أنواع الأمراض النفسية وأعراضها

الأمراض النفسية

تُعرف أيضاً بالاضطرابات العقليّة، وهي الأمراض والاضطرابات التي تؤدّي إلى إحداث تغيّر غير طبيعيّ في سلوكيّات الإنسان ونفسيّته ووظائفه المعرفيّة وتصرفاته، إضافة إلى حدوث خلل في قدرة سيطرة الشخص على مشاعره، مما يؤدي إلى ظهور أعراض نفسيّة وسلوكيّة غريبة تؤثّر سلباً في حياته، وعمله، ودراسته، وعلاقته بالناس.

والاضطرابات النفسية عديدة وكثيرة في أنواعها، ويمكن أن يعاني الكبار والصغار منها، مع احتمالية إصابة كل مرحلة عمريّة معينة بمرض معيّن، والأعراض التي يسبّبها كل مرض نفسي تختلف عن الأعراض التي يسبّبها مرض نفسيّ آخر، أما عن تشخيص الاضطرابات النفسية فيتم ذلك من قبل الطبيب، عن طريق معرفة الأعراض التي يعاني منها المريض، لمعرفة المرض الذي يعني منه المريض.

أنواع الأمراض النفسية وأعراضها

هناك طيف واسع من الاضطرابات النفسية التي يمكن أن يعاني منها الجنس البشريّ، ويمكن تقسيمها إلى الاضطرابات التي تصيب البالغين والأمراض التي تصيب الصغار، أما عن الأمراض النفسية التي تصيب البالغين فهي:

الاكتئاب وأعراضه

ويعدّ الاكتئاب من أكثر أنواع اضطراب المزاج شيوعاً إلى جانب اضطراب المزاج ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar disorder )، حيث يفقد المصاب به اهتمامه بالأنشطة اليومية، ويؤثّر في تفكيره وعواطفه، وتصل نسبة المصابين به إلى 12%، ويمكن أن يصاب به الشخص في أي عمر، لكن غالباً ما تكون ذروة الإصابة به في عشرينيات عمر الشخص، وعندما يصاب الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب والجلطات الدماغية بالاكتئاب؛ تزداد نسب الوفيات في هذه الفئة، ومن الجدير بالذكر أنه لا بد من الاهتمام بهذا الاضطراب؛ حيث تزداد الأفكار الانتحارية لدى المصابين بالاكتئاب، أو قد تخطر لديهم أيضاً أفكار لقتل الآخرين.

لتشخيص فرد بأنه مصاب بالاكتئاب؛ لا بد أن يعاني الشخص على الأقل من خمسة أعراض من الأعراض الآتية لمدة لا تقل عن أسبوعين، وبشرط أن تشتمل الأعراض التي يعاني منها على العرض الأول أو الثاني من الخمسة أعراض من ضمن الآتي:

  • أن يعاني الشخص من مزاج اكتئابيّ في معظم وقته.
  • فقدان الاستمتاع بالأنشطة المفرِحة والسعيدة.
  • تغيّر في الشهيّة والوزن (إما نزولاً وإما صعوداً).
  • الإحساس بانعدام الأهمية أو الشعور بالذنب الزائد.
  • الأرق أو زيادة عدد ساعات النوم.
  • انخفاض التركيز.
  • الإحساس بالخمول والتعب.
  • الانفعال.
  • أن تخطر على بال الشخص أفكار انتحارية متكررة.
كما يجب ألا تكون هذه الأعراض نتيجة إدمان الشخص على مادة معينة أو دواء معيّن، وليست نتيجة مرض جسديّ آخر؛ كالجلطات الدماغية، أو زيادة إفرازات الغدة الدرقية، ويجب أن تؤثّر هذه الأعراض في حياة الشخص الاجتماعية والعملية.
إذا حدثت أعراض الاكتئاب عند المريض على الأقل لمرة واحدة ولم تخالطها أعراض الهوس المتمثّلة بهوس العظمة، وزيادة الثقة بالنفس إلى جانب زيادة نشاط الشخص، وعدم حاجته لساعات نوم طبيعية، بالإضافة إلى زيادة كلام الشخص وتسارع أفكاره بشكل غير مترابط، واتخاذه لقرارات سريعة وحاسمة بشكل متسرّع؛ فيتم تشخيص الشخص بالاضطراب الاكتئابيّ.

الهوس وأعراضه

وهو ارتفاع غير طبيعيّ في المزاج أو اضطرابه، إضافة إلى زيادة اهتمام الشخص بالأنشطة ذات الأهداف العالية، وارتفاع في طاقة الشخص، وتستمر هذه الاعراض بالظهور لمدة أسبوع عند الشخص. وحتى يتم تشخيص الشخص بالهوس، يجب أن يعاني من ثلاثة أعراض على الأقل من ضمن الآتي، أو أربعة أعراض إذا كان الشخص يعاني فقط من اضطراب في المزاج:

  • التشتّت.
  • الشعور بالعظمة.
  • ارتفاع الأنشطة ذات الأهداف العالية، ويمكن أن تكون هذه الأنشطة اجتماعية، أو متعلّقة بالعمل، أو متعلّقة بالجنس.
  • انخفاض حاجة الشخص للنوم.
  • حدوث تطاير في الأفكار.
  • الثرثرة الزائدة والسريعة.
  • كثرة المشاركة بالأنشطة التي تجلب السعادة حتى لو كانت عواقبها وخيمة، إضافة إلى القيام بتصرفات، وأخذ قرارات متهوّرة.

