القلق والتوتر
تمرُّ على كل شخصٍ أوقاتٌ صعبةٌ يشعر بها بالتّوتر الشديد والقلق والخوف، سواءً من المستقبل أو من موضوعٍ معينٍ، أو من فقد أحد الأشخاص لأيّ سببٍ كان، وهناك كثيرون يعيشون حياةً غير مستقرّةٍ أو سهلة، ويعانون من المشاكل أو الضغط في العمل أو المنزل أو أي مكان آخر، وهناك أشخاصٌ يستطيعون التغلّب على شعور القلق والتّوتر، وخصوصاً لو كان سبب هذا الشعور هو شيءٌ بسيطٌ يمكن حلّه بسهولةٍ، ولكن هناك أشخاصٌ آخرون يستسلمون لأيّ مشكلةٍ مهما كانت صغيرةً، ويشعرون بالانهزام ويعانون من الكثير من التّوتر والقلق والخوف، وقد يتطوّر بهم الأمر للشعور بالإحباط، وعدم المقدرة على السيطرة على حياتهم والعيش بشكل طبيعيّ.
تعريف القلق والتوتر
القلق أو التّوتر هو حالةٌ من عدم الارتياح الشديدة الناتجة بسبب خبرةٍ انفعاليّةٍ غير سارّةٍ أو مريحةٍ تجعل الشخص في حالةٍ من الشعور بالضيق وانشغال الفكر والترقّب، يعاني منها عندما يشعر بالخوف أو التهديد بدون أن يكون هناك سببٌ واضحٌ للإحساس بتلك المشاعر.
أسباب القلق والتوتر
وهناك العديد من الأسباب التي تؤدّي بالفرد للقلق والتوتر الدائم ومنها:
- الاستعداد الوراثيّ، حيث تزداد نسبة الإصابة في حال وجود تاريخ مرضيّ أُسريٍّ بالقلق.
- بعض المشاكل التي يمر بها الشخص وهو في سن الطفولة أو المراهقة، وأساليب التنشئة الخاطئة من قبل الأهل، لأنّ المشاكل في فترة الطفولة تؤثر كثيراً في نفسيّة الشخص حتى عندما يكبر.
- مواقف الحياة الضاغطة، والصعوبات الثقافيّة والبيئيّة الحديثة ومطالب الحياة وتغيّراتها المستمرّة، ومواقف الضغط والحرمان والتفكك الأسريّ، واضطراب الجو النفسي العام.
- الضعف النّفسيّ العام والشعور بالخوف والتهديد من الظروف البيئيّة المحيطة، والأزمات أو الصدمات النفسيّة التي يتعرّض لها الشخص، مما يؤدّي ذلك إلى تعطّل الإنسان عن أعماله أو دراسته، مما يجعله يشعر بالتوتر والقلق والخوف.
- التفكير الزائد والخوف من الحياة في المستقبل، حيث إنّ رغبة الإنسان في تحقيق ذاته وصراعه بين الخبرات الماضية والطموحات المستقبليّة يؤدّي إلى الشعور بالقلق والتوتر.
أعراض القلق والتوتر
تخلتف أعراض القلق والتوتر النفسيّة والجسديّة من شخصٍ لآخر، وذلك حسب شخصيّة الإنسان نفسه، ومدى قابليّته للتأثر بالمشاكل والسيطرة على شعوره وردة فعله، ومن الأعراض التي قد تنشأ بسبب القلق والتوتر:
- عدم القدرة على التركيز.
- الشعور بالصداع.
- الشعور بالتوتر والخوف خاصة في المواقف الاجتماعيّة.
- عدم القدرة على النوم والشعور بالأرق.
- البقاء عصبيّاً طوال الوقت والشعور بغضب غير مبرّر.
- ألم أو حرقة في المعدة أو اضطرابات معويّة مختلفة.
- مشكلات في التنفّس.
- سرعة في ضربات القلب.
- الشعور بالدوار والدوخة.
- التعب والارهاق.
- الشعور بالموت الوشيك وقرب نهاية الحياة.
مضاعفات القلق والتوتر المستمرين
في حال زاد القلق عن حدّه الطبيعيّ وتطوّر فقد يصاحبه العديد من المشاكل ومنها:
- اضطرابات نمط النوم أو الأرق: فقد يعاني الشخص من اضطراب وعدم مقدرة على النوم لساعات كافية، أو يعاني من الكوابيس أو الأحلام المزعجة، أو الاستيقاظ بحالة من الخوف وعدم القدرة على التّنفس، أو زيادة سرعة ضربات القلب، مما قد يؤدي به إلى الشعور بالوهن العام والإرهاق؛ لعدم قدرته على الشعور بالراحة أثناء النوم.
