النسيان وعدم التركيز
ينسى أغلب الأشخاص الكثير من الأمور في بعض الأحيان؛ حيث قد ينسون مثلاً مكان مفاتيح السيّارة، أو اسم شخصٍ ما، وقد تختلف الحالة من نسيانٍ طبيعي إلى نسيانٍ مرضيٍّ. توجد بعض الدرجات من النسيان أو الانخفاض البسيط في التركيز ومهارات التفكير قد تكون طبيعيّةً جداً وشائعةً مع تقدم العمر، ولكن هناك أنواع أخرى من مشاكل الذاكرة قد تكون نتيجةً لظروفٍ مُعيّنةٍ قابلةٍ للعلاج في حال تمّت متابعتها، وأُخذت الإجراءات المُناسبة للحدّ منها.
الأسباب التي تؤدي للنسيان وفقدان التركيز
توجد بعض الأسباب التي قد تؤدّي للنسيان وفقدان التركيز، ومنها:
- مشاكل الغدة الدرقيّة.
- عدم أخذ القسط الكافي والمُريح من النوم.
- بعض أنواع الأدوية.
- تعاطي الكحول.
- الاكتئاب.
- الضغط العصبي.
- إصابة الرأس.
- انخفاض مستويات فيتامين ب1 وب2.
- التهابات مثل: فيروس نقص المَناعة، والسل، والزهري؛ علماً بأنّ الكثير من هذه الأسباب يُمكن التخفيف منها أو شفاؤها مع العلاج والمُتابعة الطبيّة.
التخلص من النسيان وتقوية الذاكرة
توجد عدّة أمور يمكن القيام بها للتخلّص من النسيان ولزيادة التركيز، ومنها:
- الحفاظ على التنظيم في شتى أمور الحياة؛ فمثلاً إذا كانت الأشياء منظّمةً في أماكنها سيكون من السهل العثورعليها، أمّا في حال كانت مُبعثرةً فستكون أكثر عرضةً للنسيان، وأيضاً تنظيم المَواعيد اليومية بتسجيلها في دفتر ملاحظات أو مفكّرة، والتنظيم في أداء المَهام واحدة تلو الأخرى وليس جميعها معاً، ومُحاولة التّركيز على تخزين المعلومة.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم للحفاظ على التركيز والذاكرة القوية؛ لما للنوم من دورٍ كبير في عملية التذكّر واسترجاع المعلومات.
- الحفاظ على النشاط العقلي وتحفيز الدماغ وتنشيطه باستمرار عن طريق ممارسة الكلمات المتقاطعة مثلاً أو تعلّم العزف على آلة موسيقية جديدة.
- اتباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ يحتوي على كميّاتٍ مناسبةٍ من الخضار والفواكه والأسماك واللحوم الخالية من الدهون ومصادر البروتين قليلة الدسم والحبوب الكاملة؛ حيث يفيد النظام الغذائيّ السليم العقل تماماً كما يُفيد الجسد.
- إن مُمارسة الرياضة باستمرار تَزيد من تدفّق الدم لجميع أنحاء الجسم بما فيها الدماغ، وهذا بالتّالي قد يَزيد من قوّة الذاكرة لدى الفرد، وبحسب ما توصي به إدارة الصحة والخدمات الإنسانية بالنسبة لأغلب البالغين الأصحاء فإنّه يجب ممارسة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع من النشاط الهوائي المُعتدل كالمّشي السريع مثلاً، أو 75 دقيقة في الأسبوع من النشاط الهوائي القوي كالركض مثلاً، وفي حال لم يكن هناك وقت كافٍ يُمكن تخصيص عشر دقائق للمَشي يوميّاً.
- استمرار التفاعل الاجتماعي والتّواصل مع الأصدقاء والمُقرّبين؛ حيث يساعد ذلك على مُحاربة التوتر والاكتئاب اللذين لهما دور في إضعاف الذاكرة، وبالتالي فإنّ التواصل الاجتماعي مهم وضروري لزيادة التركيز وتقوية الذاكرة خاصّةً لأولئك الذين يَعيشون وحدهم.
