ما علاج البلغم عند الرضع

البلغم

يُعرف البلغم بأنّه مادّة مُخاطيّة تتكوّن من خلايا وموادّ أُخرى تُنتجها المجاري الهوائيّة للجهاز التنفسيّ. يختلف البلغم عن اللّعاب؛ فاللُّعاب مادّة تَنتج في الفم وتُساعد في الهضم.

البلغم لدى الرُضّع

يتعرّض الطّفل الرّضيع للبلغم حاله كحال البالغين. عندما يُعاني الطّفل الرّضيع من البلغم ويكون ناجماً عن التعرّض لنزلات البرد وغيرها من الأسباب، فإنّ الطّفل الرّضيع نادراً ما يستطيع إخراج البلغم من الفم مثل الكبار، لهذا يضطرّ الطّفل لبلع هذا البلغم. وعلى الرّغم من أنّه لا يوجد خطورةٌ كبيرة من ذلك، إلا أنّه يُفضّل مُساعدة الطّفل على إخراج البلغم خارج الجسم.

أنواع السّعال لدى الرُضّع

يُقسم السّعال إلى قسمين بناءً على إنتاج البلغم، وهما السُّعال الرّطب والسّعال الجافّ؛ السّعال الرّطب هو ذلك السّعال الذي يُنتج البلغم، وقد يكون البلغم هابطاً للحلق من الأنف أو الجيوب الأنفيّة، أو صاعداً من الرّئتين. هذا النّوع من السّعال يجب عدم كبته؛ فهو يُصفّي الرّئتين من البلغم. وتتضمّن أسباب السُّعال الرّطب ما يأتي:

  • بعض الالتهابات الفيروسيّة: فمن الطبيعيّ أن يُصاب الرّضيع بسُعال رطب مع نزلات البرد، وعادةً ما ينجم السُّعال في هذه الحالة عن تصريف البلغم في خلفيّة الحلق.
  • التهابات الرّئة والمَجرى التنفسيّ العلويّ: فهي قد تُسبّب السُّعال؛ فالسُّعال الرّطب قد يكون عرضاً لذات الرّئة، أو التهاب الجيوب الأنفيّة، أو السّل أو غير ذلك.
  • الأمراض الرئويّة المُزمنة: فالسُّعال الرّطب قد يكون إشارةً على أنّ المرض يتفاقم، أو أنّ الرّضيع مُصاب بالتهاب آخر.
  • الارتجاع المعديّ المريئيّ: فهذا المرض قد يُسبّب سُعالاً رطباً يوقظ الرّضيع من النّوم.
  • الإفرازات الأنفيّة التي تهبط إلى خلفيّة الحلق.

أمّا السّعال الجاف فهو لا يُسبّب البلغم، وقد يظهر في نهايات التعرّض لنزلات البرد، أو بعد التعرّض لمُثير ما، من ذلك دخان السّجائر والغبار.

هناك العديد من الأسباب التي تُفضي إلى السّعال الجافّ، منها ما يأتي:

  • بعض الالتهابات الفيروسيّة: فبعد نزلات البرد قد يستمرّ السّعال الجافّ لعدّة أسابيع بعد زوال الأعراض الأُخرى، وعادةً ما يزداد سوءاً في اللّيل.
  • التشنّج القصبيّ: فهو يُفضي إلى السّعال الجافّ خصوصاً في اللّيل.
  • الحساسيّة والتعرّض للغبار والمواد الكيماويّة.
  • الرّبو البسيط: فالسّعال الجافّ يُعدّ علامةً عليه.

أسباب حدوث البلغم عند الرُضّع

ينجم البلغم لدى الرُضّع عما ياتي:

  • التهابات الجهاز التنفسيّ النّاتجة عن البكتيريا، منها التهاب ذات الرّئة؛ حيث يحتوي البلغم على خلايا دم بيضاء تُحارب الجراثيم.
  • الإنفلونزا ونزلات البرد.

