كيف نعالج الزكام

الزكام

يُعتبر الزكام (بالإنجليزية: Common Cold) أكثر أمراض العدوى (بالإنجليزية: Infection) انتشاراً، ويحدث نتيجة الإصابة بعدوى فيروسيّة تُصيب الجهاز التنفسيّ العلويّ (بالإنجليزية: Upper respiratory tract)، ويُعدّ الزكام من الأمراض المُعدية التي يمكن أن تنتقل قبل يومٍ أو يومين من ظهور الأعراض وحتى انتهاء الأعراض عن طريق وصول الرذاذ من الشخص المصاب إلى الآخرين؛ إمّا عن طريق العطاس، أو السعال، أو ملامسة الأسطح الملوّثة بالرذاذ. وقد أشارت مراكز مكافحة الأمراض واتّقائها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) إلى أنّ البالغين عادةً ما يُصابون بالزكام 2-3 مرات سنوياً، بينما يُصاب الأطفال ما يُقارب 12 مرة بالزكام سنوياً، ولعلّ السبب وراء ذلك هو وجود أكثر من 200 نوع من الفيروسات التي قد تُسبّب الزكام، وعليه فإنّ الجسم غير قادر على بناء مناعةٍ ضدّ الأنواع كلّها.

علاج الزكام

يقوم مبدأ علاج الزكام على تخفيف الأعراض والعلامات التي تُرافق المرض، ويجدر التنبيه إلى أنّ استخدام المضادّات الحيوية في علاج الزكام لا يُجدي نفعاً، ولا يجوز استعمالها ما لم تُرافق الزكام الإصابة بعدوى بكتيريّة، ويمكن تقسيم العلاج إلى ثلاث فئاتٍ رئيسيةٍ كما يأتي.

العلاجات الدوائيّة

من العلاجات الدوائية التي تُستخدم في السيطرة على أعراض الزكام ما يأتي:

  • مُسكّنات الألم (بالإنجليزية: Pain relievers): يمكن إعطاء الأدوية المسكّنة للألم مثل الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) لتخفيف ألم الحلق، والصداع، والحمّى (بالإنجليزية: Fever)، ولكن يجدر التنبيه إلى ضرورة أخذ المسكنات باتباع التعليمات المُرفقة بها تجنّباً لحدوث الأعراض الجانبية، وكذلك يُنصح باستعمال المسكّنات لأقصر فترة زمنية ممكنة. وتجدر الإشارة إلى وجود بعض المحاذير لاستخدام بعض المسكّنات في الأطفال، ومثال ذلك الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)؛ إذ يُمنع استخدامه في الأطفال واليافعين الذين تعافوا من أعراض الإنفلونزا أو أعراض جدري الماء مؤخّراً؛ وذلك لأنّ استخدام الأسبرين في هذه الفئة قد يُسبّب ما يُعرف بمتلازمة راي (بالإنجليزية: Reye’s syndrome) والتي قد تُؤدي إلى الوفاة.
  • الأدوية المُزيلة للاحتقان (بالإنجليزية: Decongestant): يمكن استخدام الأدوية المزيلة للاحتقان في البالغين على شكل بخّاخ (بالإنجليزية: Spray) أو قطرات (بالإنجليزية: Drops)، مع ضرورة الانتباه لعدم استخدامه لأكثر من خمسة أيّام؛ فقد يُسبّب استخدامه لأكثر من هذه المدة عودة الاحتقان من جديد. ويُمنع استخدام هذه الأدوية في من هم دون الستة أعوام.
  • أدوية السعال (بالإنجليزية: Cough medications): يُمنع استعمال أدوية السعال في الأطفال الذين لم يتجاوزوا أربعة أعوام، ويُنصح باتباع التعليمات المرفقة بالدواء عند استعماله في من تجاوزوا السنة الرابعة من العمر.

