كيفية علاج المريض النفسي

المرض النفسي

للمرض النفسيّ أنواعٌ مختلفةٌ، وهي منتشرة إذ إنّ عدداً كبيراً من الناس تعرّضوا للإصابة بأحد أنواع الأمراض النفسيّة في مرحلةٍ معيّنةٍ من مراحل حياتهم، ويتم كشف هذه الأمراض من قبل الأطباء المتخصصين بالأمراض النفسيّة عن طريق تشخيص المرض بعدة أساليبٍ، منها الملاحظة، والمقابلة، وطرح الأسئلة أثناء المقابلة مع المرضى، وبالتّالي يكون العلاج على أيدي أطباء متخصصين بالصحة النفسيّة، ويتلقّى المصابون بالمرض النفسيّ علاجهم في مشافي الأمراض النفسيّة، أو يقتصرون على العلاج في عيادات الطب النفسيّ كلّ مريض بحسب حالته.

تعريف المرض النفسي

المرض النفسيّ هو مجموعةٌ من الظروف الصحيّة النفسيّة التي تؤدّي إلى اضطرابات مزاجيّة وسلوكيّة وعقليّة، والتي تُشعر المريض أو من حوله بالسوء، كما يعيق المرض النفسيّ المريض عن حل المشاكل التي يمرّ بها في حياته اليوميّة، وبالتالي لا يستطيع العيش بصورة طبيعيّة، ويصل به إلى درجةٍ عاليةٍ من اليأس، قد تصل إلى رغبته في الموت ومحاولته للانتحار، ومع مرور الزمن تغيّرت أساليب فهم حالات المرض النفسيّ، حتى وصلت إلينا الكثير من التعريفات الخاصة بموضوع الاضطرابات النفسيّة وتصنيفها وتقييمها.

ويقسم علم النفس الخلل الذي يحصل في أفعال الدماغ إلى ثلاثة أقسام رئيسيّة:

  • العوق العقلي ويظهر منذ الولادة أو في عمر مبكّر.
  • الذهان الذي يؤثر في مدركات الفرد وتفكيره بطريقة كبيرة.
  • العصاب وهي الحالات من التوتر أو القلق أو الاضطراب التي يتعرّض لها الإنسان فتحدث وتمرّ دون الحاجة إلى تدخّل أخصائي، كحالات الحزن أو الخوف البسيط، أو القلق الذي ينتج عن الضغوط الحياتيّة، وتزول أغلب تلك المشاكل بزوال السبب المؤدي إليها.

علاج الأمراض النفسية

كثيراً ما يستخدم الأطباء العلاج السلوكيّ المعرفيّ لعلاج الأمراض النفسيّة، وهناك أيضاً العلاج الجماعيّ وغيرها من أنواع العلاجات النفسية، وقد تُستخدم هذه العلاجات مع استخدام علاج دوائيّ أو بدونه.

العلاج المعرفيّ السلوكيّ

إن العديد من الأمراض النفسيّة تنتج عن التفكير السلبيّ لدى المريض عن المحيط وعن الحياة وعن صورته عن نفسه، وفي تفكيره العديد من التشوّهات والأخطاء التقديريّة للأمور، فيصبح التفكير السيّئ عادة كأي عادة سلبية أخرى، ويتولى العلاج المعرفي السلوكي تعديل هذه الأفكار، ويحسّن صورة المريض تجاه نفسه وتجاه الحياة والآخرين عن طريق معالجين مختصين يقومون بجلسات علاجيّة مع المريض حتى يتعافى.

العلاج الاجتماعي

إنّ العلاج المعنيّ بتنظيم العلاقات الشخصيّة الاجتماعيّة أو ما يسمى “Interpersonal Therapy” يقوم على أن بعض أنواع الأمراض النفسيّة قد تكون بسبب ضغوط العمل أو المشاكل في العلاقات الاجتماعيّة وشخصيّة الفرد، والهدف من هذا العلاج أن يفهم المريض كيف تؤثر هذه العوامل فيه وكيف أدّت به إلى المرض النفسي، وما هي وسائل العلاج الممكنة، وكيف يستطيع المريض تجنّب المواقف التي قد تؤثِّر في صحتّه النفسية في المستقبل.

