يجب أن يدرك الشّخص العقيم أنّ الأمور كلّها بيد الله تعالى ، و أنّ ما يقضيه الله تعالى للإنسان هو خيرٌ له في دنياه و آخرته ، فقد يكون في علم الله تعالى أن لو منح شخصاً ذريّة و بنيناً فإنّهم سيكونون وبالاً عليه و قد يكونون فتنةً له كما قال الله تعالى في سورة الكهف في قصّة موسى عليه السّلام مع الرّجل الصّالح الذي مرّ بغلامٍ فقتله ، ( فخشينا أن يرهقهما طغياناً و كفرا ) ، و قد تقرّرت مشيئة الله سبحانه و تعالى في مسألة منح الذّرية حيث قال تعالى (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير ) ، فالمنح و الحجب هو من أمر الله سبحانه و تعالى وقضائه ، و قد يكون منع الذّريّة عن إنسان ابتلاءً له و امتحان ، فإذا صبر كان له عند الله الأجر العظيم ، ففي الحديث عمّن أصابه الله بابتلاءٍ بفقد بصره ، حيث قال صلّى الله عليه و سلّم من فقد حبيبتيه أي عينيه ثمّ صبر لم أجد له عوضاً إلا الجنّة ، فالعقم بلا شكٍّ هو نوعٌ من أنواع الابتلاء و الذي يصبر عليه يحتسب الأجر عند الله تعالى .
و تتعدّد أسباب العقم عند الرّجال ، فقد تكون نتيجة الأمراض التي تنتج عن التهابات الجهاز التّناسلي مثل التهاب البروستاتا ، و قد يكون العقم بسبب قلّة عدد الحيوانات المنويّة أو خمولها بحيث لا تستطيع الوصول إلى البويضة لإخصابها ، و قد تكون بسبب العادات السّلوكيّة السّيئة في الحياة مثل لبس الملابس الضّيقة أو بسبب السّمنة الزّائدة عن الحدّ ، و هناك العقم عند النّساء و تتعدّد أسبابه كذلك .
و لكي يعرف الإنسان هل هو عقيمٌ أم لا ، عليه أن يراجع الطّبيب ليقوم بفحص السّائل المنوي للتّأكد من كمّيته و عدد الحيوانات المنويّة ، و كذلك معرفة عدد و نسبة الحيونات المنويّة غريبة الشّكل التي يجب أن لا تزيد عن 40% من نسبة الحيوانات المنويّة بمجملها ، و يتعرّف الطّبيب كذلك على تاريخ المرضيّ لمعرفة فيما إذا كان أصيب بالتهابات أو مرضٍ مزمنٍ في حياته .
و هناك طريقةٌ ذاتيّةٌ لمعرفة وجود العقم من عدمه حيث تستخدم رقاقةٌ الكترونيّة لتحديد كثافة السّائل المنويّ ، و قد يستخدم الإنسان هذه الطّريقة في بيته و لا تستغرق إلا ثواني معدودة .