إن أسباب الخوف متعددة ، كونه ينتج من ردة فعل الإنسان من أي تصرف أو أي حالة قد تهدده وتشعره بالخطر ، فللخوف عدة أشكال ، فمنها الخوف الطبيعي ، ومنها الخوف المرضي ، و إن اللوزة الدماغية الموجودة في الدماغ هي المسؤولة اولاً والتي تقوم بمراقبة الإشارات التي ترد لحواس الإنسان ، بحيث تنبّه وبسرعة كبيرة إلى المخاطر التي ربما يتعرض لها ، بينما نجد الخوف المرضي هو عبارة عن انفعال يسبب الخوف نتيجة لحوادث قد حصلت مع الإنسان في الماضي ، فأصبحت تسبب له خوفاً و إيلاماً .
و إن الخوف يؤثر نتيجة تجارب الإنسان القديمة التاريخية ، وأيضاً نتيجةً للثقافة التي تلقاها ، وخاصة تلك الحوادث والتجارب الخطيرة التي قد حصلت للإنسان وهو في سن الطفولة ، والتي يكون لها الأثر الأبلغ في نفسه ، و الأخطر أن يقوم الأهل في إخافة صغيرهم ، كنوعٍ من المزاح والضحك لأجل التسلية ، بينما يرون ملامح الرعب التي تثير ضحكهم على وجه طفلهم .
إن من أكثر المسببات للخوف عند الإنسان ، هو ما شاهده مراحل طفولته المبكرة من مناظر مرعبة ، و أيضاً عنيفة ، من أفلام رعبٍ مثلاً ، أو قصص قد أخافته عند استماعه لها ، وكم من شعور بالخوف يختلج مشاعر الإنسان من فكرة فقدان الأم أو الأب إما نتيجة الموت أو الإنفصال أو حتى السفر والهجر ، فيطرأ الخوف نتيجة توقعه من فقدان الرعاية له ، وايضا من فقدان الحب والإهتمام له ، فتسيطر عليه فكرة الخوف من الحرمان .
إن بعض أسباب الخوف قد تنتقل إلى الإنسان من شخصٍ إلى آخر بفعل العدوى ، وخاصةً عندما يتأثر الطفل من خوف الأهل من حالةٍ او موقفٍ معين ، فيظهرون ذلك لأطفالهم ، وبالتالي ينشأون وهم يشعرون بالخوف اتجاهه .
إن أسباب الخوف قد تكون مبالغٌ فيها ، بحيث نرى بعض الآباء يلفهم الإرتباك والذعر وأيضاً الشحوب نتيجة تعرّض صغيرهم لجرحٍ او سقوط من مكانٍ عالٍ ، وبذلك يتولد لدى الطفل حالة تشابه حالة والديه من الخوف الشديد على نفسه .
تلعب البيئة دوراً مهماً في نشوء الخوف لدى الإنسان ، إذ دائماً ما يكون للشجار والخلاف ضمن العائلة الواحدة بالغ الأثر في إقلاق الطفل وتهديد اطمئنانه داخل عائلته ، وبذلك ينشأ الطفل والخوف يغمره ، كخوفه بطريقة مرعبة من رؤية الطبيب أو من رؤية العسكري ، وهذه تعتبر مخاوف محسوسة ، أما خوفه مثلاً من العفاريت فهي مخاوف غير محسوسة .