إنّ النوم غير المنتظم يعد أكثر مظاهر الحياة التي نعيشها اليوم ، و لا يكون النوم غير منتظماً عند وجود الأرق أو النوم المتقطع فقط ، بل كذلك عند النوم لساعات طويلة ، و النوم في فترات مختلفة من اليوم دون وجود ما يبرر ذلك ، و تقليل المدد التي يكون الإنسان فيها مستيقظاً ، بالإضافة إلى إختلال الساعة البيولوجية ، حيث ينام الشخص طوال النهار ليستيقظ و يبدأ يومه من المساء .
و هناك أسباب مختلفة لعدم إنتظام النوم ، و منها حالة النوم لفترات أطول من المعدل الطبيعي ، و قد حدّد الأطباء معدل النوم الطبيعي للشخص البالغ بفترة من خمس أو ست ساعات ، إلى ثماني ساعات يومياً ، و مع التشديد على النوم في الليل قدر المستطاع ، و هناك عدّة أبحاث جديدة تقول بأن نوم القيلولة لمدة نص ساعة في النهار يجدد النشاط و يمنح الجسم الطاقة لمواصلة المهام اليومية بشكل طبيعي .
أمّا عن النوم لساعات طويلة ، فهو يعتبر ظاهرة خاصة بين أوساط الشباب ، و يمكن القول أنّ الأسباب المؤدية للنوم لفترات طويلة خاصّة عند الشباب ترجع بشكل رئيسي إلى التغيرات النفسية و الإحباطات التي يواجهها الشباب العربي في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة ، حيث تؤدي المشاكل المرتبطة بالأعمال و الضغط الحياتي اليومي و عدم وجود أفق للمستقبل إلى حدوث حالة من الإكتئاب لدى صغار السن ، و يؤدّي هذا الضغط أو الإكتئاب إلى حدوث نوع من أنواع الهروب من الواقع ، فنجد أنّ الشباب يقوم بتوزيع وقته بين تصفح مواقع الإنترنت و التعرّف على العالم الإفتراضي بشكل أعمق ، ثم النوم لساعات طويل ، خاصة في فترات النهار حين يكون الجميع مستيقظاً ، و يمكن معالجة تلك المشكلة بتحسين الحالة النفسية لدى الشباب بشكل فردي ، و ينصح بإستشارة طبيب .
و هناك عدّة أسباب أخرى لكثرة النّوم ، منها الإضظرابات الهرمونية ، فعند وصول الشباب و الفتيات إلى مرحلة البلوغ تكثر ساعات النوم بشكل طبيعي ، و يكون ذلك لفترة مؤقتة ، ثم تنتهي تلك الحالة مع انتهاء التغيرات التي تحدث في الجسم بسبب البلوغ . كذلك هناك العديد من الأمراض التي تسبب كثرة النوم ، منها قلة إفراز الغدة الدرقية في الجسم . أيضاً فإن تناول أنواع عديدة من العلاجات تؤدي إلى النوم بشكل كثير كعرض جانبي ينتهي بالتوقف عن تناول الدواء ، و ينصح بقراءة النشرة الطبية قبل استخدام الدواء دائماً .