مرض الإيدز
تُعتبر متلازمة نقص المناعة المكتسبة (بالإنجليزية: Acquired immunodeficiency syndrome) والمعروفة بالإيدز مرضاً مزمناً يُصاحب المصاب طيلة حياته حتى وإن خضع المصاب للعلاج، ويُعدّ هذا المرض المرحلة الأخيرة من مهاجمة فيروس نقص المناعة جسم الإنسان، إذ يُهاجم هذا الفيروس في الغالب الخلايا التائية من جهاز المناعة مُسبّباً نقصاً حاداً في عددها، ومن الجدير بالذكر أنّ الخلايا التائية تقوم بمواجهة مختلف أنواع الأمراض والعدوى التي من الممكن أن يتعرّض لها الإنسان في حياته، وحدوث نقصٍ في عددها يُعرّض المصاب للعدوى بأنواعها بما فيها العدوى الانتهازية (بالإنجليزية: Opportunistic Infections) وكذلك العدوى المرتبطة بالسرطانات، وغير ذلك من الأمراض.
أعراض مرض الإيدز
يُعتبر الإيدز المرحلة الثالثة من مراحل الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة والتي يصل فيها عدد الخلايا التائيّة إلى ما دون المئتَي خلية، وغالباً ما يصل المصاب مرحلة الإيدز بعد مرور عشر سنوات على إصابته بفيروس نقص المناعة المكتسبة، ومن الأعراض والعلامات التي تظهر على المصاب في هذه المرحلة ما يلي:
- التعرّق الليليّ الشديد.
- الإسهال المزمن.
- تقرّحات الفم الدائمة.
- التعب الشديد غير المبرّر.
- نقص الوزن.
- الطفح الجلديّ.
- تضخّم العقد اللمفاوية في أصل الفخذ والرقبة.
- الحمّى المتكررة، والتي غالباً ما تستمر أكثر من 10 أيام.
- ضيق التنفس.
- الرّضوض (بالإنجليزية: Bruises) ونزف الدم غير المبرر.
- عدوى الخميرة (بالإنجليزية: Yeast Infections) في المهبل، والفم، والحلق.
تاريخ مرض الإيدز
يعتقد الكثير من العلماء أنّ ظهور الإيدز مرتبطٌ بحادثة صيد الشمبانزي في عام 1956، إذ يظنّون أنّ هذا المرض قد انتقل إلى الإنسان من القرود في بداية القرن العشرين، ومن الجدير بالذكر أنّ أول ظهورٍ للإيدز كان في قارة أفريقيا، وبانتقال المرض جنسياً وصل المرض إلى مختلف مناطق العالم، وفي عام 1981 لاحظ أطباء الولايات المتحدة الأمريكية ظهور شكلٍ جديدٍ من العدوى والسرطانات في بعض الذكور الذين لا يزالون في مقتبل العمر، وتجدر الإشارة إلى أنّ أغلب هؤلاء الذكور هم من فئة الشواذّ جنسياً، ولكن لا ينفي ذلك احتمالية انتقاله في حال ممارسة الجنس بين الرجل والمرأة، إذ إنّ الولايات المتحدة الأمريكية قد سجلت في الوقت الحالي ما يقارب 27% من حالات الإيدز الناجمة عن ممارسة الجنس بين الرجل والمرأة، ولعلّ استخدام الحقنة ذاتها لأكثر من شخص قد ساعد بشكل كبير في انتشار هذا المرض، وكذلك فإنّ عمليات نقل الدم دون إجراء فحصٍ يكشف وجود الفيروس ساهم في نقل الفيروس بنحوٍ كبيرٍ طيلة العقود الماضية، وبهذا غدا المرض منتشراً في مختلف بقاع الأرض ويُعاني العالم في الوقت الحاليّ من ثمن انتشاره؛ إذ يموت حوالي 1.5 مليون شخص سنوياً بسبب الإيدز، نصفهم من النساء و240000 منهم من فئة الأطفال.
