من الطبيعي أن نشعر بالخمول و أن نرغب بالإستلقاء و الإسترخاء و النوم ، و خاصة عندما ننجز عملاً متعباً أو بعد أن نمضي يوماً مرهقاً ، إلا أنَّه من غير الطبيعي أن نشعر بذلك طوال الوقت ، و من دون بذل أي مجهود يستدعي لذلك . يتسبب الشعور بالخمول و النعاس بالإزعج لبعض الأشخاص ، حيث يدفعهم ذلك الشعور بتأجيل أعمالهم و واجبتهم ، الأمر الذي يشكل إزعاجاً إضافياً لمن حولهم .
من الناحية النفسية قد يصاب البعض بهذه الحالة كنتيجة للإكتئاب و الشعور بالإكتئاب ، فعادة ما يشخص الأطباء النفسيون الخمول و النوم المستمر كأحد أعراض الإكتئاب ، حيث يشعر من يعانون من هذا المرض بأنه لا جدوى من حياتهم و أنهم من دون فائدة فيدفعهم ذلك للخمول . لكن لا بد من التنبه بأن مرض الإكتئاب و الشعور بالإكتئاب مختلفان نوعاً ما ، فعادة ما نشعر بين الحين و الآخر بالإكتئاب و الحزن و الخمول ، بسبب أمرٍ معين أو حدثٍ معين و هذا أمر مؤقت و طبيعي ، و لكن كما قلنا ليس من الطبيعي أن يكون الشعور بالخمول و الكسل و النعاس دائماً و مستمراً لفترة طويلة .
الشعور بالفراغ ، و الروتين اليومي التقليدي قد يولدا شعوراً بالخمول ، فالإنسان الذي يعاي الروتين اليومي الإعتيادي دون وجود نشاطات آخرى تكسر الروتين تعطي الإنسان شعوراً بالملل و الخمول . و الأمر نفسه لمن يعاني من الفراغ في حياته .
أما من الناحية الجسدية ، فقد يكون للتغذية التي يحصل عليها الجسم دور في الخمول ، فعادة من يعاني من نقص في بعض الفيتامينات و خاصة تلك من عائلة فيتامين ( ب ) كفبتامين ( ب 12 ) و غيرها تؤثر على نشاط الإنسان و قدرته على الإنجاز . و بالتالي فإن من المفيد أن يحصل الإنسان على الفتيامينات الضرورية لإعطاء جسمه النشاط و زيادة قدرته على التركيز ، و ذلك غما من المصادر الغذائية المباشرة و إما عن طريق المكملات الغذائية المتوفرة بالصيدليات .
و من ناحية آخرى فإن الذين يتبعون بعض الحميات الغذائية القاسية و غير الصحية أو أولئك الذين يعانون من سوء التغذية ، يعانون أيضاً من الخمول و الكسل و النعاس ، ذلك أنه يمكن النظر إلى جسمنا على أنه آلة مثل محرك السيارة ، فهو بحاجة إلى الطاقة الكافية لأداء مهامته و لتعزيز قدرته و نشاطه .
و من الناحية الجسدية أيضاً فإن النوم الزائد و المفرط و الغير منتظم يتسبب بالخمول و الشعور بالنعاس أيضاً ، و لذلك لا بد ان لا تتعدى ( 8 ) ساعات يومياً .