انفصام الشخصية وأعراضه

هو أحد أنواع الاضطرابات النفسية المزمنة، حيث يعاني بسببه الشخص من تغيّرات في التفكير والشعور والعواطف والتصرّفات، ومن الجدير بالذكر أنّ من الممكن أن يسبّب الانفصام عواقب اجتماعية وطبيّة تؤثّر سلباً في المريض،وقد يعاني مريض الانفصام من الذهان؛ الذي يعني انفصال الشخص عن الواقع، وتشكّل نسبة المصابين بالانفصام 0.3%-0.7%.

يمكن تقسيم أعراض انفصام الشخصية إلى ثلاث مجموعات، وهي:

  • الأعراض الإيجابيّة: تشتمل الأعراض الإيجابية التي يمكن أن يعاني منها مريض الانفصام: الهلوسة؛ كأن يرى أو يشم أموراً غريبة وغير موجودة أو مألوفة، ولا يشاركه رؤيتها أو شمها أحد غيره، كما يمكن أن يسمع المريض أصواتاً تأمره بالقيام بأمور أو تحذّره من مكروه أو خطر يمكن أن يصيبه، ويمكن أن يعاني مريض الشيزوفرينيا من التوهّم، كأن يتوهّم ويعتقد اعتقادات خاطئة، أو أنّ هناك شخصاً ما يتحكّم بعقله، أو يعتقد الشخص نفسه بأنه شخص آخر، ويمكن أيضاً أن يقوم المريض بتصرّفات غريبة، ويتحدث بطريقة غير مفهومة، وإن كانت هذه الأعراض هي ما يعاني منها مريض الفصام، فستكون فرصة استجابته للأدوية المضادّة للذهان أفضل.
  • الأعراض السلبيّة: تتضمن الأعراض السلبية التي يمكن أن يعاني منها مريض انفصام الشخصية: عدم مبالاة المريض، وفقدان التلذّذ بالأشياء الجميلة، وعدم شعوره بالسعادة عند قيامه بالأنشطة التي يمكن أن يستمتع بها الشخص الطبيعي، وقلة أو ندرة التحدّث، وعدم التأثر بالأشياء الحزينة التي يتأثر بها الآخرون، كأن يضحك على الأمور الحزينة أو يبدو مستاءً عند سماع أمور جيدة، كما يشعر المريض أنه فارغ أو مجوّف، بالإضافة إلى انعدام أو قلة الاهتمام بالحياة الاجتماعية، وهذه الأعراض إذا ظهرت على المريض تدل على أن حالة المريض أسوأ، ويمكن ألا يستجيب المريض الذي يعاني منها لأدوية الذهان، حيث إنّ المريض يميل إلى الانعزال اجتماعياً.
  • الأعراض الإدراكيّة: يمكن أن تكون الأعراض الإدراكية عند بعض مرضى الفصام غير ملحوظة، لكن عند آخرين تكون هذه الأعراض حادة وملحوظة بشكل أكبر، وتؤثّر في أعمالهم ومهنهم وتعليمهم، وتشتمل هذه الأعراض على ضعف في الانتباه والتركيز، وضعف في الوظائف التنفيذية والذاكرة العملية.

الأمراض النفسية التي تصيب الصغار

الإعاقة الذهنية وأعراضها

تم مؤخّراً استبدال مصطلح التخلّف العقليّ بالإعاقة الذهنية، وتتّصف هذه المشكلة بالضعف الشديد في أداء الوظائف المعرفية والاجتماعية والتكيفية، ويتم تحديد شدة الإعاقة عن طريق شدّة ضعف القدرات التكيفيّة عند الطفل، فقد كان الأطباء قديماً يعتمدون على معدل الذكاء في تحديد شدّة الإعاقة الذهنية، وتم استبدالها حديثاً بقدرة الطفل على التكيّف، ويُعنى بالتكيّف بقدرة الإنسان على التفاعل مع المجتمع بفاعلية على جميع المستويات، وقدرته على الاعتناء بنفسه.

يعاني مريض الإعاقة الذهنية من الآتي:

  • عجز في الوظائف الفكريّة؛ مثل حلّ المشاكل، والمنطق، والتخطيط، والحكم، والتعلّم.
  • عجز في الوظائف التكيّفية؛ كالتواصل والمشاركة الاجتماعية، وقدرة الطفل على الاعتناء بنفسه.
  • يجب أن تبدأ الأعراض في مرحلة نمو وتطوّر الطفل.
  • يجب أن يؤثّر العجز في عدة أنطقة في حياة الطفل، وهي الأنطقة المفاهيمية، والاجتماعية، والعمليّة.
  • عجز ذهني (تفكيري)، ويتم تحديده باختبارات موحّدة.
  • يحتاج مساعدة دائماً للقيام بالوظائف الحياتيّة.
  • تقسّم الإعاقة الذهنية إلى: خفيفة، ومتوسطة، وشديدة وعميقة.