العلاج الدوائي

هذه أبرز أدوية علاج الأمراض النفسية:

  • الأدوية المضادّة للاكتئاب تُستخدم في علاج الاكتئاب الإكلينيكي وعلاج اضطرابات القلق وغيرها الكثير من الاضطرابات النفسيّة.
  • استخدام مضادات القلق لعلاج اضطرابات القلق.
  • مضادات الذُّهان، تُستخدم للاضطراب ثنائيّ القطب.
  • مثبّتات المزاج، والتي تُستخدم لعلاج الأعراض الجانبيّة لمرض الفصام.
  • استخدام المنبّهات العصبيّة لعلاج الاضطرابات الذهنيّة.
  • تُستخدم هذه الأدوية في علاج الكثير من الأمراض النفسيّة غير المشار إليها في الملصق الخارجيّ للدواء، بمعنى أن هناك ممارسة خارج نطاق ملصقات الأدوية.

طرق علاجية أخرى

في حالاتٍ معينةٍ من المرض النفسيّ قد يلجأ الأطباء لاستخدم العلاج عن طريق الشحنات الكهربائيّة، ولكن هذه الطرق تعتمد على الحالة ولا تُستخدم إلا في المراحل المتطوّرة، كما أن هناك توجّهاً لاستخدام أساليب تكاملية تزيد من فعالية العلاجات، وتؤثر إيجابيّاً في كثير من حالات المرضى النفسيين ومن الأمثلة عليها:

أنواع الأمراض النفسية

هناك العديد من التقسيمات والتصنيفات للأمراض النفسيّة، منها الاضطرابات التي تندرج تحتها العديد من الأمراض مثل:

  • اضطرابات المزاج: وتتعلّق هذه الاضطرابات بالحالة العاطفيّة للشخص ويطلق عليها أيضاً الاضطرابات العاطفيّة، وتتضمن حالات التقلّب بين السعادة المطلقة والحزن المطلق بفاصل زمني قصير، والحزن أو الفرح المبالغ فيه، ومن الأمثلة عليها الاضطراب الثنائي القطب.
  • الاضطرابات المفتعلة: وهي تعمُّد الشخص إظهار نفسه بمظهر المريض للحصول على الدعم والرعاية من الآخرين بدون وجود خللٍ فعليّ لديه.
  • اضطرابات التشنّج: وهي عبارةٌ عن اضطراباتٍ لدى المريض تجعله يصدر حركاتٍ أو أصواتاً فجائيّةً لا يتحكم بها، ولا يستطيع السيطرة عليها.
  • اضطرابات السيطرة على الانفعالات: والمصاب باضطراباتٍ كهذه قد يشكّل خطراً على نفسه وعلى المجتمع، فيسيطر عليه هوسٌ من نوع معين ولا يستطيع التخلّص منه، ومن الأمثلة عليه هوس إشعال الحرائق أو هوس لعب القمار.
  • اضطرابات التفكير النفسيّة: وتتعلق هذه الاضطرابات بخللٍ في تفكير الشخص ووعيٍ خاطئٍ للأمور، ومن الامثلة عليها الأوهام والوساوس التي تسيطر على المريض ويعتقد بأنها صحيحة تماماً وواقعية وهي ليست كذلك حقيقةً.
  • اضطرابات الوسواس القهريّ: يقوم المريض بالوسواس القهريّ بسلوكياتٍ نمطيّةٍ وطقوسٍ معينةٍ نتيجةً لأفكارٍ قهريةٍ تسيطر عليه، من الأمثلة عليه وسواس الجراثيم الذي يدفع المريض لغسل اليدين بشكل مبالغ فيه.
  • اضطرابات ما بعد الصدمة: وتحدث هذه الاضطرابات لبعض الأفراد بعد تعرّضهم لصدماتٍ قويّةٍ؛ كالتعرّض للاعتداء، أو لصدمة وفاة شخصٍ عزيزٍ، ويعاني المريض بهذا الاضطراب من حالةٍ من التفكير المستمرّ بالحدث الذي سبب الصدمة أو بالشعور بتخدّرٍ في المشاعر.
  • اضطرابات الشخصيّة: وهو نمطٌ من السلوك سيّئ التكيّف، وتكون الشخصيّة به غير متوازنة، ومن الأمثلة عليها اضطراب الشخصيّة الارتيابيّة.