طرق العلاج والتّخفيف من البلغم والسّعال لدى الرُضّع

تتضمن هذه الطرق ما يأتي:

  • استعمال المحلول الملحيّ للرّضيع؛ فإن كان لديه الكثير من البلغم والمُخاط فسوف يجد صعوبةً في التنفّس والنّوم والأكل. يُخففّ المحلول الملحيّ من سماكة البلغم، ويُقلّل من انتفاخ المجرى الهوائيّ.
يتمّ تحضير المحلول الملحيّ في المنزل؛ حيث يتم وضع ذرّات من الملح في كأس من الماء النّقي، كما يُمكن شراء هذا المحلول مع القطّارة من الصيدليّات، ويتم التّقطير بأنف الرّضيع مرّتين لثلاث مرّات في اليوم، وأكثر من ذلك قد يُؤذي أنفه.
  • إعطاء الرّضيع كميّات إضافيّة من السّوائل تزيد عن المُعتاد؛ فالسّوائل تُخفّف من سماكة البلغم، ممّا يجعل الرّضيع يخرج البلغم عبر السُّعال بسهولة. ويُذكَر أنّ معظم المشروبات، منها الماء والعصير، تُعدّ جيّدة لهذه الحالة. كما أنّ المشروبات الدّافئة، منها حساء الدّجاج، تُساعد على التّخفيف من ألم الحلق. ويُشار إلى أنّه يجب التأكّد من إعطاء الرّضيع المشروبات الدّافئة وليس السّاخنة. أمّا الرُضّع تحت سن 6 أشهر فيجب أن يحصلوا على حليب الأم أو الحليب الصناعيّ فقط، وليس الماء أو العصير. لكن بإمكان الأم إرضاع الطفل (سواء طبيعيّاً أو صناعيّاً) بكميّات أكثر من المُعتاد إن كان مُصاباً بالسّعال.
  • حمل الطّفل بوضعيّة الوقوف مع وضع الرّأس على الكتف مع الطّبطبة على الظّهر لمُساعدة الطّفل على التخلّص من البلغم.
  • استخدام الأجهزة اليدويّة البسيطة الموجودة في الصيدليّات، والتي تعمل على شفط البلغم عن طريق الأنف. للحصول على نتائجَ مُرضيةٍ يُفضّل التّقطير بكل فَتحة أنف نقطتين من المحلول الملحيّ، ومن ثمّ يُترك لمدّة دقيقة داخل الأنف.
  • وضع وسائدَ إضافيّةٍ تحت رأس الرّضيع ليتسنّى له التنفّس بسهولة. يُنصَح بوضع وسادةٍ أو منشفةٍ مطويةٍ تحت رأس الرّضيع لعمل زاوية تُساعده على التنفّس عبر رفع رأسه.
ويُذكَر أنّه من المُمكن أن يُصاب الرّضيع ببعض المَغص جرّاء إبتلاعه للبلغم، فلا داعي للخوف، حيث إنّ الرّضيع لا يستطيع التخلّص من البلغم أثناء الرّضاعة الطبيعيّة.

حالات تستدعي استشارة الطّبيب

إن لم يتحسن السّعال لدى الرّضيع بعد نحو أسبوع واحد يُنصح باستشارة الطّبيب، وإن وجد صعوبة في التنفّس خلال ذلك، فيجب أخذه إلى المستشفى. أما بشكلّ عام فتجب استشارة الطّبيب إن كان الرّضيع المُصاب بالسّعال يقلّ عمره عن 6 أشهر أو لديه أيّ ممّا يأتي:

  • تنفسه أسرع من المُعتاد.
  • يسعل بلغماً ذا لون أصفر أو أخضر أو مصحوباً بدم.
  • لديه صفير في التّنفس.
  • لديه مرض مُزمن، كأمراض القلب والرّئتين.
  • يسعل بقوّة لدرجة أنّه يتقيّأ مع السّعال.
  • لديه ارتفاعٌ في درجات الحرارة.