الأرق
لا يعتبر الأرق مرضاً، ولكنه مجرد اضطراب في البدء في النوم أو حدوث استيقاظ متكرر أثناء النوم في الليل، وقد يكون الأمر مزعجاً حينما يكون الإنسان متعباً ولا يستطع أن ينام نوماً مريحاً، وهذا الأمر يؤثر على نشاطه في الصباح، فهناك كثير من الناس يخلدون إلى النوم يستيقظون في منتصف الليل عدّة مرات، ويعانون بسببه من تقطع النوم والإرهاق الجسدي فيؤثر على أدائهم اليومي، حيث تؤكد بعض الدراسات الطبية أن النساء أكثر معاناة من الرجال ويزداد الأمر تطوراً مع تقدم السن.
يؤدي الأرق إلى تدهور واضح في الانتاج في الوظائف اليومية، فهو يؤثر بشكل نفسي وجسدي وسلوكي، ويؤدي إلى حدوث مضاعفات مرضية كالالتهابات والتعلق بشرب المهدئات والعقاقير مايؤثر سلباً على الصحة، وتعرضهم لأمراض القلب وتصلب في الشرايين، لهذه الأسباب لا يستهان بالأرق وتأتي الأهمية الكبرى لعلاج هذه الحالة العرضية، ويكون الأرق مقسماً إلى فترات يعاني فيها الشخص لفترات معينة؛ فهناك:
- أرق مؤقت يصاب به الإنسان لفترة مؤقتة تكون بين ليلتين إلى ثلاث ليالٍ، ويشكر فيها المؤَرّق بالنعاس الشديد خلال ساعات النهار مما يضعف انتاجيته ويجعله أكثر عرضة لأن يصاب بالاكتئاب النفسي.
- وهناك أرق قصير المدة، يعاني فيه الإنسان من قلة النوم لمدة تترواح بين الأسبوع إلى أسبوعين، وتؤثر أيضاً على الحالة الجسدية والنفسية للشخص.
- ويعاني بعض الناس من الأرق المزمن الذي يتجاوز حد الثلاث أسابيع، مما يجعل الإنسان في حالة قلق وتوتر دائمين.
يجب أن تكون كفاية الإنسان من النوم لا تقل عن خمس ساعات التي يحتاج لها جسم الإنسان لتكفل له الشعور بالنشاط؛ ويعتقد كثير من الناس أن كفاية الإنسان من النوم تكون ثمان ساعات؛ لكن في الحقيقة أنه تختلف حاجة النوم من شخص لآخر.
أرق المسنين
يحدث أرق المسنين أكثر منه عند الفئات العمرية الأخرى، وتحدث بسبب تغيرات نفسية وجسدية وفسيولوجية، فعند النساء سن الأمان تعاني السيدات من توهجات وتعرق يعمل على زيادة إدرارا البول وطرد السوائل من الجسم ما يضطرهم إلى القيام عدة مرات ليلاً للتوجه إلى الحمام، وكثير من الأشخاص عمرهم يبلغ فوق الستين عاماً يتناولون أدوية معينة تؤثر سلبا على النوم والاضطراب في النوم.
أهم أسباب الأرق
هناك أسباب عديدة للتأرّق وقلة النوم ولكنها تتلخص في ثلاث أسباب رئيسة، وهي:
- اضطرابات نفسية، تسبب الاضطرابات النفسية الأرق ولا نعني بذلك أنّ الذي يصاب بحالات الأرق أنّه مريض نفسي ولكن هناك تغيرات في أسلوب الحياة الحديثة التي ينشأ من خلالها ضغوطات في الحياة، ومن هذه الاضطرابات التي تنجم عنها أسباب قلة النوم، الاكتئاب النفسي والقلق والتوتر، وهناك ضغوط عائلية ووظيفية، فبذلك يمكث الشخص فترة طويلة من التفكير على وسادته وكذلك التقطع المتكرر أثناء النوم أو الاستيقاظ مبكراً، وحتى نشوب الضوضاء في الوسط المحيط يعمل على ازعاج النائم وقلقه في النوم.
- سبب عضوي يؤدي إلى اضطراب نفسي أثناء النوم، مثل أصوات الشخير، وأيضاً صعوبة التنفس وضيق مجرى الشعب الهوائية والحساسية؛ وكذلك الإصابة بالحموضة التي تكون من ارجاع الحامض المعدي للمريء، وهناك أشخاص يعانون من موجات النوم العميق التي يعانون من خلالها بعدم شعورهم بالارتياح والنشاط عند استيقاظهم مع أنهم ينامون ساعات نوم كافية؛ وكذلك أي نوع من أنواع الألم والأمراض الكامنة والظاهرة، كآلام الضرس أو الانفلونزا وغير ذلك يسبب الأرق وقلة النوم.
