ضيق التنفس
يكون معدّل الشهيق والزفير الطبيعيّ عند الشخص البالغ الذي لا يعاني من مشاكل صحيّة حوالي عشرين مرّة في الدقيقة، أي بمعدّل ثلاثين ألف مرّة في اليوم، ويحصل ضيق التنفّس (بالإنجليزية: Dyspnea) عند عدم القدرة على التقاط النَفس أو عدم القدرة على الحصول على الكميّة الكافية من الهواء داخل الرئتين، وقد يشعر الشخص المصاب باحتباس النَفس، والشعور بضيقٍ في الصدر، والشعور بعوزٍ للهواء (بالإنجليزية: Air Hunger)، وعدم القدرة على التنفس بشكلٍ عميق. قد يكون ضيق التنفّس بشكلٍ حادٍ وغير دائم (بالإنجليزية: Acute Dyspnea)، وقد يحصل هذا النوع بالتزامن مع أعراضٍ أُخرى مثل السعال، وارتفاع في درجة الحرارة، وحدوث طفح جلديّ، أو قد يكون ضيق التنفّس مزمناً ودائماً (بالإنجليزية: Chronic Dyspnea) حيث قد يشعر الشخص بعدم القدرة على التنفس خلال أدائه المهام والواجبات اليوميّة مثل الانتقال من غرفة إلى أخرى أو حتى الوقوف.
أسباب ضيق التنفس
يحدث ضيق التنفس في أغلب الأحيان نتيجةً لوجود مشكلةٍ صحيّة في القلب أو الرئتين؛ حيث إنّهما يشتركان في نقل الأكسجين إلى الأنسجة وإزالة ثاني أكسيد الكربون، لذا فإنّ وجود مشكلة تؤثر على أحدهما أو كليهما قد تتسبّب بإحداث مشكلةٍ في التنفس، كما أنّ بعض المُسبّبات الأُخرى قد تؤدّي إلى حدوث ضيقٍ في التنفس أيضاً.
الأسباب المُتعلّقة بالرئتين
من أسباب ضيق التنفّس المتعلّقة بالرئة الآتي:
- مرض الربو (بالإنجليزية: Asthma): حيث قد يتسبّب بإحداث ضيق حادٍ أو مزمن في التنفّس.
- جلطة الشريان الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary Embolism): تحدث عند وجود تجلّطٍ في أحد الشرايين الرئويّة، وقد تتسبّب في ضيق تنفّسٍ حاد.
- الالتهاب الرئويّ (بالإنجليزية: Pneumonia): إذ قد يؤدّي إلى ضيقٍ حادّ ومؤقت في التنفّس.
- انسداد المجاري التنفسيّة العلويّة: قد يتسبّب في ضيق التنفّس الحاد.
- داء الانسداد الرئويّ المزمن (بالإنجليزية: Chronic Obstructive Pulmonary Disease).
- مرض الخانوق (بالإنجليزية: Croup) الذي يحدث في الأطفال.
- سرطان الرئة (بالإنجليزية: Lung Cancer).
- داء ذات الجنب (بالإنجليزية: Pleurisy): وهو التهاب في الأنسجة المُبطّنة للصدر.
- استسقاء الرئة (بالإنجليزية: Pulmonary Edema): يحدث عند تجمّع سوائل فائضة في الرّئة.
- ندب في الرئة.
- فرط ضغط الدم الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary Hypertension).
- داء الساركويد (بالإنجليزيّة: Sarcoidosis): حيث يؤدّي إلى تجمّع خلايا التهابيّة في الجسم.
- مرض السل (بالإنجليزية: Tuberculosis).
- مرض رئوي خلاليّ (بالإنجليزية: Interstitial Lung Disease): يشير هذا المرض إلى مجموعة من الأمراض التي تصيب الأنسجة الخلاليّة (بالإنجليزية: Interstitium) في الرئة وهي أنسجة شبيهة بشبكة الأربطة التي تمتد في كل الرئة وتعمل على دعم وإسناد الحويصلات الهوائيّة في الرئة، وقد يؤدّي إلى إحداث ضيقٍ مزمنٍ في التنفس.
الأسباب المُتعلّقة بالقلب
من أسباب ضيق التنفس المتعلقة بالقلب الآتي:
- اعتلال عضلة القلب (بالإنجليزية: Cardiomyopathy).
- عدم انتظام نبضات القلب (بالإنجليزية: Heart Arrhythmia).
