الزكام
تُعد عدوى الجهاز التنفّسي العلوي من الأمراض التي يشيع حدوثها في فصل الشتاء، حيث تتسبب فيروسات مختلفة يزداد انتشارها مع ازدياد برودة الطقس بالإنفلونزا (بالإنجليزية: Flu)، والزّكام أو ما يعرف بالرشح (بالإنجليزية: Common Cold)، والتهاب الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinusitis)، وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي. ويعد الزكام من أبسط هذه الأمراض على الرغم من الإزعاج الذي يسببه للمريض. ويتركّز علاج الإصابة بفيروس الزكام على أخذ قسط كافٍ من الراحة، وتدفئة جو الغرفة، وتناول كمية أكبر من الماء والسوائل.
وينتقل الفيروس المسبب للزكام من شخص إلى آخر عن طريق ملامسة إفرازات المصاب الأنفية أو الفموية، وذلك بالعطاس، أو السعال، أو ملامسة أغراض الشخص بعد تعرّضها لرذاذه.
كيفية التخلص من الزكام
يتضمّن علاج الزكام، إلى جانب أخذ قسط وافر من الراحة، القيام بأمور بسيطة وتناول بعض الأدوية للتخفيف من حدة الأعراض وتسهيل ممارسة الإنسان لأنشطته اليومية، ومن هذه الأمور ما يأتي:
- تناول المشروبات الدافئة: وذلك لتسهيل البلع وللتخفيف من آلام الحلق والاحتقان، حيث ينصح بتناول الشاي الأخضر أو الأسود؛ إذ تساعد هذه المشروبات على تخفيف حدة السعال أيضاً، ويمكن تحلية المشروبات الدافئة بالعسل.
- تناول فيتامين ج: يوجد فيتامين ج (بالإنجليزية: Vitamin C) في البرتقال، واللفت، والبروكلي، وغيرها، ويُعتبر مضاداً للتأكسد، وقد تناولت الدراسات موضوع تناول جرعات عالية من فيتامين ج عند الإصابة بالزكام ومدى فعالية ذلك في التخفيف من الأعراض وتقليل فترة الإصابة، وقد وجدت العديد من هذه الدراسات أنّ تناول جرعة عالية من فيتامين ج يومياً يمكن أن يقلل من فترة الإصابة بالزكام، إلا أنه لا زالت هناك حاجة لإيجاد المزيد من الإثباتات على ذلك. وفي الحقيقة تتحسن الأعراض عند كثير من الأشخاص عند تناول أقراص فيتامين ج بجرعة 1000 ميليغرام، في حين يحتاج البعض الآخر إلى تناول 2000 ميليغرام حتى يشعروا بتحسن. وتجدر الإشارة إلى ارتباط تناول جرعة عالية من فيتامين ج بحدوث الإسهال والغثيان.
- تناول الثوم: يعتقد الكثير من الناس أنّ تناول الثوم (بالإنجليزية: Garlic) مفيد عند الإصابة بالزكام، إلا أن الأبحاث التي تؤيد هذا الاعتقاد مثيرةٌ للجدل وبحاجة إلى مزيد من الإثبات. بالإضافة إلى ذلك، يجد الكثير من الناس أنّ تناول الثوم مزعج بسبب طعمه، ورائحته، ورائحة إفرازات الجسم الناجمة عن تناوله.
- تناول حساء الدجاج: يساعد تناول حساء الدجاج على الشعور بتحسن كبير، حيث يساعد البخار المتصاعد على فتح مجرى التنفس وتقليل الاحتقان، كما وجدت الدراسات أنّ حساء الدجاج يحتوي على الكثير من العناصر الغذائية المفيدة للجسم، والتي تمد الجسم بالطاقة، وقد تقاوم الالتهاب.
- الغرغرة بمحلول ملحي دافئ: يتم تحضير المحلول الملحي بإذابة نصف ملعقة صغيرة من ملح الطعام في كوب من الماء الدافئ، وتساعد الغرغرة بهذا المحلول على تلطيف الحلق وتسهيل البلع.
