الإيدز أو ما يُعرف بإسم مرض نقص المناعة المُكتسبة ، يحدثُ عند الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري . و من إسمه فهو يؤثر على مناعة و مقاومة الجسم للأمراض ، و يجعل المُصاب به عُرضةً للإصابة بالتهاباتٍ مُتكررة و أمراضٍ آخرى ثُمَّ وفاة الشخص المُصاب به بعد مُعانة شديدة من نتائج المرض .
تضاربت الآراء حول نشأة هذا المرض ، و يُرَجح البعض أنَّ فيروس نقص المناعة البشري يعود لأصول إفريقية حيث أنَّه مُتحول عن فيروس نقض المناعة الذي يوجود في حيوان الشمبانزي : عن طريق عض هذا الحيوان للبشر أو عن طريق ما يقوم به بعض الناس من ممارسة الجنس مع هذه الحيوانات ، و البعض الآخر يقول أنَّهُ نتج بسبب مؤامرة حيكت من دولةٍ ما حيث أنَّها صنَّعتها في مُختبراتها لغرض القضاء على فئة مُعينة من الناس .
و فيروس الإيدز ينتقل عبر سوائل الجسم من شخصٍ مُصاب لشخصٍ سليم ، إمَّا عن طريق اللٌعاب أو عن طريق الدَّم أو عن طريق إفرازات الجسم المُختلفة ( كالسائل المنوي و الإفرازات المِهبليَّة ) و غيرها .
و طُرق إنتقال العدوى و نشر المرض كما يلي :
1. الإتصال الجنسي سواءً كان الأشخاص شواذ أو أسوياء ، ذلك لأنَّه يمكن أن ينتقل الدَّم بين المُتصلين ، كما تنتقل الإفرازات كالسائل المنوي و الإفرازات المِهبليَّة .
2. نقل الدَّم المُلوث بفيروس الإيدز ، حيثُ أنَّ نقل الدَّم من شخصٍ لآخر أو نقل مُكونات الدَّم المُلوث بفيروس الإيدز يتسبب بإصابة الشخص السليم بهذا المرض . و لذلك لا بُدَّ من فحص الدَّم جيداً قبل نقله من شخصٍ لآخر .
3. عن طريق إستخدام الإبر و الحُقن المُلوثة بفيروس الإيدز ، حيث أنَّ إستخدام الإبر و الحُقن و بالأخص الوريدية منها تُعرض الشخص السليم للإصابة بهذا الفيروس ، و مثال ذلك مُدمني المُخدرات حيثُ يقوم هؤلاء بتكرار إستخدام الإبر فيما بينهم و لمرا مُتعددة ، فتخيل أنَّ شخصاً واحداً منهم مُصاب بهذا الفيروس فكم من شخصٍ آخر سيُصاب .
4. التعرض للوخز بأدوات مُلوثة بفيروس الإيدز ، و هُنا فإنَّ الأطباء و المُمرضين و من يقومون برعاية المريض ، مُعرضون للوخز بأدوات المُصاب بالفيروس عن طريق الخطأ و لذلك لا بُدَّ من أخذ الحيطة و الحذر . و كذلك فإنَّ المرضى الآخرون السليمون من من هذا الفيروس قد ينتقل إليهم عن طريق الأدوات الطبية المُلوثة بالفيروس و الغير مُعقمة جيداً .
5. قد ينتقل فيروس الإيدز من الأم الحامل إلى جنينها إمَّا أثناء الحمل أو أثناء الولادة و حتى عند الرضاعة ، فهُما يتشاركان في السوائل و الغذاء و الدَّم كما أنَّ الجنين مُعرض أثناء الولادة للإصابة بالمرض إذا ما جُرح مثلاً بالأدوات المُلوث أو عن طريق الإفرازات المهبليَّة المُلوثة .
6. قد ينتقل الفيروس عن طريق نقل الأعضاء و الأنسجة من شخصٍ لآخر سليم و هي من النادر حُدوثها لكنها واردة .
و يجدر بنا القول بأنَّ المُصافحة أو مسك الأيدي و العناق ، لا تؤدي لانتقال الفيروس بين الأشخاص .
و أود أن أذكر قصّة حدثت في الثمانينات ، حيثُ أنَّ في تلك الفترة لم يكن معروفاً مرض الإيدز بوضوحٍ بعد لدى العالم و بالأخص لدى الوطن العربي و لم يكن واضحاً بعد كيفية إنتقاله . و في تلك الفترة قامت شركة فرنسية ببيع العامل ( إف – 8 ) و هو من إحدى المكوّنات الموجودة في الدَّم و هو مسؤول عن تخثر الدّم و عادةً ما يستخدمه المرضى المُصابون بالهيموفيليا ( مرض نزف الدَّم الوراثي ) لعددٍ من الدّول و منها العراق و ليبيا و الجزائر ، و كانت هذه الدفعة من العامل ( إف – 8 ) ملوثة بفيروس الإيدز حيث أنّها استخلصت من دَّم أشخاصٍ مصابون به ، و لم يتم تعقيمها جيداً . و تسبّبت هذه الشركة بمقتل العديد من الأشخاص الذين استخدموا هذه الدُفعة و منهم الأطفال ، و لا زال العديد من الأشخاص من عائلات الضحايا و ممن أصيبوا بالعدوى يعانون من تبعات هذا العمل المُخجل و اللأخلاقي .