الربو القصبي يعد من بين أكثر الأمراض إزعاجا للمريض فهو يؤثر على نوعية الحياةوالراحة والنوم واهم من كل شيىء القدرة على الحركة والجهد والنشاط ذلك لأنّه يصيب الجهاز التنفّسي وبالتالي يؤثر على إمداد الإنسان بالهواء اللازم للحياة وكل وظائفها.
كما هو معلوم يدخل الهواء إلى القصبات أو الشعب الرئوية ومن ثم إلى الحويصلات حيث تتم عملية امتصاص الأوكسجين وتبديل الدّم الذي استهلك هذا الأكسجين بآخر مشبع بالاوكسجين اللازم للحياة وهو الدّم الشرياني الذي يروي كافّة أعضاء الجسم .
عندما تكون القصبات سليمة فهي مرتخيّة وقطرها واسع و خالية من المفرزات المرضية وهذا يسمح لان تتم عملية التنفس الحيوية بشكل سهل ودون عوائق .
أمّا الذي يحدث في الربو فهو القصور في أداء القصبات واهم مايحدث هو تشنج القصبات مما يعيق دخول الهواء وخروجه بسهولة من الرّئة وهذا يحدث الصفير و الوزيز في أصوات التنفس الذي يمكن سماعه بالأذن المجردة لدى مريض الربو .
كذلك يمكن أن يؤدي احتقان جدران القصبات الى تضيقهما وانسدادها كذلك يؤدي تزايد المفرزات البلغمية إلى إعاقة التنفس بنفس الطريقة المذكورة .
سبب هذا الخلل هو الاصابة باحتقان التهابي ترجع اسبابه إما إلى الحساسيّة الإستنشاقية أي الحساسبة من المواد التي يتنفسها الإنسان مع هواء التنّفس ويتحسّس منها الجسم.
وقد يكون السبب ردّة فعل زائدة تجاه بعض المؤثّرات مثل الهواء البارد والملوّثات أو إلى الالتهابات الناتجة عن إصابة الجسم بالجراثيم والفيروسات .
وإذا أردنا ان نبحث اكثر عن كيفيّة حدوث هذا الخلل في وظيفة القصبات فإنّنا نجد ان هناك مواد كثيرة تؤذي الطبقة السطحية المبطنة للقصبات وتسبب سلسلة من التفاعلات تؤدي الى تراكم مواد كيميائية تسبب بدورها حدوث التضيق القصبي المذكور .
لذلك نجد أنّ الأدوية التي تعالج الرّبو تكافح هذه المواد مثل الأدوية المضادة للهستامين او المضادة للويكوترين كذلك هناك الأدوية التي تعالج تشنج القصبات وبالتالي تؤدي الى توسعها أو تللك الطاردة للمفرزات والبلغم وأخيراً تلك المكافحة للإحتقان والالتهاب .
وهكذا نجد أنّ الرّبو القصبي مرض واضح له اسباب متعدّدة وليس سبب واحد ولكنّها كلّها معروفة ويمكن معالجتها بطرق مختلفة حسب نوعها انما يلزمها المثابرة كون الربو هو مرض مزمن ولا يمكن شفاءه بسهولة في فترة قصيرة وقد تبقى بعض الاعراض او تنتكس الشكوى فتعود مرة اخرى بشكل شديد بعد التحسن السابق ,ويجب ان لا يدفع هذا الى الاحباط او الاعتقاد بعدم جدوى العلاج .
اذ أنّ المصاب بهذا المرض المثابر على العلاج والمراقبة الطبية الملائمة يمكن ان يعمل وينام ويقوم بنشاطه اليومي المعتاد بشكل طبيعي .
في الآونة الاخيرة تقدم الطب في مجال أدوية الربو بشكل ملحوظ فقد ظهرت أدوية جديدة وتحسّنت نوعيّة أدوية سابقة كما ظهرت على المستوى العالمي برامج متقنة أحدثت تقدماً جيداً في طرق ونتائج العلاج .