- قصور القلب (بالإنجليزية: Heart Failure) حيث قد يتسبب في إحداث ضيق تنفسٍ حاد ومفاجئ.
- التهاب التامور (بالإنجليزية: Pericarditis)، وهو الغشاء المحيط بالقلب.
الأسباب الأخرى
قد تؤدي أسبابٌ أخرى إلى إحداث ضيقٍ في التنفّس مثل:
- فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia).
- وجود كسرٍ في الأضلاع (بالإنجليزية: Broken Ribs).
- التهاب لسان المزمار (بالإنجليزية: Epiglottitis).
- اضطراب القلق العام (بالإنجليزية: Generalized Anxiety Disorder).
- متلازمة غيلان باريه (بالإنجليزية: Guillain-Barre Syndrome): هو اضطرابٌ ذاتيّ المناعة ونادر الحدوث يهاجم فيه جهاز المناعة أعصاب الجهاز العصبيّ الطرفيّ في جسم الإنسان مما يؤدّي إلى إحداث ضعفٍ، وخدرانٍ، وتنميل، وقد يتسبّب في نهاية المطاف إلى حدوث الشلل.
- استنشاق جسمٍ غريب.
- التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون (بالإنجليزية: Carbon Monoxide Poisoning).
- فتق الحجاب الحاجز (بالإنجليزية: Hiatal Hernia).
- الفقدان المفاجئ لكمية من الدم.
تشخيص ضيق التنفس
تساهم معرفة التاريخ المرضيّ للشخص بالإضافة إلى الفحص السريريّ في إعطاء أدلّةٍ ومؤشّرات لمعرفة سبب ضيق التنفّس وتشخيصه؛ كمعرفة مدّة حدوث ضيق التنفس، والعوامل التي تزيد من حدوثه كالإجهاد مثلاً، بالإضافة إلى معرفة عدد الوسادات التي يستخدمها الشخص أثناء النوم وكيفيّة النوم، حيث تساعد جميعها في حصر الخيارات من أجل التشخيص.
يُمكن إجراء فحوصاتٍ تشخيصيّة من أجل تقييم وتشخيص ضيق التنفس، ومن هذه الفحوصات ما يأتي:
- إجراء تخطيطٍ لكهربائيّة القلب (بالإنجليزية: Electrocardiogram): تُعتبر من أكثر الفحوصات التشخيصيّة فاعلية.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية (بالإنجليزية: Chest Radiographs): تُعتبر أيضاً من أكثر الفحوصات فاعليةً للتشخيص، إذ تساعد في تأكيد أو استثناء الكثير من الأسباب المُحتملة لضيق التنفس.
- فحص الهيموغلوبين وفحص العد الدموي الشامل (بالإنجليزية: complete blood count): يسهمان في تحديد شدّة فقر الدم كأحد الأسباب المُحتملة.
- فحص قياس التنفس (بالإنجليزية: Spirometry).
- قياس غازات الدم الشرياني (بالإنجليزية: Arterial Blood Gas).
- الفحص الكامل لوظائف الرئة (بالإنجليزية: Complete Pulmonary Function Testing).
- فحص الجهد (بالإنجليزية: Exercise Treadmill).
علاج ضيق التنفس
يعتمد علاج ضيق التنفس على السبب الذي أدى إلى حدوثه، ويستجيب أغلب المرضى للإجراءات في حال كان التشخيص واضحاً وأكيداً؛ فمثلاً في حال تم تشخيص السبب على أنه مشكلة في الرئتين أو المجاري الهوائيّة يتمّ إعطاء الشخص العلاج المناسب لتلك المشكلة مثل الأدوية الموسّعة للقصبات الهوائيّة (بالإنجليزية: Bronchodilators) من أجل إرخاء القصبات الهوائية والمجاري التنفسيّة، وفي حال كان السبب وجود فقرٍ في الدم، يتمّ وصف مكمّلات غذائيّة تحتوي على الحديد، كما أنّ تجنّب الأسباب المحفزة لنوبات الربو، ووقف التدخين، واستخدام الأكسجين، والمشاركة في برامج إعادة التأهيل الرئويّ (بالإنجليزية: Pulmonary Rehabilitation Program) تسهم في العلاج والمساعدة في بعض الحالات، وهذه البرامج هي برامج تعليمية وتدريبيّة لزيادة الوعي حول صحة الرئتين وأمراضها، وتهدف إلى التدريب على ممارسة التمارين والرياضة مع حدوث نسبةٍ أقل في ضيق التنفس.