلغ قمة ذروتها خلال لحظاتٍ ودقائق، ويحدت تسارعٌ كبيرٌ في نبضات القلب، بالإضافة إلى شدّة الخفقان والرجفة التي تحدث في القلب، أيضاً إنّ الإنسان المُصاب بحالة الهلع يُصاب بغثيانٍ ودوارٍ مع نزول العرق وبشكلٍ كبير جداً، بالإضافة إلى حدوث اضطراباتٍ في الهضم وفي الجهاز الهضميّ، كما أنّ المُصاب بنوبة الهلع يَشعر بالضيق في التنفّس بالإضافة إلى حدوث حالة من الاختناق، إلى ذلك فالمُصاب بحالة الهلع يفقد سيطَرته على نفسه وتُسيطر عَليه مشاعر الخوف الشديد على حياته، إضافةً للمشاعر غير السارّة.

تشخيص اضطراب الهلع

إنّ نَوبات الهلع البسيطة إن لم تُعالج من المُمكن أن تتطوّر لتُصبح اضطراباً للهلع والخوف الشديد، وإنّ التشخيص المبكّر يزيد من فعاليّة العلاج ويرفع من نسبة الشفاء عند المريض، ولكن لا يُعدّ كل شخص تعرّض لنوبةٍ على أنّه مُصاب بهذا الاضطراب، فهنالك معايير يُحدد على أساسها إذا ما كان الشّخص يُعاني من اضطراب هلع أو نوبات عابرة من الخوف، وهذه المعايير هي:

  • أن تكون نوبات الهلع مُتكرّرةً وغَير متوقّعةٍ.
  • أن يتبع النوبة على الأقل شهرٌ واحدٌ من القلق المُستمر والهاجس والخوف لدى الشخص من حصول نوبةٍ أخرى لديه.
  • أن لا يكون سَبب النوبة هو أدويةٌ مُعيّنةٌ أو كحولٌ أو مخدّراتٌ، أو أن يكون سببها أي مرضٍ نفسيٍّ أو عضويٍّ آخر يُعاني منه الشخص.

في العَادة تُتبع نوبات الهلع بنوبات الخوف الشديد أو بعددٍ من المُضاعفات النفسيّة التي تحدث عند الإنسان، ممّا يجعله مُنطوياً على نفسه غير قادرٍ على الخروج خارج المنزل أو الاختلاط بالناس، وبالتالي يكون حَبيساً للمنزل ويؤثّر ذلك بشكلٍ كبيرٍ على علاقاته الاجتماعيّة.

علاج الهلع والخوف

علاج الهلع مُتنوّع؛ حيث يُمكن استعمال الأدوية المهدّئة، ومضادات الاكتئاب التي يصفها الطبيب المختص، بالإضافة إلى استعمال طرق المُعالجة النفسية، وطرق العلاج السلوكيّ المعرفيّ التي تُفيد الإنسان على أيدي المختصّين النفسيين أيضاً. من أنواع العلاج النفسي المُستخدمة في علاج نوبات الهلع:

  • العلاج النفسيّ الفرديّ: ويكون عن طريق عقد جلساتٍ فرديّةٍ مع المريض ودعمه وتشجيعه على مواجهة هذه النوبات، ومساعدة المريض على تخفيف القلق وتقليل حدّة الخوف.
  • تمارين الاسترخاء والتنفّس: إنّ تعليم المريض تمارين الاسترخاء والتنفّس يقلّل التوتّر المُصاحب للنوبة، وتمارين التّنفُّس أيضاً تُهدّئ الأعراض الجسديّة المصاحبة للنوبة.
  • العلاج الجماعيّ: يتم عن طريق تقديم الاستشارات للحالات التي تُعاني من نفْس الاضطراب، وتعليم آليات السيطرة على نوبات الخوف.
  • التغذية الراجعة البيولوجيّة: حيثُ يشاهد المريض أو يسمع ما يحصُلُ لجسده أثناء الاسترخاء، وكيف يكون شكله عندما يكون هادئاً.

بالنّسبة للعلاج السلوكيّ المعرفيّ فهو يعتمد على تعديل وتغيير الأنماط الفكريّة الخاطئة التي تُسبّب نوبات الهلع، ويُعدّل سلوكيّات المريض أثناء النوبة ويُعلّمه كيف يُحسّن منها، ويتعلّم المريض أن يُفكّر بالنوبة على أساس أنّها حالة بسيطة وليست أعراض نوبة قلبيّة وأنه سيكون بخير، وبالتالي يقلّ تأثير نوبات الهلع عليه ويتخلّص منها بالاستمرار على العلاج والمُتابعة. إنّ الفرق بين هذا العلاج والعلاج النفسيّ أنّه يُركّز على الحاضر وعلى النوبات مباشرةً، وليس على ماضي المريض، ولَكنّه يَستخدم أيضاً أساليب الاسترخاء والتنفّس للوصولِ بالمريض لمرحلة تجاوز النوبة.

الرعاية الذاتيّة المنزليّة للمصاب بالهلع

يَستطيع المُصاب بنوبات الهلع إجراء خطواتٍ ذاتيّةٍ منزليّةٍ تدعم العلاج الطبيّ وتزيد من فعاليته، ومن هذه الخطوات:

  • الالتزام بخطّة العلاج التي ينصح بها المختص والالتزام بتعليماته.
  • أن يحيط المريض نفسه بأشخاص يدعمونه كمن يعانون من النوبات أو من تَعاملوا معها سابقاً.
  • تجنّب المُنبّهات والكحول والمخدّرات بشتّى أنواعها.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء والتنفُّس والسيطرة على التوتر.
  • الحرص على الحصول على القسط الكافي من النوم والرّاحة.
  • مُمارسة الرياضة والأنشطة في الهواء الطلق.

كيفية مساعدة المريض على تخطي نوبة الهلع

في حال كنت تُعاني من النوبات أو تَعرف شخطاً مُصاباً بهذا الاضطراب أو واجهت مريضاً يُعاني من النوبة؛ فهناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها لتخطّي النوبة، ومنها:

  • قد يعمد البعض عادةً على استخدام النفخ في كيس للتهدئة من النوبة والخوف، ولكن هذه الطريقة قد لا تكون فعّالةً في تنظيم النّفس لمن يُعاني من صعوبة التّنفّس، وبالذات لمن يُعانون من مشاكل تنفسيّة كالرّبو.
  • تهدئة أكتاف المريض ومُحاولة التركيز على عضلات الجسد المتوتّرة.
  • الهدوء والتشجيع على محاولة رخي العَضلات المتوتّرة تدريجياً، عن طريق شدّ عضلات الساق اليسرى مع أخذ نَفَسٍ عميق، ثمّ حبس هذا النفس وإطلاقه والانتقال للساق اليُمنى بنفس الآلية وتدريجياً لإرخاء عضلات الجسم كله.
  • للسيطرة على النوبة يضع المريض يده على بطنه ليشعر بسرعة تنفّسه، وليحاول إبطاء التنفّس تدريجياً بإخراج الهواء من شفتيه كمن يُحاول إطفاء شمعة.