الربو: هو مرض مزمن يصيب الجهاز التنفسي، ويظهر على شكل التهاب يصيب المجاري التنفسيّة التي تقوم بوظيفة نقل الهواء إلى الرئتين، وهذا الالتهاب يؤدّي إلى تورّم هذه المجاري وتحسّسها، وضيق حجمها، وتظهر أعراض الربو الشائعة والمعروفة على الشخص؛ بسبب إصابته بهذا الالتهاب، ومن هذه الأعراض: السعال، وضيق التنفّس الذي يصاحبه أحيانًا صوت صفير يخرج من الصدر، وألم وضيق في الصدر، وغير ذلك.
يُسمّى الربو باسم آخر، وهو: (الأزمة)، وهذا الاسم هو الاسم الشائع لهذا المرض عند عامّة الناس، ويُسمّى الربو في اللغة الإنجليزية: (Asthma)، وهذه الكلمة هي كلمة يونانيّة الأصل. ويُعَدُّ مرض الربو من الأمراض الشائعة جدًا، والمنتشرة بكثرة، وبخاصّة عند الأطفال؛ إذ يعاني منه ملايين الناس في العالم، والسبب في شيوعه بين الأطفال أكثر من البالغين هو صِغَر حجم المجاري التنفسيّة عند الأطفال، فمن المعروف أنّ المجاري التنفسيّة عند الأطفال أصغر حجمًا من المجاري التنفسيّة عند البالغين، فالمجاري التنفسيّة الصغيرة الحجم هي من العوامل المساعدة في الإصابة بمرض الربو.
إنّ معرفة الأسباب والعوامل التي تؤدّي إلى الإصابة بالربو، والقيام بتجنبها، والابتعاد عنها، هي من أفضل طرق الوقاية من مرض الربو، ومن الأسباب والعوامل التي تؤدّي إلى الإصابة بالربو: استنشاق الهواء الملوّث بمختلف أنواع الملوثات، مثل: دخان المصانع، ودخان وسائل النقل المختلفة، ودخان السجائر، الذي يمكن استنشاقه بشكل مباشر من خلال تدخين السجائر، أو بشكل غير مباشر من خلال مجالسة المُدخّنين، أو الوقوف بالقرب منهم، واستنشاق الدخان الصادر من سجائرهم، وهذا ما يعرف بـ (التدخين السلبي)، أو (التدخين غير المباشر).
ومن الأمور الأخرى التي يمكن أن تؤدّي إلى الإصابة بمرض الربو: استنشاق الغبار المتطاير، مثل: الغبار المتطاير الناتج عن العواصف الغباريّة التي تصيب بعض المناطق، واستنشاق غبار الطلع؛ فهذا الغبار قد يؤدّي إلى الإصابة بنوبة الربو، والتعرض لبعض المواد الكيميائيّة المهيجة، وقد يؤدّي التعرض لوبر بعض الحيوانات إلى الإصابة بنوبة الربو، وفي بعض الأحيان قد تؤدّي بعض العوامل النفسية إلى الإصابة بنوبة الربو، مثل: التوتر، والقلق.
إنّ تجنّب الأسباب والعوامل السابقة هو أفضل وقاية من مرض الربو، ولكن في بعض الحالات قد يُصاب الإنسان بالربو مع أخذه بكلّ التدابير الوقائية، وفي هذه الحالة قد يكون السبب في الإصابة بالربو هو العامل الوراثي، فإذا كانت عند أحد الأشخاص عائلة يعاني بعض أفرادها من مرض الربو، فإنّه من المحتمل أن يصاب هو الآخر بهذا المرض.