- وينتج قلة النوم من خلال تعود سلوكي يتخذه الشخص مثل عدم الانتظام في تحديد مواعيد النوم والتعود لفترة طويلة على السهر، وشرود الذهن قبل النوم وكثرة القلق أثناء النوم خارج المنزل، كذلك الأشخاص الرياضيون يتمتعون بالنوم بصورة أفضل من حياة الشخص الخامل، والافراط في تناول المنبهات كالقهوة والنسكافيه والشاي والمشوربات الغازية والشوكلاتة وكذلك السجائر؛ فجميعها منبهات تؤدي للأرق وتقطع النوم وعدم تلبية رغبة الانسان في الكمية المطلوبة من الراحة، أيضاُ نظام العمل فهناك عمل بنظام المناوبة خلال فترات النهار أو المساء يؤدي إلى خلل في نظام الحياة المعتاد.
كيفية علاج قلّة النوم والأرق
- الاسترخاء: يساعد الاسترخاء قبل النوم بطرد الفكر السلبي والشحنات السالبة وشحذ الشحنات الموجبة التي تطرد القلق والتوتر، كقراءة أدعية النوم أو ممارسة اليوغا، وعدم التفكير في أي شيء سوى بأنك تستحق أن تنال قسطاً من الراحة، والتنفس بطريقة صحيحة لمدة خمس دقائق والتي تكون عن طريق سحب أكبر كمية من الهواء من الأنف وحبسها لخمس ثوانٍ وطردها من الفم، مارس هذه العملية لمدة خمس دقائق وسترى فرق النتيجة.
- التوضأ قبل النوم ونفض الفراش ثلاث مرات، لعلّ السبب يكمن في وجود القلق هو البعد عن الله فالأذكار والتوضأ من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ويساعد في الحصول على نوم كله راحة فهو يطرد أي هالة من الشياطين المحيطة وأذكار النوم وبعض من آي القرآن الكريم والالتزام بورد النوم كفيل بأن يقضي على هذا السبب من أسباب الأرق.
- إعادة ترتيب غرفة النوم وإعداد السرير بشكل يناسب الراحة التامة، وتغيير الإضاءة فربما كان الضوء سواء كان خافتاً أم قوياً سبب في الأرق، ومن الصحي أن ينام الشخص المؤرق في غرفة مظلمة بدون إضاءة.
- القيام من السرير وممارسة بعض الرياضة.
- تجنب فحص الساعة أثناء النوم المتقطع ليلاً.
وهناك نصائح للحد من مشكلة الأرق وهي:
- تغيير عادات النوم، فالتقليل من النوم في ساعات النهار والالتزام بالنوم المبكر بشكل يومي معتاد يقلّل كثيراً من حالات الإصابة بالأرق، فأفضل وقت مناسب للنوم في النهار فترة الظهيرة فقط.
- التقليل من شرب المواد المنبهة كالقهوة والتدخين والمواد التي تحتوي على الكافيين بالفترة المسائية.
- القيام بمعالجة الأمراض التي تسبب قلة النوم، مثل آلام الضرس والمفاصل والصداع وآلام المعدة.
- منح النفس كمية من التفاؤل والتقليل من القلق والتوتر والأفكار السلبية التي تسبب الاكتئاب.
- الالتزام بفترات النوم التي قال فيها الله تعالى وعلا :”وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا”، فكثر من الناس نراهم يقلبون ليلهم نهار ونهارهم ليلاً لعادات سلبية خاطئة.
- الذهاب فوراً إلى الفراش حال الشعور بالنعس والاسترخاء والراحة وتجنب إجبار نفسك على النوم، ولا تمكث في الفراش كثيراً بعد الاستيقاظ واجعل فراشك فقط للنوم.
- تجنب ساعة المنبه، فصوت دقات عقارب الساعة وحدة كفيل بالإزعاج وقلق واضطراب النوم.
- لا تكثر من تناول الطعام قبل النوم فوجبة خفيفة من الطعام تساعد على التقليل من الأحماض الناتجة في المعدة والتي تسبب في توتر النائم وقلقه.
- أخذ حمام بماء فاتر أقرب للبرودة وشرب الحليب الذي يعتبر مهدئاً، قبل الخلود إلى النوم.
الآثار الناتجة عن الأرق
هناك آثار تنتج عن قلة النوم، آثار اجتماعية، نفسية، وصحية ووتلخّص في الآتي:
- يعمل على إصابة الشخص بالقلق المفرط.
- يؤثر على الانتاج في الحياة بشكل عام (وظيفياً، ودراسياً، ومهنياً).
- يلجأ الذين يعانون من الأرق بتناول المهدئات وعقاقير التنويم أو الكحول ظناً أن تناولها سيساعد في التغلب على الأرق.
- يؤدي التعب الناجم من قلة النوم إلى حدوث حوادث الطرق خلال فترات النهار وسرعة الغضب والعصبية.
- يضعف الاأرق من جهاز المناعة فالشخص الذي لا يأخذ كميته الكافية من النوم أكثر عرضة من غيره في الإصابة بالأمراض.