- الإدمان على الكحول أو المهدّئات والعقاقير: حيث إنّ واحداً من أصل خمسة مصابين بالقلق يتعرّضون للإدمان في محاولةٍ منهم للسيطرة على أعراض القلق والتوتر.
- اضطراب في الشهيّة: قد يفقد بعض الأشخاص المصابين بالقلق شهيّتهم ويبدأ وزنهم بالانخفاض، ويلجأ آخرون إلى الأكل الزائد لتهدئة أنفسهم، وبالتّالي يكسبون الوزن الزائد.
طرق علاج القلق والتوتر طبياً
هناك العديد من طرق العلاج التي يقوم بها المختصون لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من القلق والتوتر الدائم الذي يعيقهم من العيش براحة وتوازن، ومن هذه الطرق:
- العلاج بالأدوية والعقاقير الطبيّة: حيث هناك العديد من الأدوية التي تحارب القلق والتوتر، لكن وبسبب الآثار الجانبيّة فإن الكثير من المرضى لا يستمرّون عليها كما يجب، كما أنها تحتاج لوقت حتى يظهر مفعولها، وتختلف استجابات الأفراد عليها على الرغم من فعاليتها كلٌّ بحسب حالته.
- العلاج السلوكيّ: ويتضمّن هذا العلاج عدّة طرق تُستخدَم لمعالجة المريض، وتُعدّل هذه الطرق أفكار المريض التي تعلّمها بخبراته الحياتيّة وتعليمه طرق تفكير صحيحة وسليمة تساعده على تخطّي قلقه وتوتّره.
- العلاج التحليليّ: ويتضمن هذا العلاج عقد جلسات مع المريض يتحدّث فيها عن ماضيه والخبرات التي تعرضّ لها وأدّت به إلى الشعور بالقلق والتوتر الدائم، وبالتالي معرفة الأسباب ومحاولة حلها وشفائها تماماً.
نصائح لعلاج القلق والتوتر
هناك العديد من الطرق التي قد تعالج التوتر والقلق وتمكّن الشخص من السيطرة عليه، ومن هذه الطرق:
- امتلاك السيطرة، والمحافظة على قوة الشخصيّة، والثقة بالنفس، والقدرة على تحمّل المشاكل والضغط، والتفكير الإيجابيّ.
- أخذ استراحة ولو بسيطة من العمل أو مسؤوليات المنزل لاستعادة النشاط، وتخفيف الضغط، إذا كان الشخص يعاني من ضغط شديد في العمل وضغط أيضاً في مسؤوليات المنزل، ويشعر بعدم القدرة على تحمل كل هذا الضغط.
- اكتساب ملكة التحدّي، ووضع الأهداف في الحياة والسعي لتحقيقها، حيث إنّ التحدّي المستمر للنفس يساعد الإنسان على التكيّف النفسيّ، ويعملّه كيف يسيطر على حياته.
- الحفاظ على النشاط وممارسة الرياضة؛ لأنّها تساعد على الشعور بالراحة، وتخفف من الهموم والقلق.
- اللجوء إلى العمل التطوُّعي؛ فمساعدة الناس الذين يعانون من أوضاع ومشكلات أسوأ يساعد على رفع المعنويات والشعور بالسعادة.
- المحافظة على التفاؤل والإيجابيّة، والبحث عن الأشياء المحببة في الحياة، ومحاولة تغيير الفكر والنظرة للحياة؛ بحيث تكون أكثر جمالاً وبعيدة عن السلبيّة.
- تقبُّل الأشياء الثابتة والتي ليس من المتوقّع تغييرها في الحياة، مما يجعل الشخص قادراً على السيطرة عليها، والتحكّم بها بدون توتر وقلق.
- الابتعاد عن العادات غير الصحيّة، مثل شرب المنبّهات أو التدخين أو الكحول؛ لتجنّب الشعور بالقلق، لأنّ هذه العادات قد تتطوّر لتصبح مشكلات بحد ذاتها، وتزيد من الضغط والتوتر.
- عدم العزلة عن الناس، ومحاولة الاختلاط للتغلّب على الشعور بالقلق والتوتر، فالتَّواصل مع الناس ومشاركتهم وتلقي الدعم منهم يساعد على الاسترخاء، وتفريغ التوتر، وإيجاد الحلول للمشاكل.