ما هي اضرار السهر

اختلفت حياتنا في أيّامنا هذه عن أجدادنا في السابق؛ فقد أصبحت متطلبات الحياة كثيرة وتتطلب منّا مجهوداّ كبيراً ووقتاً أيضاً. كثير منّا يعاني من مشكلة السهر أو عدم حصوله على قسط كاف من النّوم لأسباب مختلفة ومتعدّدة. لكن هذا لا يعني أنّ السهر وقلّة النّوم يعتبر صحيّا، فله تأثيرات كثيرة على الإنسان. فما هي أضرار السهر؟

إنّ السهر هو عدم النّوم إلّا في ساعات متأخرّة من الليل، ولوقت قصير لا يكفي حاجة الجسم من النّوم والراحة، وقد خصّص الله سبحانه وتعالى النهار للعمل والحياة والنشاط، والليل للنوم والرّاحة، يقول تعالى في كتابه العزيز: “وجعلنا الليل لباساً وجعلنا النهار معاشاً”. وقد تغيّرت هذه المفاهيم بعد التطورّات التكنولوجيّة الهائلة في حياتنا اليوم، فالتلفاز والإنترنت ووسائل الإتصال والتواصل المختلفة، حرمت الإنسان من النّوم، وأصبح يقضي وقتاً طويلاً من حياته عليها، وقلّت ساعات النوم. وزاد السهر، ولذلك فقد كانت هناك الكثير من الدراسات والأبحاث التي درست نتائج السهر على صحّة الإنسان.

وقد وجدت الأبحاث أنّ السهر يؤثّر سلباً على صحّة جسم الإنسان وسلامته، فجسم الإنسان الذي لا ينام جيّداً وفي الوقت الصحيح يصاب بالتّعب والخمول، كما ويعاني الإنسان من ضعف التركيز وصعف الذاكرة، ويصاب بإحمرار العيون وإنتفاخهما، ويصاب بالصّداع أيضاً، كما أنّه يصاب بالتّوتر والقلق دون سبب أو داع، ويكون سريع الغضب، وقد يعاني من بعض المشكلات الجلديّة كالبثور وحبّ الشباب وغيرها.

فالسهر يذهب الكفاءة العضليّة للجسم ويضعفها جدّا، حيث أنّ الأبحاث أثبتت أن القوّة العضليّة للجسم تكون في كلّ طاقتها في الصباح وتبدأ تخفّ تدريجيّاً في الليل، ولذلك يجتاح الجسم للنوم والرّاحة لتجديد هذه القوّة. كما أنّ السهر يؤثّر على جهاز المناعة للجسم، وقدرته على حماية الجسم من الكثير من الأمراض. كما أنّ السهر يصيب الجسم بالأرق، وجميعنا نعرف ما للأرق ما آثار سلبيّة على المزاج، وعلى الشعور بالتشاؤم من كلّ شيء، أو الشعور بالوحدة، وغيرها من التأثيرات. كما أنّ السهر قد يصيب الجسم بتشوّهات في القوام، فالسهر أمام التلفاز لفترة طويلة يتعب الجسم، حيث الجلوس الطويل أمام التلفاز يضعف الهيكل العظمي للجسم، كما أنّه يضعف البصر والسمع.

ولا يقتصر تأثير السهر على التأثير على الجسم فقط، وإنّما على النفسيّة أيضاً. فالسهر يسبّب نقصاً في هرمون “الميلاتونين”، والذي يفرزه الجسم خلال النوم في الليل، وهذا الهرمون هو المسؤول عن تنظيم الإيقاعات الحيويّة لجسم الإنسان، وبالتّالي تقليل الإصابة بأيّة إضطرابات نفسيّة أو ذهنيّة، وما يتبعها من مشاعر التشاؤم والأرق والعزلة والوحدة. كما أنّ هذا الهرمون له تأثير في حماية الجسم من الأمراض الخطيرة التي قد تصيب الجسم، كالسرطان، أو أعراض الشيخوخة، أو العقم وضعف الرغبة الجنسيّة، وغيرها.