علاج الاكتئاب بالأعشاب

الاكتئاب

قد يشعر الإنسان من وقت لآخر بتغيّر في المزاج والحزن، لكن هذا الشعور مؤقت وبسيط ولا يُعدّ مرضاً، أما الاكتئاب فهو مرضٌ من الأمراض النفسية التي تتطلب العلاج، وهناك العديد من الطرق لعلاج الاكتئاب؛ حتى لا يصل المريض إلى مرحلةٍ يقوم بها بإيذاء نفسه، كالعلاج النفسي والعلاج بالأدوية، وهناك أيضاً بعض الطرق الطبيعية التي تساعد على العلاج وتخفف من الاكتئاب.

العلاج بالنباتات والأعشاب

تتألف النباتات من مواد غنيّة بالفيتامينات والأملاح المعدنيّة والمواد الطبيعيّة، وعناصر مثل الأكسجين والكبريت واليود والفسفور وغيرها، علاوة على احتوائها على مواد مضادة للأكسدة، ويُستخدم العلاج النباتي في أربعة اتجاهات هي:

  • العلاج المناعي: وهو استخدام أنواع النباتات التي تدعم الجسم للقيام بالعمليات الحيويّة لمقاومة الأمراض والأجسام الغريبة.
  • العلاج الشافي: وهو استخدام النباتات التي تزيل السموم التي تنتج عن الأمراض.
  • العلاج التوازني: وهو استخدام النباتات التي تعوّض وتكمّل للجسم المواد الأساسيّة التي فقدها لاستعادة وتصحيح الوظائف الحيويّة فيه.
  • العلاج المساعد: وهو استخدام نباتات لها دور في المساعدة على علاج بعض الأمراض.

علاج الاكتئاب بالأعشاب

بما أنّ الاكتئاب مرضٌ كسائر الأمراض، لا بد أن يكون له علاج، ومنه علاج الاكتئاب بالأعشاب فهناك العديد من الأعشاب التي أثبتت فعاليتها في تقليل حدة المرض، وأهم الأعشاب المُستخدمة لعلاج الاكتئاب:

  • الزّعفران: وقد ثبتَ أنّ الزعفران وتحديداً ميسم الزعفران والذي هو قلب زهرة الزعفران فعّالٌ في علاج الحلات الخفيفة والمعتدلة من الاكتئاب.
  • عشبة القدّيس يوحنا: وهي عُشبةٌ استخدمها الأوروبيّون لمعالجة حالات الاكتئاب، ولها مفعولٌ مُشابه لمضادات الاكتئاب الدوائيّة المُستخدمة لعلاج المرض، وفيما أشاد بها البعض لمعالجة الحالات الخفيفة إلى المعتدلة من الاكتئاب، إلا أنّه لم يتم الاتفاق والإجماع على الاعتماد عليها كدواءٍ لعلاج الاكتئاب، ولم توافق عليها إدارة الغذاء والدواء (FDA أو USFDA) كدواء لعلاج الاكتئاب.
  • نبات الكافا: وهو نباتٌ مهدّئٌ يساعد على الاسترخاء، ويقاوم الضغط النفسيّ، والتوتر، والقلق ممّا يخفف من الاكتئاب.
  • عشبة رهوديولا: أو ما يُسمّى بعشبة الجذر الذهبي، أو تاج الملك، وقد استُخدمت هذه العشبة لسنوات لمحاربة الاكتئاب، حيث إنّها تعطي نتائج إيجابيّة في التقليل من القلق والتوتر ولكنها ليست علاجاً بحدّ ذاته.

العلاج بالفيتامينات والمكملات الغذائية

هناك بعض الفيتامينات والمكملات الغذائيّةِ التي تساعد على التخلّص من الاكتئاب، ومنها:

  • المغنيسيوم وفيتامين B: حيث أثبتت الدراسات ارتباط انخفاض المغنيسيوم وفيتامين B بالاكتئاب، وأنّ المرضى الذين يستخدمون يومياً 0.8mg من حمض الفوليك أو 0.4mg من فيتامين B12 يُظهرون تحسّناً في العلاج، وفعاليةً في التخفيف من أعراض الاكتئاب، والمرضى الذين يتناولون من 125 إلى 300 مغ من المغنيسيوم مع وجبات الطعام وعند الخلود إلى النوم يُظهرون تحسّناً أسرع في حالات الاكتئاب الشديد.
  • فيتامين د: أثبتت الدراسات أيضاً أنّ انخفاض مستوى هذا الفيتامين في الجسم مرتبطٌ بزيادة الأعراض الاكتئابية لدى المريض، وأنّ أخذ جرعةٍ واحدةٍ يومياً منه قد تساعد على التقليل من حدة الاكتئاب.
  • الأحماض الدهنية أوميغا 3: قد تؤثر الأحماض الدهنيّة في الاكتئاب، لأنّ مركباتها منتشرة في الدماغ، ولكن لم يتم إثبات هذه النظرية قطعيّاً، وعموماً فقد ثبت أنّ ما يعادل ثلاثة غرامات منها يومياً تكون فعّالةً وآمنةً في علاج المرضى الذين يعانون من أمراضٍ نفسيّةٍ، ويمكن التزوّد بهذه الأحماض عن طريق الغذاء، أو عن طريق كبسولات زيت السمك.
  • الزنك: وهو من المغذّيات المرتبطة الوظائف العقليّة مثل التعلّم والسلوك، ووفقاً لعلماء النفس البيولوجيّ ولتغذية علم الأعصاب فإن نسبة الزنك في الدم ترتبط ارتباطاً طرديّاً مع الاكتئاب؛ فإن كانت منخفضة زادت احتماليّة حدوث الاكتئاب، وتناول الزنك بمقدار25 ملغ يوميا لمدة 12 أسبوعاً قد يساعد على زيادة كمية الأحماض الدهنيّة في الجسم، ويحدّ من أعراض الاكتئاب.

