عرف العالم المعاصر أوّل حالةٍ من حالات مرض الإيدز عام 1981م، وكانت هذه البداية هي مقدّمة لسلسلة من الحالات المستعصية لهذا المرض الّتي راقبها العلماء ودرسوها دراسةً حثيثةً للتّعرف على أسباب هذه المرض، والتّعرف على طبيعة الفيروس المسبّب له، والبحث في سبل الوقاية منه وعلاجه، فالإيدز وهو مرض العصر الحديث انتشر بشكلٍ كبير في عددٍ من البلدان وأصله نوعٌ من الفيروسات الخبيثة الّتي تهاجم جهاز المناعة في الجسم؛ حيث تعمل على تدميره ليبقى الجسم فريسةً سهلةً للعدوى والمرض من كلّ جانب، لذلك يسمّى هذا المرض بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة.
وإنّ هذا الفيروس له خصائصٌ عجيبةٌ تمكّنه من التّمحور والظّهور في أشكالٍ جديدة باستمرار بحيث يشلّ نشاط خلايا الجسم المناعيّة ويفقدها تأثيرها، ولا يخفى على أحد أهميّة جهاز المناعة في الجسم في إنتاج الأجسام المضادّة التي تشكّل سلاح الرّدع لدى الجسم ضد الأنواع المختلفة من الفيروسات والبكتيريا التي تأتي من خارج الجسم ومن البيئة المحيطة بالإنسان، فما هي أسباب هذه المرض الخبيث ؟ وكيف ينتقل إلى جسم الإنسان؟، وما هي طرق الوقاية منه ؟
أسباب مرض الإيدز
إنّ أوّل سببٍ من أسباب الإصّابة بهذا المرض هو الاتّصال الجنسي بين حامل الفيروس وإنسان سليم، وإنّ أغلب الحالات تكون نتيجة للاتّصال الجنسي غير المشروع بين الجنسين، أو الاتّصال الجنسي بين الشّواذ الّذين عدلوا عن فطرة الله تعالى الّتي فطر عليها البشر، وقد سجّلت في أمريكا وغيرها من البلدان آلاف الحالات التي كان سببها الاتّصال غير المشروع بين الجنسين، حتّى أصبحت تلك المجتمعات بؤرةً لهذا المرض الخبيث.
ويعدّ كذلك نقل الدّم واستخدام الإبر والحقن من الأسباب الرئيسيّة لهذا المرض الخبيث، فقد ينتقل بسبب عمليّات نقل الدّم بين النّاس، أو عند استخدام حقنةٍ تمّ استخدامها مسبقًا في جسد أحد المرضى الحاملين لهذا المرض، وينتقل مرض الإيدز من خلال مدمني المخدّرات الذين يتناولون العقاقير المخدّرة الملوّثة، وقد ينتقل فيروس الإيدز من الأم إلى جنينها الذي في بطنها في إحدى صور انتقال هذا المرض الخبيث .
وأخيرًا إنّ أفضل علاج لهذا المرض هو الوقاية منه، ذلك بأنّ العلماء قد أجروا آلاف الأبحاث دون الوصول إلى علاجٍ حقيقيّ لهذا المرض، والوقاية تكون من خلال الالتزام الديني والبعد عن أماكن الفجور والمعاصي، وفي الحديث بما معناه (ما ظهرت الفاحشة في قومٍ حتى يعلنوا بها إلّا ظهرت فيهم الأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم) صدق رسول الله .