كيف تتخلص من الشك

مفهوم الشك

يعرف الشك في معاجم اللغة العربية بأنّه مصدر مشتق من الفعل الثلاثي المضعف شكّ أي ارتاب ولم يتيقن من شيء ما، والمضارع منه يشك، والفاعل شاك، والمفعول مشكوك به، أما اصطلاحاً فالشك حالة نفسية تصيب الانسان باصطراب بين التصديق والتكذيب، والتأمين والتخوين، وهو أمر منطقي حتمي طالما ظل في حدوده الطبيعية، دون أن يتحول إلى مرض حقيقي يشبه الوسواس القهري بحيث يترتب عليه عواقب لا تحمد عقباها.

استخدم أسلوب الكتابة وتدوين الملاحظات، فمثلاً إذا كنت تشكك في زوجتك اكتب الأسباب وراء ذلك، وإذا كنت تشكك في زميلك اكتب دوافع زميلك لأذيتك بالفعل، وهذه الوسيلة تعطي الانسان شعوراً بتفاهة الأسباب، وبالتالي تختفي تدريجياً.
اطلب العون والمساعدة من الغير، فالتحدث مع صديق ثقة ينير للانسان ظلمات فكره.
حاول تهيئة عقلك الباطن من جديد، فمثلاً حدث نفسك كثيراً بعبارات تدعو للتفاؤل، وإيجابية التفكير، مثل: أنا أثق في الآخرين، لا أعداء لي ولا أحد يريد قتلي، أنا محبوب بين زملائي.
مارس رياضية اليوجا في الهواء الطلق، أو في حديقة ذات حشائش خضراء بهية، وومن تمارين اليوجا أخذ الشهيق العميق وإطلاق الزفير المماثل له، والتأمل، والاسترخاء.

أنواع الشك

الشك الطبيعي

لا أحد منّا ينكر حاجته الفطرية إلى درجة بسيطة من الشك لحماية نفسه من الخطأ، والوصول إلى درجة اليقين قبل القيام بأي شيء، وهذا بالطبع يترتب في النفس بناءً على خبرات سابقة أو توقعات.

الشك الملازم للإنسان

هو شعور الإنسان بالشك المرضي بما يمنعه من التواصل الطبيعي مع المحيط الخارجي، سواء العائلة، أم الأصدقاء، أم زملاء المهنة، أم الدراسة، ومن علاماته ما يأتي:

انعدام الثقة في الأصدقاء والمقربين، بحيث يخشى المريض من استغلال الآخرين له أو خداعه.
تحليل الأحداث العادية وفق اعتبارات الجرائم، والنوايا الخبيثة، والإساءة المقصودة.
انعدام المقدرة على مسامحة الغير جرّاء الشعور بالحقد الدائم.
الشك بالغير في ظل غياب دليل واضح ومنطقي.

الشك المرضي

يعاني المريض من أوهام تصوّر له جماعة من البشر على أنّها مؤامرات حيكت خصيصاً لخداعه وأذيته، ثمّ تتطور هذه الأوهام منذ الصغر بحيث تصبح اعتقاداً جازماً، وشغلاً شاغلاً يسعى الانسان لتدعيمه بالأدلة والحجج، وهذه البراهين في الحقيقة غير مقنعة بالنسبة للغير، فمثلاً إذا دخل الشك في قلب الزوج فإنّه يقوم بتصرفات غير معتادة لإثبات صحة اعتقاده، وإن تبين خطأ اعتقاده فإنه يرجئ ذلك إلى الصدفة، فيبقى الشك في قلبه ويراقب هاتف زوجته وجميع تصرفاتها، فلا يطمئن قلبه حتى في ظل انعدام الدليل، ومثال آخر على الشك المرضي هو أن يحذر المرء من تناول الأطعمة التي تقدم له بذريعة أنّ الطرف الآخر يريد قتله بالسم.