- رفع الرأس عند النوم: وذلك بإضافة وسادة لتقليل احتقان مجرى الأنف.
- استخدام مراهم المنثول: يساعد المنثول (بالإنجليزية: Menthol) على التقليل من احتقان الأنف، وتخفيف حدة السعال الجاف، وتلطيف الحلق، ولكن يُمنع استخدام المنثول للرضّع.
- استخدام بخاخات الأنف المكونة من المحاليل الملحية: إذ تعمل هذه المحاليل على فتح الأنف وتقليل الاحتقان.
- تناول المكملات الغذائية المحتوية على الزنك: لا تزال الأدلة التي تثبت فعالية الزنك في تخفيف حدة أعراض الزكام وتقليل فترة الإصابة به بحاجة إلى المزيد من الدعم والإثبات.
- استخدام أجهزة التبخير وتعديل درجة حرارة الغرفة: يساعد البخار الدافئ على فتح الأنف وتقليل الاحتقان.
- تناول أدوية السعال: تشدد المؤسسة العامة للغذاء والدواء (FDA) على عدم إعطاء أدوية السعال للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات؛ فقد تتسبّب هذه الأدوية بحدوث أعراض جانبية خطيرة في هذه الفئة العمرية.
- تناول الأدوية المسكنة للألم: يمكن تناول المسكنات البسيطة مثل الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) للتخفيف من الآلام المرافقة للزكام عامةً، ويجدر التنبيه إلى عدم استخدام الأسبرين في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أعوام، وكذلك يُمنع استخدام الأسبرين في الأطفال واليافعين الذين تعافوا حديثاً من جدري الماء (بالإنجليزية: Chickenpox) أو من أعراضٍ تُشبه أعراض الإنفلونزا؛ وذلك لارتباط استخدامه باحتمال حدوث متلازمة راي في هذه الفئة.
أعراض الزكام
تستمر الأعراض التي ترافق الإصابة بفيروس الزكام لمدة تتراوح عادةً بين أسبوع وعشرة أيام. ويبدأ ظهور هذه الأعراض عادةً بعد يومين إلى ثلاثة أيام من انتقال العدوى، وتختلف باختلاف نوع الفيروس المسبب، واستجابة الجسم، ودرجة المقاومة. ومن هذه الأعراض:
- سيلان أو احتقان الأنف.
- ألم في الحلق.
- السعال.
- الصداع.
- ارتفاع بسيط في درجة الحرارة.
- الشعور بالإرهاق والتعب.
- العطاس.
- ألم في الأذن.
- تدميع العينين.
- فقدان الشهية.
تتشابه أعراض الزكام التي تظهر على الرضع والأطفال مع تلك التي تظهر على البالغين، ويمكن أن يزداد بكاء الرضيع وأن تقل شهيته أيضاً عند الإصابة بالعدوى.
الفرق بين الزكام والإنفلونزا
تختلف الإنفلونزا عن الزكام في العديد من الجوانب وخاصةً فيما يتعلق بظهور الأعراض، وشدتها، وارتفاع درجة الحرارة، والحاجة إلى مراجعة الطبيب. إذ تظهر أعراض الزكام عادةً بشكل تدريجي، وتكون أقلّ حدةً، ولا ترتفع درجة الحرارة عند الإصابة به بشكل كبير. أما بالنسبة للإنفلونزا، فتظهر الأعراض بشكل أسرع وأكثر حدة، وتستمر الإصابة بالإنفلونزا من أسبوع إلى أسبوعين.
الزكام والمضادات الحيوية
كما ذكرنا فإنّ الفيروسات هي الكائنات الحية الدقيقة المسؤولة عن الإصابة بالزكام، وبما أنّ المضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antbiotics) فعالة في مواجهة العدوى البكتيرية، فإن أياً من هذه المضادات لن يكون فعالاً عند الإصابة بالزكام. بالإضافة إلى ذلك؛ إنّ استخدام المضادات الحيوية دون الحاجة إليها يؤدي إلى زيادة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotic Resistence).