طريقة النوم الصحية

النوم

نعلم جميعاً أنّ النوم عبارة عن حالةٍ طبيعيّة من الاسترخاء يحتاجها الإنسان الطبيعي في الحياة، وبالطبع يؤدّي أي نقص في معدّل النوم الطبيعي أو التعرّض للحرمان من النوم لعدد ساعات معينة إلى حالة من فقدان الوعي والهلوسة والتوتّر والإرهاق الشديد كما برهنت التجربة فعلياً على ذلك، وقد تصل خطورة هذا الأمر بالإنسان إلى تهيؤات وتصوّرات لأشياء لا تحدث بالحقيقة، أو ضحك من أشياء لا تثير الضحك، وغيرها من توابع الحرمان من النوم.

اليوم نستطرد في حديثنا عن أهمّ المقترحات التي ستساعدك على النوم الصحيح، وما يلزم من أساليب تتّبعها لنومٍ صحيّ وسليم. إنّ النشاط اليومي وأعباء العمل والحركة التي ينوء بها الجسم والتي تعدّ من وظائفه الطبيعيّة أثناء النهار تتعبان الفكر الواعي لدى الإنسان، وعند المساء يرتاح الفكر الواعي من العمل والحركة، ويهيمن العقل اللاواعي على الجسم ليعود في نهار اليوم التالي لحالته الطبيعيّة وعمله المعتاد.

إنّ عملية النوم هي حاجة غريزيّة في الإنسان تحدث تلقائياً وبشكل طبيعي ما لم يخترق نظامها ويؤثّر عليها شيء أو عادة جديدة ما. وتقول الدّراسات إنّك إن كنت تعاني من عادة سيّئة وتريد التوقّف عنها لتصل إلى العادة السليمة المرغوب فيها فعليك أن تقوم بفعل معاكس لهذه العادة التي تريد التخلص منها عدّة مرات إلى أن يحصل ما يسمّى بإحلال العادة الجديدة محلّ العادة القديمة.

مبادئ التعامل مع مشكلة الأرق

إنّ هناك قاعدة أساسيّة لنجاح أي طريقة نلجأ لها عندما نريد أن نحظى بساعات نوم هانئة تقول بأنّ العقل الواعي لا بدّ أن يتجنّب التفكير في النوم ليس فقط عندما تتهيّأ للنوم؛ بل في كلّ الأوقات من النهار؛ حيثُ إنّ زيادة التفكير فيه قد يعقّد الأمر، فتكون بمشكلةٍ واحدة لتصبح باثنتين؛ الأرق والتفكير أو الخوف من الأرق أوالنوم السيء، ومن مبادئ عمليّة النوم السليم:

  • إنّ قلقك في إحدى الليالي لا يعني أنّ هذا نذيراً لمزيد من ليالي أخرى تبقى فيها عرضةً للأرق على الإطلاق، فقط طبّق الطريقة التي تناسبك للنوم، وهيئ الشروط اللازمة والتي سيتأتّى ذكرها في هذه المقالة.
  • الأرق أنواع، فليس هناك داعٍ للخوف من الأرق العارض البسيط، لا تُهوّل الأمور حتى لا تنقلب عليك وتصبح أكثر قلقاً وإثارة.
  • لا يمكن للنوم أن يكون مطارداً البتـّة، دعه ينساب لجفونك بنفسه ولا تلفت انتباهه.

طريقة النوم الصحيّة

  • طريقة العدّ: على الرّغم من أنها قد تبدو غير مقنعة للبعض، إلّا أنّها طريقة مفضّلة للكثيرين وتلقى استحسانهم؛ كأن يقوم أحدهم بعدّ الطيور أو عدّ أرجل الخراف أو حتى العدّ الحسابي المعروف؛ فالأمر متعلّق بشخصيّتك أنت وما يناسبك فعلاً.
  • من الحِيل الممتعة التي نلجأ لاستخدامها عندما يداهمنا الأرق وتقتحمنا الأفكار المزعجة هي توجيه تفكيرنا نحو ذكرياتنا الجميلة المبهجة السعيدة التي نختزنها في غمار ذاكرتنا، ونستطيع استحضارها إلى حيّز الشعور حينما نرغب بذلك، لتدخلنا من جديد إلى نفس الحالة من السرور حالما نسترجعها.
  • من الأمور الباعثة على الاسترخاء وقت النوم هي تدفئة القدمين؛ حيثُ إنّ القدمين الباردتين تُبقيان الإنسان في حالة من التيقّظ والتنبّه بشكل لا يسمح له بمغالبة النوم.
  • التقليل من نسبة الدم في الدماغ؛ لأنّ ذلك يريح الدماغ، ويبقي الأرق بعيداً، وذلك من خلال تناول مشروب ساخن قبل النوم كالحليب أو اللبن مثلاً يساعد في انتقال الدم إلى المعدة، ويسحبه من الدماغ فترتاح وتنام نوماً سعيداً.
  • إنّ حمّاماً ساخناً قبيل النوم يوحي بالنوم إلى مدى كبير، ذلك لأنّ له تأثير على سحب الدم إلى المناطق السفليّة والسطحيّة في الجسم، ليخفّف وطأه عن الرأس. قد يُفضّل البعض أن يأخذ حمّامه الساخن في الصباح الباكر، هنا اختَر ما يناسبك ولا تتردّد بذلك.
  • في كثير من الأحيان يكون سبب أرقنا ليلاً هو استخدام وسادة غير مريحة أو صلبة لا تبعث على راحة الرأس، انتقِ لنفسك وسادةً طريّةً محشوّةً بمواد هشّة أو نباتات معيّنة تستخدم لهذا الغرض تحديداً، أو اصنعها لنفسك فقد تكون علاجاً لسهادك في ساعات الليل المتأخرة.
  • ضوء الغرفة التي تنام بها أيضاً من الأمور التي قد تكون سبباً للأرق؛ فالنوم يتسلّل لأجفاننا كلّما كانت الغرفة مظلمة أكثر؛ لأنّ النور المضيء بعض الشيء يعني أنّ تفكيرك سيكون باتجاه الأشياء من حولك داخل الغرفة، وذلك يستحثّ التفكير بأمور عقليّة ستطرد النوم، ويكون الأرق ضيفك في تلك الليلة. احرص على اختيار لون ودرجة ضوء الغرفة الخاص بك كالأخضر على سبيل المثال.

في الختام عليك بالتجربة كي تكتشف الطرق والوسائل الناجحة والمناسبة لحالتك الخاصّة لإبعاد الأرق عن عينيك، وما إن تهتدي إليها فقم بتطبيقها وممارستها؛ فهي أفضل من أيّ طرق أخرى قد تقوم بها ولا تؤتي ثمارها، ولكن لا تحاول التّفكير في جدواها أو مقارنتها مع غيرها من الطرق، ولا تنس أنّ هناك دوماً فروقاتٍ فرديّة بين الناس في البنية الجسميّة والحالة الانفعاليّة تجعل من ردود الفعل متباينة من فردٍ لآخر.