تليّف الرئة
يُعرّف تليّف الرئة (بالإنجليزية: Pulmonary fibrosis) على أنّه مرض رئويّ يحدث عند تعرّض نسيج الرئة للتلف؛ إذ يُصبح نسيج الرئة سميكاً وصلباً، ممّا يتسبّب بعدم قدرة الرئة على العمل بشكلٍ جيّد، وبهذا يعاني المصاب من صعوبةٍ في التنفّس، وعلى الرغم من وجود بعض العوامل والأسباب التي تتسبّب بحدوث التليّف؛ إلا أنّ أغلب الحالات يصعب على الأطباء تحديد سببها؛ وعندها يُسمّى التليّف بالتليّف الرئوي مجهول السبب (بالإنجليزية: Idiopathic pulmonary fibrosis).
علاج تليّف الرئة
يهدف علاج تليّف الرئة إلى إبطاء سرعة تدهور المرض، وتخفيف الأعراض والعلامات التي يشكو منها المصاب، ولكن لا يستطيع العلاج إيقاف تطوّر المرض، أو التخلّص من النُدب أو النسيج غير الطبيعيّ المتكوّن، وفي الحقيقة هناك العديد من الإجراءات العلاجية التي يمكن للطبيب اتخاذها، ويستطيع الطبيب تحديد الطريقة المثلى للعلاج بالاعتماد على حالة المريض، ومن هذه الإجراءات العلاجية:
- الأدوية (بالإنجليزية: Medications): من الأدوية التي يقوم الأطباء بصرفها لعلاج تليّف الرئة مجهول السبب دواء بيرفنيدون (بالإنجليزية: Pirfenidone) ودواء نينتيدانيب (بالإنجليزية: Nintedanib)، ومن الآثار الجانبية لدواء بيرفنيدون الإسهال، والطفح الجلديّ، والغثيان. أمّا بما يتعلّق بالآثار الجانبية لدواء نينتيدانيب فهي الإسهال والغثيان. ومن الجدير بالذكر أنّ كثيراً من المصابين بتليّف الرئة يُعانون من الارتجاع المعديّ المريئيّ؛ الأمر الذي يتطلب صرف مضادات الحموضة.
- العلاج بالأكسجين (بالإنجليزية: Oxygen Therapy): يُعطى الأكسجين خلال النوم، أو أثناء ممارسة التمارين الرياضية، أو طوال الوقت، وفي الحقيقة لا يستطيع الأكسجين إيقاف تلف نسيج الرئة ولكن تكمن أهميته فيما يأتي:
- تسهيل عملية التنفس وممارسة التمارين الرياضية.
- تقليل ضغط الدم في الجزء الأيمن من القلب.
- تحسين عملية النوم والوضع الصحيّ بشكلٍ عامّ.
- منع أو على الأقل تخفيف المضاعفات التي قد تحدث نتيجة نقص مستوى الأكسجين.
- إعادة التأهيل الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary rehabilitation): تهدف إعادة التأهيل الرئويّ إلى معالجة الأعراض وتحسين الأنشطة اليومية عامةً، ويُركّز برنامج إعادة التأهيل الرئويّ على ما يأتي:
- النشاط الجسديّ لرفع قدرة التحمّل.
- طريقة التنفّس لتحسين فعاليّة الرئتين.
- التغذية الملائمة.
- الدعم والإرشاد.
- شرح الوضع الصحي وتعليم المصاب ما يلزم.
- زراعة الرئة (بالإنجليزية: Lung transplant): قد يكون خيار زراعة الرئة ملائماً لبعض المرضى وغير ملائمٍ لبعضهم الآخر، وعلى الرغم من أنّ زراعة الرئة تُحسّن طبيعة الحياة إلا أنّ القيام بها يترتّب عليه بعض المضاعفات مثل الإصابة بالعدوى (بالإنجليزية: Infection) أو رفض زراعة الرئة (بالإنجليزية: Rejection)، وعليه تجدر مناقشة الطبيب للقيام بالتصرّف المناسب.