اضطراب التعلّم المحدّد وأعراضه

ويعني تأخّر في التطور المعرفيّ في مجال أكاديميّ معيّن، ويعاني الطفل من تحديّات وصعوبات في تعلّم القراءة والكتابة وعلم الحساب، وغالباً يحدث ذلك مع الأطفال الذين يعانون من قصور الانتباه وفرط الحركة، كما أنه يصيب الأولاد أكثر من البنات.

يعاني الأطفال في هذا الاضطراب من:

  • ضعف كبير وملحوظ في المهارات الأكاديمية، حيث تكون أقل من المتوقّع من المهارات التي يمتلكها الأطفال الذين هم في عمر الطفل نفسه.
  • يبدأ هذا الاضطراب عند دخول الطفل للمدرسة، ويزداد كلما تقدّم الطفل في العمر، وزادت المهارات الأكاديمية المطلوب منه تحقيقها.
  • المناطق المتأثّرة هي: القراءة، والكتابة، أو علم الحساب.

اضطرابات التواصل وأعراضها

ويشمل اضطرابات الحديث واللغة، أو القدرة على التواصل الاجتماعيّ أقل مما هو متوقّع من القدرات الاجتماعية في سن الطفل، مما يؤدي إلى مشاكل في تحصيل الطفل الأكاديميّ أو قدرته على التكيّف.

يعاني الطفل من الآتي:

  • مشاكل في اللغة، حيث يعاني الطفل من استخدام اللغة إما لنقص في المفردات التي يعرفها، أو انخفاض قدرته على صنع جمل، أو ضعف في قدرته على الحوار.
  • خلل في أصوات الكلام، حيث يعاني الطفل من مشكلة في صنع الأصوات، أو في وضوح صوت الكلام عند الطفل.
  • التلعثم.
  • مشاكل في قدرة الطفل على التواصل الاجتماعيّ.

قصور الانتباه وفرط الحركة وأعراضه

ويتّصف بانخفاض قدرة الطفل على التركيز وفرط الحركة والاندفاعية في مرحلة تطور ونمو الطفل، وهناك طيفان من الأعراض التي يمكن أن تظهر على مريض قصور الانتباه وفرط النشاط؛ وهي:

  • وجود ستة أعراض على الأقل من أعراض قصور الانتباه عند الطفل؛ وهي:
    • فشل في التركيز عن قرب على التفاصيل أو القيام بأخطاء لامبالية.
    • صعوبة في إبقاء تركيزه على شيء معين.
    • عدم حب الاستماع.
    • مشاكل في اتباع التعليمات.
    • صعوبة في التنظيم.
    • تجنّب المهام التي تتطلب التفكير.
    • فقد أشيائه بسهولة.
    • يتم تشتيته بسهولة.
  • وجود ستة أعراض على الأقل من أعراض الاندفاعية وفرط الحركة دون وجود أعراض قصور الانتباه، أو وجودهما معاً، أما أعراض الاندفاعية وفرط الحركة فهي:
    • صعوبة في البقاء على مقعده.
    • صعوبة البقاء في الأنشطة الهادئة.
    • صعوبة في إبقاء الأيدي والأقدام في مكانها، والتلوّي في المقعد أثناء الجلوس عليه.
    • الجري الدائم وتسلّق السلالم حيث يجد صعوبة في البقاء هادئاً في مكانه.
    • فرط التحدّث.
    • الإجابة قبل إكمال السؤال.
    • صعوبة في الانتظار.
    • مقاطعة الآخرين.
يجب أن تستمر الأعراض لأكثر من ستة أشهر، وأن تظهر في مكانين مختلفين كالمدرسة والبيت على سبيل المثال، كما أنه يجب أن تظهر الأعراض قبل عمر الثانية عشر، ويجب ألا تكون الأعراض نتيجة مرض عقليّ آخر.

اضطراب الطيف التوحديّ وأعراضه

يتّصف الطفل المصاب بضعف التفاعلية الاجتماعية، وضعف قدرته على التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى القيام بسلوكيات مقيّدة متكرّرة،ويعاني مريض اضطراب الطيف التوحديّ من الآتي:

  • مشاكل مع التفاعل والتواصل الاجتماعي؛ بحيث يعاني الطفل من عدم قدرته على إجراء حوار، أو عدم قدرته على التواصل بالمهارات التواصلية الأخرى كالتواصل بالعين، وعدم اهتمام الطفل بأقرانه.
  • القيام بسلوكيات محدّدة بشكل متكرّر، كالتصفيق بشكل متكرر أو يكون مولعاً بالقيام بشيء غير مألوف.
  • تبدأ هذه السلوكيات الغريبة في مرحلة النمو والتطوّر المبكرة.