ميّز الله عزوجل الإنسان عن باقي المخلوقات بالعقل ليفكّر به، لكن هذا العقل لا يكفي وحده دون وجود وسائل تجعله يتواصل ويشعر بالعالم المحيط به، فمن نعم الله علينا بأنّه جعل لنا الحواس الخمس لنشعر بكل ما يجري حولنا، فيرى الإنسان الأشياء بعينيه، ويسمع بأذنيه، ويتذوّق الأشياء بلسانه، ويلمس الأشياء عن طريق حاسة اللمس، كما يشم الروائح عن طريق أنفه.
الأنف مهم جداً بالنسبة للإنسان فبالإضافة إلى استشعاره للروائح في البيئة المحيطة فهو جزء مهم من الجهاز التنفسي كونه المنفذ لدخول الأكسجين إلى الجسم، والأنف هو عضو الشم، لإحتوائه على الظهارة الشمية في داخله، كما يعد جزء مهم جداً من الجهاز التنفسي لأنّه أكثر منفذ يستطيع إدخال الأكسجين إلى الرئتين، ويقع الأنف في منتصف الوجه فوق الحنك الصلب وبين الوجنتين، وينقسم الأنف إلى قسمين:
- قسم خارجي ويدعى بالأنف الظاهري.
- قسم عميق ويدعى بجوف الأنف.
أما بالنسبة للفتحتين الموجودتين في أسفل الأنف فإنهما تدعيان بالمنخرين، ويعتبر التنفس عن طريق الأنف أفضل من التنفس عن طريق المنفذ الآخر ألا وهو الفم، وذلك لأن الأنف ينظف وينقي الهواء الداخل إلى الرئتين، ويعمل الأنف أيضاً على ترطيب الهواء، كما يحتوي على نهايات عصبية ونهايات للأوردة والشرايين التي تعمل على تدفئة الهواء قبل دخوله إلى الرئتين، ويستطيع الأنف إيصال الروائح إلى الدماغ لمعرفتها وتمييزها عن طريق العصب الشمي الموجود في نهاية الأنف.
فحتى يستطيع الأنف القيام بوظائفه على أكمل وجه، فلا بدّ أن يحتوي على وسائل لتنظيف الهواء الداخل إلى الرئتين، وذلك لأنّ الهواء حولنا مليء بالملوثات والغبار فإذا دخلت هذه الملوثات والغبار إلى الرئتين فإنها ستسبب الكثير من المشاكل في الجهاز التنفسي، فما هي وسائل الدفاع المتوفرة في الأنف للحفاظ على نظافة الهواء الداخل إلى الرئتين؟.
يحتوي الأنف على نسيج يفرز المخاط يدعى النسيج المخاطي، ويتسم هذا النسيج بتنوعه عبر تجاويف الأنف، بحيث يكون في المنطقة الأمامية من الأنف جافاً وسهل التقشير مع وجود أهداب طويلة معه مهمتها منع الجزيئات الكبيرة والأوساخ الداخلة إلى الأنف مع الهواء، وتكون المنطقة العلوية محتوية على أهداب كثيفة مع وجود خلايا خاصة بالشم فيها.
أما بالنسبة للمنطقة السفلية فإنها تحتوي على بعض الخلايا المهدبة إضافةً إلى الكثير من الخلايا التي تفرز مادة مخاطية هلامية، ووظيفة هذه المادة المخاطية تشكيل طبقة تعمل على امتصاص الغازات والجزيئات الصغيرة التي تحتك بها، وبعد ذلك تعمل الأهداب على تحريك هذه الطبقة المشبعة بالأوساخ والغازات السامة وطرحها نحو الفم، ومن الجدير بالذكر أنه عند استنشاق الغازات السامة قد يتم إلحاق الضرر بالخلايا المخاطية مما يؤدي إلى إتلافها، لكن لهذه الخلايا القدرة على التجدد خلال ساعات.
من كل ما سبق نستنتج أن وسائل الدفاع المتوفرة في الأنف هي:
- النسيج المخاطي.
- الشعيرات .
- الأهداب.