كيف أتخلص من اليأس

اليأس

من أصعب المُشكلات التي تُواجه شخص ما، ويعرف اليأس بأنّه شعور يُصيب الشخص يجعلُه يفقِد الأمل في تحقيق ما يُريده، وهذا الشعور يُؤدي به في نهاية المَطاف إلى فقد “شهيّة الحياة” إذا تُرَك الأمر دون عِلاج فقد يتفاقم الأمر أكثر مما كان عليه أولاً.
بلا أدنى شكْ فشِل الإنسان في عمل ما، أو في عِلمه يدفعُه لليأس، في هذه الحالة إذا كان اليأس لازَم فترة مُعينة وانقضى بعد ذلك، فالأمر طبيعيا، لأنّ حياة الإنسان وأفعاله وأعماله تُترجم إلى انفعالات وأحاسيس، فتّارة تكون فرح وتّارة أخرى حُزن، ولكن إذا طالت مرحلة اليأس فهذا يستدعِي عِلاجها.

الأسباب التي تُؤدي لليأس

قد يشعُر الإنسان باليأس بسبب جُملة من الأسباب:

  • ضَعف الوازع الدّيني، يعتقد الفرد أنّه إذا فشل في أمر من الأمور يعني نهاية الحياة، قال تعالى: “ولا تيْأسوا من روح الله إنّه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون”
  • الفشل في عمل، أو دراسة، أو زواج.
  • عدم المقدرة على حل المشكلات والتأقلم مع جميع الظروف التي تحيط بالإنسان.
  • العُزلة والانطوائيّة تدفع بالشّخص لدائرة اليأس.
  • ضِيق الوضع المادي من أحد الأسباب الهامّة لدُخول مرحلة اليأس.
  • المشاكِل الأسريّة التي تُؤدي للتفكُك الأسري يدفع بأفرادِها إلى الشُعور باليأس.
  • الوضع العام للمُجتمع، كلما كان غير مُستقِرا انعكَس سلبا على الأفراد.

اليأس عند النّساء

قد تتعرّض النساء لفترة طويلة من اليأس وهذا يُعرف بـ(سِن اليأس) الذي عادةً يُصيب النساء بعد سنْ الأربعين، هو لا يُعد مرضا بمقدار ما هو حالة عُمريّة تمُر بها مُعظم النساء، فانقطاع الدّورة وعدم المقدِرة على الإنجاب يُسبّبان اليأس عند المرأة، وعليها أنْ تتفّهم هذه الحالة وأنّها طبيعية تُصيب كافة النساء عند أعمار مُتفاوتة نِسبيا، فالتعايُش وتقبُل الوضع هو أهم الأسباب للتخلُص من اليأس في هذه الحالة، فكثير من النساء لا يتقبّلن فِكرة دخولهم في هذه المرحلة العُمريّة، بالتالي يُؤثر سلبا عليهن، مما يجعلن من حياتهُن كابوسا يُطاردهُن أينما ذهبن.

  • من الأمور التي تُسبب اليأس عند المرأة أيضا هو زواجها في سِن مُبكر، فهذا يحرمها طفولتها، وتبدأ أعراض اليأس بالظُهور بعد الزواج ولاسِيما بعد الإنجاب.
  • أيضا العُقْم من أحد الأسباب القوية لجعل المرأة تعيش حالة من اليأس، سواء أكان العُقْم منها أو منْ زوجِها.
  • سبب آخر يقودُها إلى اليأس هو خِيانة زوجها، مما يُحوّل حياتها إلى جحيم، في هذه الحالة قد يستولي اليأس عليها ويُلازمُها طِيلة حياتِها، وتشعُر بأنّ لا قيمة لها عند زوجها.
  • شُعور النساء بالنُقص، وأنّهن أقل حظاً في الحياة وفُرَص العمل من الرّجال.
  • على النّساء أن يعرفنّ بأنّ قيمتهم في المجتمع كقِيمة الرجل إذ أنّ المرأة تُنجِب نصف المجتمع، وتُرّبي النصف الآخر.
  • وعلى المُجتمع إنصاف المرأة حتى لا تشعُر بانعدَام أهميتها، وهو بذلك يُقلل من احتمالات دُخول النساء في مرحلة اليأس.

الآثار المُترتّبة لمرحلة اليأس على صعيد الفرد

  • فُقدان الثّقة بالنفس، وهذا يُشعره بأنّ لا فائدة من وجوده في المُجتمع.
  • تراجُع في جميع أمور حياته سواء على صعيد العَمل أو العِلْم.
  • سيطرة الأفكار والمشاعِر السّلبية على الإنسان.
  • ميلُه إلى الوحدة والانغِلاق ما يدفعُه إلى كُره المُجتمع منْ حولِه.
  • دُخول الإنسان في مرحلة من الاكتِئاب المُزْمِن.
  • ينتهي اليأس الشديد إلى إقدَام الفرد على الانتحار.