- نمط الحياة والوصفات المنزليّة (بالإنجليزية: Lifestyle and home remedies): إنّ المحافظة على جسم سليم وصحيٍّ باتباع نمط حياةٍ صحيٍّ أمرٌ ضروريٌّ لعلاج تليّف الرئة والتكيّف مع المرض، ومن النصائح التي يُوصي بها المختصون ما يأتي:
- الإقلاع عن التدخين: يجدر بالمصابين بتليّف الرئة الإقلاع عن التدخين وتجنّب الجلوس مع المدخّنين، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من البرامج التي تساعد على الإقلاع عن التدخين، وعليه يمكن مناقشة الطبيب بالأمر والعمل بنصائحه.
- الحرص على تناول الغذاء: يفقد المصابون بتليّف الرئة وزناً بشكلٍ غير مقصودٍ بسبب صعوبة تناول الطعام في ظلّ ظروفهم الصحية، بالإضافة إلى كمية الطاقة المبذولة في التنفّس، وعليه يُنصح المصابون بتليف الرئة باتباع نظامٍ غذائيٍّ سليمٍ يحتوي كمياتٍ مناسبة من السعرات الحرارية، مع الحرص على توزيع هذه السعرات على وجباتٍ صغيرة متعدّدة خلال اليوم، وكذلك لا بُدّ من الحرص على الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون وخاصة الدهون المشبعة، والأطعمة المالحة، والأطعمة الغنية بالسكر، مع ضرورة مراعاة تناول الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة، ومشتقّات الحليب منزوعة أو قليلة الدسم.
- الحركة وممارسة التمارين الرياضية: إنّ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحافظ على صحة الرّئتين وتُخفّف التوتّر الذي قد يتعرّض له المصاب، ولكن تجب استشارة الطبيب حول نوعية التمارين الرياضية المسموح بها بالاعتماد على صحة المريض وحالته.
- أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة: إنّ أخذ القسط الكافي من الراحة يُساعد على تخفيف التوتر وأخذ الطاقة اللازمة.
- أخذ المطاعيم الملائمة: تزيد الإصابة بالعدوى من حدة تليّف الرئة وجعل المرض أكثر سوءاً، لذلك يجب على المصاب وأفراد عائلته أخذ مطعوم الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia Vaccine) ومطعوم الإنفلونزا السنويّ (بالإنجليزية: Annual Flu Vaccine)، مع ضرورة تجنّب المناطق المزدحمة في فصل الإنفلونزا.
أعراض تليّف الرئة
تختلف أعراض تليّف الرئة من مريض إلى آخر، وكذلك تتفاوت الأعراض في شدتها وتطورها بين المرضى؛ فقد تكون الأعراض بسيطةً أو متوسطةً في الشدة، وقد تكون شديدةً للغاية، وكذلك قد تتطوّر الأعراض خلال أيام قليلة، أو خلال شهور، أو سنوات. ومن الأعراض التي تظهر على المصابين بتليّف الرئة ما يأتي:
- ضيق التنفّس وخاصةً أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
- السعال المتقطّع الجاف.
- التنفّس السريع والضحل.
- النقصان غير المتعمّد للوزن بشكلٍ تدريجيّ.
- التعب والإعياء العام.
- آلام المفاصل والعضلات.
- تعجر الأصابع (بالإنجليزية: Nail clubbing).
عوامل الإصابة بتليّف الرئة
هناك بعض العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بتليّف الرئة، ومنها ما يأتي:
- التدخين (بالإنجليزية: Cigarette smoking).
- بعض أنواع العدوى الفيروسية (بالإنجليزية: Viral Infection).
- بعض الأدوية والعلاجات الطبية.
- الجينات (بالإنجليزية: Genetics)؛ إذ إنّ معظم الأفراد المصابين بتليّف الرئة غالباً ما يكون هناك فردٌ آخر من عائلتهم مصاب بالتليّف كذلك.
- التعرّض للملوّثات البيئية مثل الغازات، والسيليكا (بالإنجليزية: Silica)، وغبار المعادن الصلبة، والبكتيريا، وغيرها.
- الارتجاع المعدي المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease)؛ إذ يُعاني المصابون بهذا المرض من ارتجاع أحماض المعدة إلى الحلق، وخلال هذه العملية قد يتنفّس المصاب بعض الأحماض فتصل إلى رئتَيه مُلحقةً الضرر بهما.