مرض السل هو أحد أكثر الأمراض المعدية التي عرفها العالم في تاريخه، و يعرف مرض السل أيضاً في بعض الدول باسم مرض الدرن، و هو أحد الأمراض الوبائية التي تنتقل عن طريق الهواء و تصيب الإنسان عندنا يستنشق الهواء الملوث بالفيروس، و يعمل فيروس الدرن مثل عمل فيورس الإنفلونزا من حيث إصابته للجهاز التنفسي، و لكن بإختلاف أن فيروس السل أو الدرن لا تظهر أعراضه مباشرة على المصاب، بل يستقر الفيروس في فترة حضانة طويلة قد تستمر لسنوات في الجهاز التنفسي عند الإنسان في منطقة الرئتين، و يظل كل تلك الفترة هاجعاً ليس بمقدوره تدمير الخلايا و الأنسجة المحيطة به، إلى أن يأتي الوقت الذي تضعف فيه مناعة الإنسان لأي سبب، فيبدأ الفيروس بالتحول من الحالة الخاملة إلى الحالة النشطة و يبدأ في تدمير الخلايا القريبة منه و يتلف الأنسجة المحيطة، و بما أنه يكون في الجهاز التنفسي و الرئتين، تظهر تلك الأعراض واضحة و هي صعوبة التنفس و السعال المصحوب بدم، و يكون المرض في حالة نشطة جداً في تلك الفترة، و ينتقل في الهواء بسرعة شديدة . و يهر مرض السل على المصابين بسبب ضعف المناعة في مراحل الشيخوخة أو عند الأطفال، أو في حالات الإصابة بمرض ما يؤدي إلى إضعاف المناعة، مثل مرض نقص المناعة المكتسبة او الإيدز، حيث تكون دفاعات الجسم غير قادرة على قتل الفيروس المسبب للسل .
و عن إنتشار العدوى يجب العلم أن وجودك في غرفة بها مصاب بالسل لا يجعل منك مصاباً بالعدوى، فقط احرص على غسل يديك جيداً بعد الزيارة و حاول أن تتجنب التعرض للرذاذ او الإتصال الجسدي المباشر مع المريض، حيث لا يدخل الفيروس الجسم من المحاولة الأولى، لذا ينصح بزيارة واحدة إن كانت ضرورية و يستثنى منها كبار السن و الأطفال . و قد ظهرت علاجات لمرض السل منذ منتصف القرن الماضي و قامت العديد من الدول بحملات مكافحة انتشار مرض السل بين سكانها، و لكنه عاود الظهور بعد حدوث طفرة فيه مقاومة للمضادات الحيوية، و لكن بعد ذلك تمت مواجهته و أصبح لا يشكل أي خطر و يمكن التحكم فيه و التخلص منه نهائياً عبر إعطاء العلاج المناسب، هذا بالإضافة إلى ما تقوم به الحكومات من تطعيم الأطفال بجرعات مضادة للعدوى بالسل، حيث يعتبر إبتداءً من مرحلة تسعينيات القرن الماضي في العديد من الدول العربية هو عقد إنتهاء مرض الدرن من التواجد بشكل وبائي و خطر، و قد أسفرت حملات التوعية التي تقوم بها وزارات الصحة بالإضافة إلى حملات التطعيم في زيادة الوعي بخطورة المرض .