الآثار المُترتِبة على صعيد المجتمع

اليأس وإنْ كان شُعورا فرديا أيْ أنّه يخُص الفرد بعينِه، فهو يعتقد أنّ فشلُه في أمر ما لا يعود بالضرر إلا على نفسه فقط، فقد يكون مُخطِئ في هذا الاعتقاد، لأنّ الفرد هو أساس المجتمع، وإنْ صلُح أفرادُه صلُح المُجتمع بالكامل، فالمُجتمع لا يقوم وأفرادُه غارِقين في يأسِهم، بل يُريد منهم قوة يستنِد عليها، وتدفعُه إلى الأمام، وهذه ثِمَة تأثيرات لليأس على المُجتمع:

  • قِلّة الإنتاج فالإنسان اليائِس يميل للخُمول والكسَل والإحبّاط مما يدفعُه إلى قِلة وربما عدم العمل.
  • أثبتت الدّراسات أنّ أحد أسباب الانتحار هو اليأس الشديد، بالتالي يُؤثر على المُجتمع وعدم استقرارُه، فتزداد المخاوِف عند أفراده.
  • يعمَل على تفكيك الرّوابط الأسريّة.
  • حِرمان المُجتمع من الطاقَات الإبداعية التي يُفترَض بأنْ يمتلكها الفرد في شبابه، ولكنْ إذا سيطّر اليأس على حياة الإنسان في ريْعانِ شبابه فتُعد خسارة للمُجتمع.

كيف أتخلّص من اليأس

عليكَ أن تعرِف عزيزي القارِئ أنّ اليأس ليس مرضا، فهو حالة عرضيّة قد تُصيب كل إنسان، لكنّه يُصبِح مرضا إذا تُرَك بدون علاج فالحالة هُنا تتفاقَم وتستدّعي طبيب مُختّص.
إليك بعض النصائح لتساعدُك على التخلُص بوقت أسرع من هذه المرحلة:

  1. تعزير الثّقة بالله، حيث قال الله جلّ شأنُه وعَلا “قلْ ياعبادى الذين أسرفُوا على أنفُسِهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنّه هو الغفور الرحيم” والقُنوط هُنا أشدْ مرحلة لليأس.
  2. مُحاولة التخلُص من كل الأفكار التي تستدّعي اليأس.
  3. البُعد عن الأصدقاء ذوي النّظرة البائِسة اليائِسَة للحياة.
  4. مُحاولة حل مُشكلاتِك وتعزيز ثقتِك بنفسِك، وإنْ لم تستطِع حل مشاكِلك بنفسك لا بأس باستشارة منْ هُم أكثر خِبرة وتجرُبة.
  5. رتّب حياتِك وفق خُطّة مُنّظمة مبنيّة على أهداف، وحاول السيْر عليها حتى لا تكون فُرصة لحدُوث مُشكلات بالتالي تقودك إلى اليأس، وابتعِد قدْر المُستطَاع عن الروتين القاتل.
  6. قمْ بممارسة التمارين الرّياضية، ولاسيّما رياضة اليوجا، لِمَ لها من تأثير على راحة النّفس.
  7. لا بأس بالاستماع لموسيقى تحفيزيّة فإنها قادرة على تغيير حالة الفرد.
  8. حافِظ على مَظهرَك الخارجي مُرتبَاً ونظيفاً، لأنّه ينعكِس إيجاباً على نفسيّة الفرد.
  9. الصبر على الفشل في أحد الجوانِب، ولا تجعل اليأس يُسيطِر عليك، بل سيْطِر أنت عليه.
  10. كُنْ على يقين بأنّ ما تفعلُه من أعمال لها أهمية تعود عليك وعلى مُجتمعِك فلا داعٍ لليأس.

علاج اليأس بالقرآن

إنّ الله سبحانه وتعالى أنزل القُرآن على عباده لهدايتهم، ولعبادته من خلال تلاوته وحِفظِه، وأيضا ليكون العلاج الأمثَل لكل المشاكل التي قد تعترِض في طريق الإنسان فهو خير عِلاج للمشاكل النفسيّة، ويُعدْ من أفضل الطُرق للتخلُص من الانفعالات السّلبية لقُدرة القُرآن على إنزال السّكينَة في قلوب اليائِسين، فالمُدوامة على سماع القرآن وتلاوتِه يضمن لك الرّاحة والاستقرار النفسّي، فلا نعجب من أنّ القرآن ذكر في مواضع عدّة كلمة اليأس وهو يُبغضُه ويُنزِلُه منزلة الكُفر عندما قال الله سُبحانه وتعالى “وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ”.
فيُصرّح القرآن أنّ الذي ييأس هو الكافر، لأنّ الإنسان المسلم يُؤمن بالله ويثِق فيه، وأنهُ من السّهل إذا تعرّض لمشكلة ما أنْ يلجأ لله فهو الأقدر على تيسير أمورنا.
لذلك عزيزي القارئ، إذا عودّت نفسك النوم على القرآن فهذا يجعلُك تشعُر بالطمأنينّة، وسيُخلّصك من المشاعر السّلبية التي تقودُك لليأس.

الذهاب للطبيب ليس عيباً

تنتشِر فكرة أنّ الذّهاب لطبيب نفسِي عيباً، وأنّ كل شخص يَرتادْ العيادات النفسيّة هو (مجنون).مع أنّ هذه الفكرة لا أساس لها من الصّحة وهو اعتقاد ناتِج عن قِلّة الوعي بأهميّة العِلاج النفسِي للشخص الذي يُعاني مرضا نفسيّا حاداً، فإذا وصلت مرحلة اليأس إلى ذُروتِها بحيث قاربت على أنْ تقضي على حياة الإنسان فيلزَم الأمر إلى الذّهاب للطبيب حتى يعمل على حلّها وإنقاذِه من وحْل اليأس.فلا تتردّد في علاج حالتِك سواء عَالجتَها بنفسَك أو اللُجوء للطبيب.