- اتباع أوامر الطبيب وتعليماته في حال كانت هناك حالةٌ مرضيّةٌ مزمنةٌ؛ كارتفاع ضغط الدم، أو الكولسترول، أو الإصابة بالاكتئاب، فكلّما اعتنى الشخص بنفسه وكانت صحته جيدة انعكس ذلك على الذاكرة لديه، كما أنّه من الواجب مراجعة الطبيب والتواصل معه في حال وصفِه لأدوية اتضح فيما بعد أنها تؤثر على الذاكرة.
أغذية تساعد على زيادة التركيز
توجد أنواع من الطعام تساعد على تقوية الذاكرة وزيادة التركيز، ومنها:
- الكافيين: يُمكن أن يزيد النشاط ويُساعد على زيادة التركيز، وهو موجود في القهوة ومشروبات الطاقة وفي بعض الأدوية. يزيد الكافيين من اليقظة، ولكنّ تأثيره غير دائم وقصير الأجل، والإكثار منه قد يجعل الشخص غير مرتاح وغاضب.
- الجلوكوز: هو مصدر الوقود الأفضل للدماغ، ولهذا فإنّ كوباً من عصير البرتقال أو أي نوع عصير فاكهة آخر يُمكن أن يَزيد من فعاليّة الذاكرة قصيرة المدى والتفكير والقدرة العقلية، ولكنّ الإكثار منه قد يُسبّب أمراض القلب، وغيرها من المشكلات.
- أغذية من المهم تناولها في وجبة الإفطار: وجدت الدراسات أنّ تناول وجبة الإفطار من المُمكن أن يُحسّن الذاكرة؛ حيث إنّ الطلاب الذين يتناولون وجبة الإفطار يكون أداؤهم أفضل من أولئك الذين لا يتناولونها، أما وجبة الإفطار المثالية فيجب أن تحتوي على الحبوب الكاملة من الألياف الغنية، ومنتجات الألبان، والفواكه، ولكن من المهم عدم الإكثار من الطعام فقد وجد الباحثون أيضاً أنّ وجبات الإفطار ذات السعرات الحرارية العالية تُعيق عمليّة التركيز.
- السمك هو مصدر البروتين والأحماض الدهنية التي تقوي عمل الدماغ وتغذيه، وقد ارتبط اتّباع نظام غذائي يحتوي مستويات عالية من الأسماك بانخفاض نسبة النسيان ومخاطر السكتة الدماغيّة، بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول الأسماك يلعب دوراً حيوياً في تقوية الذاكرة خاصّةً مع التقدم في السن، ولصحة أفضل للدماغ والقلب يفضّل تناول حصتين من الأسماك أسبوعياً.
- تحديد جرعة يومية من المكسرات والشوكولاتة: إنّ المكسرات والبذور هي مصادر لفيتامين هـ المضاد للأكسدة، والشوكولاتة الداكنة أيضاً فيها خصائص مضادة للأكسدة، وهي تحتوي على المنشّطات الطبيعيّة التي تعزز التركيز مثل الكافيين. إنّ أوقية في اليوم من المكسرات والشوكولاتة الداكنة تجعل الجسم يحصل على الفوائد التي يحتاج إليها.
- إضافة الأفوكادو والحبوب الكاملة للنظام الغذائي: يعتمد كلّ عضوٍ في الجسم على تدفق الدم وخاصّة القلب والدماغ، وبالتالي وجود نظام غذائي يحتوي على كميّةٍ عالية من الحبوب الكاملة والفواكه مثل الأفوكادو مثلاً يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وانخفاض الكولسترول المرضي، وأيضاً الأفوكادو يحتوي على الدهون الجيّدة، والدهون الأحادية غير المشبعة التي تساعد على تدفق الدم الصحي في الجسم.
- التوت: بيّنت البحوث التي تمّ إجراؤها على الحيوانات المخبرية أنّ التوت قد يساعد على حماية الدماغ، ويمكن أن يقلّل من آثار المشكلات المتعلقة بالعمر مثل مرض الزهايمر، وتظهر الدراسات أيضاً أنّ الوجبات الغنية بالتوت تُحسّن من وظيفة التعلم وقوة العضلات لدى الفئران التي تعاني الشيخوخة، ممّا يَجعلها مُتساوية عقليا للجرذان الأصغر سنّاً.