طرق انتقال الإيدز
ينتقل فيروس الإيدز من خلال ملامسة سوائل جسم المصاب للغشاء المخاطيّ (بالإنجليزية: Mucus Membrane) للآخرين، ويتواجد الغشاء المخاطيّ في المستقيم (بالإنجليزية: Rectum)، والمهبل (بالإنجليزية: Vagina)، وفتحة القضيب الذكريّ (بالإنجليزية Penis)، والفم، ويمكن لفيروس نقص المناعة أن ينتقل من خلال وصول دم المصاب إلى دم الآخرين إمّا عن طريق حقن الأدوية أو خلال عمليات نقل الدم، وكذلك ينتقل الفيروس من الأم إلى طفلها خلال الحمل، أو الولادة، أو الرضاعة، وتجدر الإشارة إلى عدم انتقال الفيروس عن طريق المصافحة، أو العناق، أو مشاركة أطباق الطعام، ويمكن القول أنّ سوائل الجسم التي يمكن للفيروس أن ينتقل من خلالها هي:
- الدم.
- المني (بالإنجليزية: Semen).
- سوائل المهبل.
- سوائل المستقيم.
- حليب الأم.
علاج مرض الإيدز
في الحقيقة لا يوجد علاجٌ لمرض الإيدز، ولكن هناك بعض الأدوية التي يمكن أن تُسيطر على الفيروس المسبّب له، ولا بُدّ من إعطاء ثلاثة أدوية على الأقل في الوقت ذاته من مجموعتين دوائيتَين مختلفتَين لتحقيق الهدف المنشود، وتجدر الإشارة إلى أنّ المجموعات الدوائية تعمل بأساليب مختلفة على تثبيط عمل الفيروس، ومن المجموعات الدوائية التي تُستخدم في علاج الإيدز ما يلي:
- الأدوية غير النيوكليوزيدية المضادة لإنزيم المنتسخة المعاكس: (بالإنجليزية: Non-nucleoside reverse transcriptase inhibitors) وتعمل هذه الأدوية على تعطيل عمل البروتين الذي يحتاجه فيروس نقص المناعة المكتسبة للتكاثر، ومن هذه الأدوية إيفافيرينز (بالإنجليزية: Efavirenz)، وإيترافيرين (بالإنجليزية: Etravirine)، ونيفاربين (بالإنجليزية: Nevirapine).
- الأدوية النيوكليوزيدية المضادة لأنزيم المنتسخة المعاكس: (بالإنجليزية: Nucleotide reverse transcriptase inhibitors) وتشمل أباكافير (بالإنجليزية: Abacavir)، ومزيج الدوائين تينوفوفير/إمتريسيتابين (بالإنجليزية: Emtricitabine-tenofovir)، وكذلك مزيج لاميفودين/زيدوفودين (بالإنجليزية: lamivudine-zidovudine).
- مثبطات البروتياز: (بالإنجليزية: Protease inhibitors) والتي تقوم بتثبيط بروتين البروتياز الذي يحتاجه فيروس نقص المناعة المكتسبة لنسخ ذاته، ومنها أتازانافير (بالإنجليزية: Atazanavir)، ودارونافير (بالإنجليزية: Darunavir)، وإندينافير (بالإنجليزية: Indinavir).
- مثبطات المدخل: (بالإنجليزية: Entry inhibitors) وتمنع هذه الأدوية دخول فيروس نقص المناعة المكتسبة إلى خلايا المناعة التائيّة، ومنها أنفوفيرتيد (بالإنجليزية: Enfuvirtide) ومارافيروك (بالإنجليزية: Maraviroc).
طرق الوقاية من الإيدز
ينصح المختصون في المجال الطبيّ ببعض الأمور للوقاية من الإيدز، ومن هذه النصائح ما يلي:
- ممارسة الجنس الآمن، ويُنصح باستخدام الواقي الجنسي والمعروف بالعازل (بالإنجليزية: Condom) عند ممارسة الجنس مع شخصٍ يحمل فيروس نقص المناعة المكتسبة.
- عدم استخدام المحاقن والإبر المستعملة، وغالباً ما تنتشر هذه المشكلة بين مُتعاطي المخدّرات.
- إذا كان الشخص مصاباً بالإيدز، فعليه أن يمتنع عن التبرع بالدم، ومشاركة الآخرين فرشاة أسنانه، وشفرة حلاقته، وكل الأدوات الخاصة التي قد تحمل أيّاً من سوائل جسمه.
- يجب على الأم الحامل المصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة تناول العلاج الملائم خلال فترة حملها، وكذلك تُمنع من إرضاع طفلها رضاعةً طبيعيّة.