كيفية النوم الصحيح

نعمة النوم

إنّ النوم هو من نعم الله تعالى وفضله علينا، ففيه راحة للبدن والعقل من الإنهاك والتعب، وفيه تجديد للنشاط، وتقوية للمسلم على العبادة والعمل، يقول الله جل وعلا: { وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَآؤُكُمْ مِّنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } [الروم: 23]، ويقول أيضًا: { وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا } [النبأ: 9]. يقول المفسرون بأن معنى (سُبَاتًا): أي قَاطِعًا للحركة والعمل، ومُزيلًا للتعب والنصب.

كيفية تحقيق أكبر منفعة من النوم

وحتى تتحقق للإنسان أكبر منفعة وفائدة من النوم، فإن عليه أن يحرص على النوم بطريقة صحيحة وصحية، وأن يحرص على الابتعاد عن الطرق الخائطة والضارة في النوم؛ وذلك لأنها قد تسبب بعض المشاكل الصحية، ولأنها أقل كفاءة من النوم الصحيح، فعن طريق النوم الصحيح يستطيع الإنسان أن يحقق أكبر قدر ممكن من الراحة بأقل قدر ممكن من ساعات النوم، وهذه هي الكفاءة التي نتكلم عنها، أما النوم بطريقة خاطئة وغير صحية فإنه لا يحقق قدرًا كبيرًا من الراحة للإنسان، فرُبَّ خمس ساعاتٍ من النوم بطريقة صحية تكون مريحةً أكثر من عشر ساعاتٍ من النوم بطريقة غير صحية.

الطرق الخاطئة في النوم

إنّ من أشهر الطرق الخاطئة في النوم: النوم على البطن، فهذه الطريقة سيئة جدًا، وفيها أضرارٌ عديدة، وقد بينت هذه الأضرار الكثير من الدراسات والأبحاث التي أجراها المتخصصون في هذا المجال، ومن تلك الأضرار: الآلام في الظهر والعمود الفقري، وضيق التنفس، وغير ذلك، ومع الأسف نجد أن هذه النومة منتشرة عند الكثير من الناس! ولقد ورد النهي عن هذه النومة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال في أحد الأحاديث التي صَحَّتْ عنه، عندما رأي رجلًا نائمًا على بطنه: « إن هذه ضجعة يبغضها الله. »

أفضل طرق النوم

ومما لا شك فيه أنّ الطريقة الصحيحة في النوم، هي الطريقة التي كان يتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان رسول الله ينام على شقه الأيمن، وكان يضع يده تحت خده. فهذه النومة هي أفضل الطرق في النوم، وقد أثبت العلم الحديث الفوائد الجمة لهذه الطريقة، فقد تبين أن فيها راحة لأعضاء الجسم، فلا يكون فيها ضغط على القلب، وعلى القفص الصدري، وعضلات المعدة. فمن المعروف أن الرئة اليسرى أخف وزنًا من الرئة اليمنى، فإذا نام الإنسان على شقه الأيسر فإن الضغط على القلب يكون أكبر؛ لأن الرئة اليمنى الأثقل وزنًا ستعلوه في هذه الحالة، أما إذا نام على شقه الأيمن، فإن الرئة اليسرى الأخف وزنًا ستعلوه، وبالتالي فإن النوم على الشق الأيمن هو الأفضل.