كيفية علاج القلق النفسي

مقدمة

يقوم الإنسان عادةً على الكثير من الشعور الذي ينتابه في لحظات، إما سعادة، أو حزن، أو الشعور بالإرهاق، وبالطبع يشعر بكثير من الاضطرابات النفسية المؤثرة عليه من مؤثرات خارجية كالقلق والأرق والاختناق، ولهذا سنخصص في المقال الحديث عن إحدى الاضطرابات النفسية المؤثرة على الإنسان بشكل مفرط، سلباً، بالرغم من بعض الأحيان يكون مفيد على حسب قلته، وهذا المرض هو القلق.

ما هو مرض القلق

هو رد فعل طبيعي على أي مشكلة تواجهنا في الحياة عموماً، ويمكن أن يكون رد الفعل بسيط ويسمى قلق مؤقت ويأتي في حالات متباعدة، ويمكن أن يكون قلق مفرط وهذا النوع يسبب الخوف على حالة الإنسان في حال كان القلق في حالات متقاربة.

ما هي أنواع اضطرابات مرض القلق

هناك أنواع عدة أنواع من الاضطرابات المرضية للقلق ومنها:

  • حالات اضطراب التكيف:وتعني عدم تكيف الشخص مع الظروف المحيطة به، مثل عدم تكيفه مع العائلة أو الأصدقاء، أو عدم التكيف فيما بعد العلاقات الفاشلة، وغيرها من الأزمات المؤثرة، ومن أعراضه الشعور بالتوتر والعصبية.
  • حالات اضطراب القلق العام أو المتعمم:تعتبر هذه الحالة الأكثر شيوعاً بين السكان، وتنتشر بنسبة 5%، وإصابته للذكور والإناث بنسبة قريبة ومتشابهة، وتشخص حالة القلق العام من خلال عدم السيطرة على الإحساس ودائم الانشغال بأمور كثيرة، مما يزيد من الرهبة والترقب والخوف وقلة النوم.
  • اضطرابات الهلع:وهذا الاضطراب يصيب النساء أكثر من الرجال، بحيث أنه منتشر وشائع بنسبة تصل من 3 إلى 4%، ويعتبر ثلث حالات الهلع قائمة على الرهبة من الأماكن المفتوحة والحشود، وينتشر لدى المرأة بنسبة ثلاثة إلى واحد.

ومن أعراض حالة الهلع:

  • سرعة النبض أو دقات القلب.
  • غزارة العرق بشكلٍ مفاجئ.
  • ضيق في التنفس والشعور بالاختناق.
  • الشعور آلام في الصدر والبطن.
  • الشعور بتخدر الجسم وتنميله.

ما هي نسبة هذا المرض في المجتمعات

مرض القلق هو أكثر الأمراض النفسية الشائعة، حيث أنها تصيب شخص واحد من تسعة أشخاص، ومن حسن حظ مرضى القلق، أن مرضهم له علاج ويستجيب للعلاج بشكلٍ كبير، ويشعر غالبية مرضى القلق بالراحة الشديدة فيما بعد العلاج، ولكن هناك مرضى لا يسعون للعلاج والاهتمام في المرض، وهذا من سوء حظهم؛ لأنهم لا يعتبرون الأعراض التي تصاحبهم أعراض مرضية، أو أنهم يشعرون بالخوف من أصدقائهم أو أهل بيتهم أو حتى في العمل من معرفة وجود مرض القلق لديهم.

ما هي أعراض مرض القلق

من الصعب على الإنسان ممارسة حياته الطبيعية، في ظل القلق المفرط، فتختلف نسبة القلق من حالة إلى أخرى حسب الشخص ونفسيته، ومن أعراض القلق التالي:

  • شعور الشخص بالصداع المستمر.
  • شعور الشخص بالتعصب والتوتر.
  • شعور الشخص بعدم التركيز.
  • شعور الشخص بالإرهاق والارتباك.
  • الشعور بالتهيج وعدم الصبر.
  • الشعور بالأرق المزمن.
  • الشعور باختناق النفس والتعرق بغزارة.
  • الشعور بآلام حادة في البطن وكثرة الإسهال.

ما هي أسباب خطر مرض القلق

ومن العوامل والأسباب التي تعمل على زيادة خطر مرض القلق المتعمم، وقد تكون المشكلة بيولوجية إما نفسية وإما عوامل وراثية للشخص، ونعرضها كالتالي:

