كيف ازيل التوتر والقلق

مقدمة

يتعرض جسم الإنسان بشكل دائم إلى نوبات لا إرادية من التوتر والقلق الناتجة عن العديد من المسببات التي تحيط به، فأحياناً يكون التوتر في أجوه عند الطالب المدرسي أو الجامعي لحظة الامتحان، وقد يصاب الجندي بنوبة خوف لا يستطيع معها الحراك بسبب توتره من المواجهة، وقد تتوتر العروس ليلة زفافها لفرحها بالحياة الجديدة وخوفها من المستقبل المجهول. أحياناً يؤدي التوتر والقلق إلى الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية والجسدية، وهنا من واجب الجميع الحذر ومحاولة التخفيف من تأثيره عليهم. تالياً شرح للتوتر وتعريفه، طرق التخلص منه وغيره.

التوتر والقلق

يعدّ التوتر والقلق ظاهرة منتشرة بشكلٍ كبيرٍ جداً في مختلف شرائح وطبقات المجتمعات، وفي هذا المقال سنتناول هذا الموضوع لنحاول أن نصل إلى طرق جيّدة للتخلص من هذا التوتر، ولكن لكي نستطيع أن نجد الدواء، لابدّ لنا أن نتعرّف على الداء، ونعرف أسبابه، وأعراضه المصاحبة له، فكل ذلك سنتحدّث عنه في السطور القادمة.

ما هو التوتر

التوتر هو حالة نفسي تصيب الإنسان لأسباب عديدة، وله أعراض تختلف من شخص إلى آخر، ويجعل الشخص دائماً في تردّد وحيرة، بل وغير قادر على اتّخاذ أسهل القرارات، وغالباً ما يصاحب هذه الحالة حالات نفسيّة أخرى، بل وقد يتحوّل إلى مرض خطير، أمّا عن مصطلح (حالة نفسيّة) فهي تختلف اختلافاً كبيراً عن المرض النفسي، فكل انسانٍ يمرّ بحالات نفسية، فالراحة حالة نفسيّة، والحزن حالة نفسيّة، وكذلك القلق حالة نفسيّة، ولكن إن زاد الأمر عن حدّه، تتحوّل الحالة إلى مرض.

ما أسباب التوتر

أمّا عن أسباب التوتر فقد تختلف أسبابه من شخص إلى آخر، ولكنّنا سنتحدث عن الأسباب الشائعة للقلق والتوتّر وهي كما يلي:

  • المشاكل العائليّة، وهي من أكثر الأسباب انتشاراً، خاصّة في مجتمعاتنا العربيّة، حيث إن مشاكل العائلة كالطلاق مثلاً تؤثر بشكل كبير على الأفراد وعلى حالاتهم النفسيّة، فيكونوا دائمي التوتر.
  • الخوف الشديد، فالخوف هو أيضاً أحد أهمّ الأسباب التي تصنع التوتر، فهناك من يخاف كثيراً من المستقبل فيشعر بالتوتر الشديد، مما يؤثر ذلك على الحاضر الذي يعيشه الفرد، فينعكس ذلك على شخصيّته.
  • الصدمات، إن للصدمة النفسيّة أثر كبير على الفرد، فمن منّا من ليس له ذكريات حزينة؟ كل البشر معرّضين للصدمات، وقد يؤثر ذلك على حالاتهم النفسيّة، فيصبح الفرد يعاني من التوتر الشديد فهو يخاف أن يقدم على أي خطوةٍ جديدة في حياته، فقد يتعرض للصدمة من جديد.
  • الفشل، وهو أيضاً من الأسباب الفعليّة للتوتر، فالفشل في العمل، أو في التعليم، أو في الحياة العاطفيّة، وغيرها، يؤثر بشكل كبير على نفسّية الفرد، فإن لم يستطع التغلب عليها، ستنعكس حتماً على شخصيّته.
  • أسباب وراثيّة، قد يكون السبب وراء التوتر وراثيّاً، ولكنّه نادراً ما يكون السبب وراثيّاً.

تلك كانت أشهر الأسباب التي قد ينتج عنها القلق، وبعد أن عرفنا الأسباب لابدّ لنا من أن نعرف الأعراض المصاحبة للتوتر والقلق.

ما أعراض التوتر والقلق

إن التوتر يكون عادةً مصحوباً بأعراض وعلامات تختلف من شخص لآخر، وتختلف باختلاف شدّة التوتر، ويمكن تقسيم الأعراض إلى قسمين:

  • أعراض نفسية، مثل الخوف والخجل، والانطواء والعزلة، وقد تصل إلى حد السلوك العدواني نتيجة الخوف الشديد من المجتمع، فتلك الأعراض قد تأتي مجتمعة وقد تأتي فرادى، ولكنّها تدلّ على التوتر عند صاحبها.
  • الأعراض الجسديّة، هذه الأعراض إذا صاحبت التوتر والقلق، فالأمر يتحوّل من حالة نفسيّة إلى مرض نفسيّ، وتلك الأعراض أيضاً تختلف من شخص لآخر، ومن الأعراض الجسديّة التي تصاحب التوتر: اضطراب في نبضات القلب، وضيق في التنفّس، وآلام في العظام والمعدة، وفقدانٌ للشهيّة، إضافةً إلى الصداع المستمر.

