الأرق بين الأطفال أمر شائع ، والذي يعاني منه ما تصل نسبته الى 40 ٪ من الاطفال . الحرمان من النوم يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الأخرى ، بما في ذلك التعب، و الأداء المدرسي المنخفاض، والإكتئاب، و الكثير من القضايا السلوكيّة ، وزيادة الوزن ، وحتى إلى سوء الصحة العامة.
في دراسة قامت بها جامعة أكسفورد و التي نشرت مؤخرا في مجلة أبحاث النوم ، تقدم نتائج و توفر معلومات قيمة حول أسباب الأرق عند الأطفال، و الأهم من ذلك ، أن الدراسة تسلط الضوء على النهج التغذوي المناسب لتحسين النوم ومعالجة الأرق.
يقيم الباحثون في هذه الدراسة أنماط النوم ل 395 طفلا، تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 9 سنوات ، بالإضافة إلى إجراء تحليل دم لهؤلاء الأطفال لقياس مستويات ( حمض الدوكوساهيكسانويك ) ومستويات الحمض الدهني أوميغا 3.
عدد الأطفال الذين يواجهون مشاكل في النوم كبير( 30-40 ٪ من الأطفال) ،وعندما قاس الباحثون مجموع عدد ساعات النوم لكل ليلة عن الأطفال، وبعد عمل تحاليل الدم ، اكتشفوا وجود علاقة وثيقة بين مستويات ( حمض الدوكوساهيكسانويك ) في الدّم وبين معدّلات النوم ، حيث أن انخفاض مستويات ( حمض الدوكوساهيكسانويك ) يرتبط مع نقص في عدد ساعات النوم ، في حين ارتبطت مستويات ( حمض الدوكوساهيكسانويك ) العالية في الدم مع نوم أفضل ولمدة أطول.
و لإختبار ما إذا كان يمكن تحسين النوم عن طريق رفع مستويات ( حمض الدوكوساهيكسانويك ) في الدم، حيث قام الباحثون بتزويد بعض الأطفال ب ( حمض الدوكوساهيكسانويك المشتق من الطحالب البحرية )، والبعض الأخر لم يتم تزيدهم بهذا الحمض، تم تطبيق هذه الخطة لمدة 16 أسبوعاً . وتم تقييم مستوى ونوعية هؤلاء الأطفال باستخدام تقنية تسمى ( أستيجرافي ) . توفر هذه التقنية القدرة على تحليل متعمق لمدة النوم، و عدد مرّات الإستيقاظ من النوم ليلاً، وحتى أن بمقدورها تقييم نوعية النوم الفعلية.
وكشفت الدراسة أن الأطفال الذين حصلوا على ( حمض الدوكوساهيكسانويك ) لم يظهروا فقط تحسناً ملحوظاً في نوعية النوم ، ولكن عدد مرات الإستيقاظ ليلاً قلّت أيضا ، واستطاعوا أيضا زيادةعدد ساعات النوم ما يقرب من ساعة واحدة.
ما زالت كيفيّة عمل ( حمض الدوكوساهيكسانويك ) وطريقة تأثيره مباشرة على النوم ونوعيته عند الأطفال مجهولة وتتطلب المزيد من البحث، ومع ذلك ، فإن بعض النتائج التي وصل لها الباحثون بعد نقاش نتائج هذه الدراسة ودراسات أخرى مماثلة أن الإرتباط بين ( حمض الدوكوساهيكسانويك ) والنّوم عند الأطفال قد تكون ناتج عن العلاقة بين مستويات ( حمض الدوكوساهيكسانويك ) في المخ و إنتاج هرمون الميلاتونين ، والذي يعرف بدوره الهام في تنظيم النوم.
يقدّم هذا التقرير بعض المعلومات الجديدة والمفيدة للعاملين في مجال الصحة وللأباء والأمهات الذين يعانون من مشاكل في النوم عند أطفالهم، حيث أن مدّة النّوم ونوعيته مهمان جداً لعمل الدّماغ بشكل صحي وسليم،حيث يمكن للوالدين إدارة النظام الغذائي الخاص بطفلهم لضمان أنه يحصل على كفايته من عنصر أوميغا 3 – ( حمض الدوكوساهيكسانويك ) من مصادره الطبيعيّة مثل الأسماك الدهنية ( السلمون)، أو من زيت السمك.وإذا كانت الأغذية وحدها لا توفر كميات كافية من ( حمض الدوكوساهيكسانويك ) ، يمكن للوالدين البحث عن ( حمض الدوكوساهيكسانويك ) كمكملات غذائيّة والتي سيجدونها متوفرة في معظم محلات البقالة والصيدليات.
( حمض الدوكوساهيكسانويك ) يدخل في تركيب خلايا الدّماغ والعين ، وله تأثير كبير على نشاط الدماغ والتّمثيل الغذائي للدهون ، ويقوّي أيضا جهاز المناعة وينمّي الذكاء عند الأطفال، كما أنه يسرّع من نمو الهيكل العظمي ويمنع ترقق العظام .
ويخل ( حمض الدوكوساهيكسانويك ) أيضاً في تقليل حالات الإصابة بالغضب واكتئاب ما بعد الولادة ، وأمراض القلب وتصلب الشرايين، وله وظيفة فسيولوجية واضحة في خفض نسبة الكوليستيرول في الدم ، وخفض لزوجة الدم ، ومنع الصفائح الدموية من التكتل، وبالتالي فإن وجوده يقلل من إحتمال حدوث أمراض القلب الوعائية.