العلاجات المنزليّة

من الوسائل التي يمكن أن تُزوّد الجسم بالراحة وتُخفّف من أعراض الزكام بعض التدابير المنزلية، ومنها ما يأتي:

  • الإكثار من شرب السوائل مثل الماء، والحساء، والعصائر بما فيها عصير الليمون الدّافئ. ويجدر التنبيه إلى ضرورة الابتعاد عن تناول الكحول والمشروبات التي تحتوي على الكافيين لأنها قد تُسبّب الجفاف.
  • تناول شوربة الدجاج وغيرها من الأطباق الدافئة التي تُخفّف الاحتقان.
  • أخذ قسط من الراحة، وعدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة إذا كان المصاب بعد أخذه للدواء لا يزال يُعاني من الحمّى، أو النّعاس، أو السعال غير البسيط، وبذلك يمكن تجنّب نقل العدوى للآخرين.
  • القيام بالمضمضة باستعمال الماء والملح لتخفيف آلام الحلق؛ وذلك بوضع 1/4 إلى 1/2 ملعقة صغيرة من الملح في 120-240 ملليتر من الماء الدافئ.
  • استعمال محلولٍ ملحيّ على شكل قطرات تُوضع في الأنف بغرض تخفيف الاحتقان، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا المحلول يمكن استخدامه حتى في الأطفال.

العلاجات البديلة

لا تزال الدراسات قائمةً على معرفة دور العلاجات البديلة في علاج ومحاولات تجنّب الإصابة بالزكام، ومن العلاجات البديلة فيتامين ج (بالإنجليزية: Vitamin C)، ونبات القنفذية (بالإنجليزية: Echinacea)، والزنك (بالإنجليزية: Zinc).

أعراض الزكام

غالباً ما تظهر أعراض الزكام خلال أيام قليلة من لحظة الإصابة بالعدوى، وعادةً ما تكون الأعراض شديدةً في أول يومين أو ثلاثة أيام من ظهورها، وتستمرّ الأعراض في الغالب من 7 إلى 10 أيام، ولكن قد تستمرّ لفترة أطول في الأطفال الذين هم دون الخامسة من العمر فتصل إلى 10-14 يوماً، ومن أهمّ الأعراض التي تظهر على المصابين بالزكام السعال، والعطاس، والتهاب الحلق (بالإنجليزية: Sore Throat)، واحتقان الأنف أو سيلانه، بالإضافة إلى المعاناة من بحة الصوت والتعب العام. بالإضافة إلى ذلك قد يُعاني المصاب من بعض الأعراض على الرغم من عدم شيوعها، ومنها الصداع، وألم في الأذن، وألم العضلات، والحمّى، وفقدان الشعور بالمذاق والشمّ، والشعور بالضغط على العينين والوجه عامةً.

الوقاية من الزكام

في الحقيقة لا يوجد مطعوم (بالإنجليزية: Vaccine) ضدّ الزكام، وذلك بسبب وجود أكثر من 200 نوع من الفيروسات المسببة للزكام كما ذكرنا، ولكن يمكن اتخاذ بعض الإجراءات لتجنّب الإصابة بالزكام ونقله في حال الإصابة به، ومن هذه الإجراءات ما يأتي:

  • تقوية جهاز المناعة بالامتناع عن التدخين، والإكثار من شرب السوائل، وتناول الطعام، والنوم لساعاتٍ كافيةٍ؛ وذلك لأنّ الجهاز المناعيّ القويّ يُعدّ أفضل طريقة للدفاع عن الجسم ضد مختلف أنواع الميكروبات المسببة للعدوى بما فيها الزكام، ومن الجدير بالذكر أنّ الجهاز المناعيّ القويّ لا يمنع الإصابة بالعدوى، ولكن يُعجّل الشفاء فور الإصابة.
  • الحدّ من التعامل مع المصابين بالزكام وعدم مشاركتهم المناشف والمشروبات، والحرص على غسل اليدين بشكل جيدٍ ودوريّ؛ إذ إنّ الفيروس المُسبّب للزكام يبقى حيّاً بالرذاذ الواصل للأشياء لمدة تقارب الساعتين، وعليه فيجب غسل اليدين بعد الإمساك بالنقود أو الأشياء المشتركة مع المصابين.
  • تغطية الفم والأنف بمنديلٍ عند العطاس أو السعال، وذلك لأنّ الرذاذ قد يصل إلى ما يُقارب 3-4 أمتار.