علاج الاكتئاب بالماء

إنّ الماء ضرورةٌ من ضرورات الحياة، وهو يشكّل سبعين بالمئة من جسم الإنسان، وله العديد من الفوائد؛ كتنظيم حرارة الجسد، وتخليصه من السموم، ونقل الغذاء إلى الأنسجة، وهو يقوم بدور الوسيط في كثيرٍ من العمليات الكيميائيّة، ويساعد على الاتزان الكيماوي للجسم، وهو يساعد أيضاً على العلاج من الكثير من الأمراض عن طريق شربه أو استخدامه للعلاج بالكمادات الباردة أو الحارّة أو عن طريق الدوش أو الحمامات، ومن الطرق التي يمكن أن تساعد على التخفيف من الاكتئاب عن طريق الماء ما يلي::

  • العلاج عن طريق المياه الدافئة: حيث تزيل الحمامات الدافئة الغضب والتوتر، ويعمل نقع القدمين في ماء دافئ في نهاية اليوم على الاسترخاء وتهدئة الجسم بشكل عام، خصوصاً لو أضيف إليه بعض النعناع لمدة خمس عشرة دقيقةً على الأقل.
  • العلاج المتعاقب بالماء الساخن والبارد: حيث يتم عمل حمام القدمين عن طريق وضع حوضين متقاربين من الماء البارد والساخن بعد الاستحمام يتسعان للقدمين معاً، ويُملأ أحدهما بالماء الساخن بدرجة حرارة (38 – 41) درجة، والآخر بالماء البارد من الصنبور، ويُغمران بالماء حتى يغطيا منتصف الساقين تقريباً، ثم توضع القدمان في الماء الساخن مع تحريك الأصابع وتدليك القدمين ببعضهما لمدة خمس دقائق، ثم تُرفعان وتوضعان في الماء البارد مع تحريكهما لمدة عشرين ثانية فقط، ثم العودة للماء الساخن، وتُكرّر هذه العملية لبضع مرات، ويساعد هذا الحمام على التخلّص من الأرق، والخمول، والكسل الذي يصاحب الاكتئاب.
  • العلاج بحمامات الأعشاب: حيث إنّ إضافة الأعشاب والزيوت الطبيعيّة إلى الماء بشكلٍ عام وللماء الساخن خاصةً له تأثيرٌ كبيرٌ في تهدئة الأعصاب، وإزالة توتر العضلات، وتسكيين الآلام، ومن هذه الأعشاب البابونج أو النعناع اللذان يبعثان على الاسترخاء، ويقومان بتهدئة الأعصاب، ويتم عمل منقوع الأعشاب عن طريق وضعها في جورب قطنيّ يُربط على صنبور المياه الساخنة حتى يمتلئ الحوض بالماء، أو عن طريق نقعه مسبقاً في ماءٍ ساخنٍ لمدة ربع ساعة، ثم إضافته إلى حوض الاستحمام.
  • حمامات الاسترخاء: حيث يُملأ الحوض بالماء الدافئ مع ملء فنجان من منقوع اللافندر أو النعناع، ويُهيّأ جوٌ من الضوء الخافت، ويتم الجلوس في الماء لدقائق، ثم تغطيس باقي الجسم وإسناد الرأس إلى وسادة أو مسند، ثم أخذ شهيق عميق ببطء، ثم حبسه والعد من واحد وحتى خمسة، ثم الزفير ببطء، وتكرير ذلك عدة مرات.
  • دش الوجه: حيث إنّ تسليط الماء على الوجه والجبهة تحديداً له أثرٌ منشّطٌ للدورة الدمويّة، ويساعد على صفاء الذهن، والراحة النفسية بشكلٍ عام، ويجب أن يكون اندفاع الماء خفيفاً على الجبهة.