  • قسوة الطفولة:ويعتقد البعض بأن مرض القلق المصاحب لهم، ما هو إلا معاناة من الطفولة القاسية، والصعوبات التي كانت تواجههم في تلك المرحلة، خصوصاً من شهد أحداث مثيرة وصادمة في حياته، فهم الأكثر تعرضاً للإصابة بهذا المرض المتعمم.
  • الأمراض:يشعر كثيرون من أصحاب الأمراض الخطيرة، بالقلق المزمن حيال واقع حياتهم المرضية، ومدى قدرتهم على العلاج منها الحالة الاقتصادية وغيرها، فيشعر بتخوف عام من مستقبله أثر المرض المصاب فيه، فهذا يشكل على نفسه عبأ حاد، كأمراض السرطان والقلب.. الخ.
  • التوتر النفسي:بعض الحالات تشعر بالتوتر من كثرة الظروف الضاغطة عليهم في الحياة، مما يسبب شعور بالقلق، وهذا الشعور يعمل على تراكم التوتر النفسي، وعلى سبيل المثال، عندما يتغيب شخص من عمله بسبب مرض ما، يؤثر على نفسيته بتوتر وقلق خصوصاً عندما يسبب له خسارة في دخل العائلة من عمله، وقد تزداد الحالة تطوراً لتصبح من حالات القلق المتعمم.
  • شخصية الإنسان:تعتبر شخصية الإنسان، إحدى عوامل القلق، خصوصاً الذين يتمتعون بمزايا شخصية معينة، فيتعرضوا للقلق المتعمم، كذلك بعض حالات الارتباط العاطفي تؤثر على نفسية الشخص، ويشعر بالقلق، وكذلك الاضطرابات الشخصية الحدية والتي تصنف ضمن القلق المتعمم.
  • عوامل وراثية:بعض الدراسات تشير لوجود مصدر أساسي لعامل الوراثة، في انتقال مرض القلق المتعمم، من جيل لآخر.

ما هي مضاعفات مرض القلق

قد يسبب مرض القلق لزيادة أو تفاقم في الأمراض الأخرى، من ضمنها:

  • الشعور بالكآبة وكثرة الأرق.
  • الإدمان على أقراص طبية.
  • الاضطراب المعوي والهضمي.
  • الشعور بالصداع المزمن.
  • الشعور بصريف الأسنان، خصوصاً خلال فترة النوم.

كيف يتم تشخيص مرض القلق

يقوم المختصين في مجال الصحة النفسية، بعمل إجراءات تقييمية نفسية للأشخاص الذين يشعرون باضطراب القلق لديهم، وفي هذه الحالة يتم سؤال الشخص المجرى عليه التشخيص، بأسئلة تتعلق بالشعور بالقلق، ومدى شعوره بالراحة والمخاوف التي تواجهه.

ولكي يتم التشخيص، يقوم مختصو مجال الصحة النفسية باستبيان خاص لمرضى القلق، ويتم التشخيص تحت عدة معايير، يجب أن تتلاءم مع الحالة المرضية، والمعايير هي:

  1. شعور المريض بالخوف والقلق المستمر، وألا يقل هذا الشعور عن ستة أشهر يومياً.
  2. عدم قدرة المريض على مواجهة قلقه، والمقاومة.
  3. شعور المريض بالتوتر والتعصب وصعوبة في التركيز، بناءً على نوبة مفاجئة من القلق.
  4. شعور المريض باضطراب في نومه، مما يأثر على توتر العضلات وانقباضها.
  5. الشعور بالضيق الحاد المعيق للحياة اليومية، بعد نوبة من القلق.
  6. الإحساس بالقلق بعيداً عن الحالات المرضية أو المرتبطة بالقلق المتعمم، مثل استخدام المواد المدمنة، أو نوبات الهلع.

ما هو علاج مرض القلق

مرض القلق يأخذ علاجه فترات تجريبية، وهذا لتحديد العلاج الملائم للشخص المريض، ومدى شعوره بالراحة والطمأنينة في العلاج، والعلاج نوعان هما:

  • علاج القلق الدوائي:وللتخفيف من الآثار الجانبية المصاحبة لاضطراب القلق المتعمم، تتوفر أنواع من العلاج الدوائي، منها:
  • أدوية مضادة للقلق:استخدام دواء البنزوديازيبينات (Benzodiazepines)، وهي عبارة عن مادة مهدئة تعمل على تخفيف القلق من ساعة لساعة ونصف، ولكنها للأسف قد تجعلك مدمن في حال زادت فترة تناولها عن عدة أسابيع.
  • أدوية مضادة للاكتئاب:تعمل هذه الأدوية على تأثير عمل الناقلات العصبية (Neurotransmitter)، والتي من دورها تطوير اضطراب القلق ونشوؤه، ومن ضمن الأدوية المعروفة لعلاج القلق المتعمم (فلوكسيتين – Fluoxetine)، و (بروزاك – Prozac).
  • علاج القلق النفسي:أما العلاج النفسي فهو قائم على علم النفس والعاملين في هذا المجال، لدعم ومساندة ومساعدة المريض، من خلال عملية التحدث والإصغاء، والتخفيف عن كاهل المريض قلقه.

في نهاية المقال، ننصح أي شخص يشعر بالمعاناة والآلام النفسية، ويصاحبها أعراض جسدية، أن لا يترك نفسه دون اهتمام ورعاية، وعليك التوجه لأي طبيب تثق فيه وتبدأ بالعلاج، للتخفيف من الأوهام المسيطرة على عقلك الباطني، وتخرج في حالة قلق عام.ومن المهم جداً، أن تهتم الجهات المسؤولة لدراسة هذا المرض، وتسليط الضوء عليه، والعمل على إيجاد طرق تقي الشخص من المرض، وعلاج أفضل للمصابين فيه، لما يخدم الصحة النفسية عموماً، والمرضى خصوصاً.