الأعراض النفسيّة شائعة الحدوث بين الناس، أمّا الأعراض الجسديّة أو (المرضيّة) إن صحّ التعبير، فعند حدوثها يجب على المريض أن يذهب فوراً لطبيب الأعصاب.

هل هناك من لا يشعر بالقلق أبداً

جميعنا نشعر بالقلق من وقت لآخر، فهو أمرٌ طبيعيٌّ، ومن قال أنّه لا يشعر بالقلق أبداً فهو بالتأكيد يخفي قلقاً كبيراً بداخله، ولكنّ حالات القلق تختلف من شخص لآخر، بل على العكس تماماً فقليلاً من القلق أحياناً يكون مفيداً للإنسان، فمثلاً: الطالب في المدرسة، إن لم يشعر بالقلق حيال الاختبارات فقد لا يجتاز الاختبار، وبالتالي يدرس جيّداً. وأيضاً الموظّف أحياناً إن لم يشعر بالقلق من صاحب العمل، فقد لا يتقن عمله، فيتعرّض للطرد…وهكذا، ولكنّ القلق الشديد الذي ليس له داعي، هو ما يجب على الانسان علاجه.

حياتي أصبحت جحيماً بسبب التوتر المستمر

بعض النّاس تحوّلت حياتهم إلى جحيمٍ بكلّ ما تعني الكلمة، وذلك لأنّ قلقهم الشديد حيال كل شيءٍ في حياتهم، قد أوصلهم إلى درجة الشكّ بكل شيء، ممّا يجعل الحياة معهم شبه مستحيلة، فالقلق الشديد يؤثر على استقرار العائلة، ويؤثر على الحياة العاطفيّة، ولذلك على الانسان الذي يعاني من التوتر العصبي والقلق الشديد أن يسعى جاهداً للبحث عن حلول إيجابيّة لحالته، وذلك لأنّ تلك الحالة إن تفاقمت قد تجرّ حالات أخرى مثل: الوسواس، والشكّ في كل شيء.

كيف أزيل التوتر والقلق من حياتي

نأتي للجزء الأهمّ في مقالنا (كيف أستطيع أن أزيل القلق والتوتر من حياتي؟)

إن القلق والتوتر المستمر أمرٌ مزعج حقّاً، والكثير من الناس يبحثون عن علاج ناجع ونافع لينعموا بحياتهم دون قلق أو توتر، وفيما يلي أفضل الخطوات التي إن اتّبعها الانسان ستتحوّل حياته، وسيشعر بالفرق بإذن الله، نترككم مع الخطوات:

  • أولاً وقبل كل شيء علينا أن نتحلّى بالإيمان، فإن فعلنا علمنا أن النفع والضرّ بيد الله وحده، فلا شيء يُقلقنا. قال الله تعالى: “قل لن يصيبنا إلّا ما كتب الله لنا”.
  • ذكر الله، إنّ ذكر الله حقاً لهو وصفة سحريّة لكل الناس، قال الله تعالى: “الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم، ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
  • شهيقٌ وزفير، وهذا تمرينٌ مفيدٌ لمن يشعر بالتوتر، وهو أن يأخذ الشخص نفساً عميقاً ويحبسه لثوانٍ، ثم يخرجه، فهذا التمرين حقاً يساعد في تبديد التوتر.
  • ممارسة الرياضة، فللرياضة دور جميل لإزالة التوتر.
  • تمرين الكرة المطّاطيّة، الضغط المستمرّ على الكرة المطّاطيّة يساعد بشكل كبير على إزالة التوتر.
  • التقليل من تناول المنبّهات (الشاي والقهوة).
  • أخذ قسطاً جيداً من النوم يومياً.
  • الابتعاد عن الوحدة، والمشاركة في الحياة الاجتماعيّة مع الأسرة.

وهناك الكثير من الطرق والخطوات الأخرى التي نسمع بها ونقرأها هنا وهناك، ولكنّي على ثقة بأنّ من يتّبع هذه الخطوات سيشعر بفرق كبير.

ختاماً

وأخيراً لابدّ لكل من يشعر بالتوتر والقلق المستمر، أن يعلم ما هو السبب في توتّره، ويحاول قدر ما يستطيع أن يتخلص من هذا السبب، ويمارس الخطوات الآنف ذكرها، لكي يشعر بتحسّنٍ في حالته النفسيّة، فما أحوجنا جميعاً إلى تلك الخطوات، فكلنا قد نمر بمواقف توتّرنا، ونحتاج لأي شيءٍ يبدّد ذلك التوتر.