مرض التوحّد عند الأطفال
مرض التوحّد من الأمراض مجهولة السبب تقريباً إلا أنّه يرتبط ببعض المشكلات الوراثية والتشوّهات الخلقية وغيرها وقد يولد الطفل مصاباً به، ولكن لا تظهر عليه أيّ أعراضٍ أو علامات، وهنا تكمن خطورته؛ حيث إنّ الأهل قد لا يكتشفونه إلّا في فتراتٍ متقدّمةٍ من العمر، والمعتقد السائد أنّ مرض التوحّد ظهر مؤخّراً خاطئٌ؛ وذلك لأنّه منتشر منذ عقودٍ ماضيةٍ، إلّا أنّ تسليط الضوء عليه لم يتمّ إلّا مؤخّراً.
التعريف
التوحّد هو حالة من الاضطراب العصبيّ تؤدّي إلى مشاكل في نوعيّة التفاعل الاجتماعيّ للطفل، وقدرته على التواصل الكلاميّ والجسديّ مع المحيطين به، واتّباعه سلوكيّات محدّدة ومكرّرة بسبب التأثير على عمليّة معالجة البيانات في المخّ؛ حيث تتغيّر كيفيّة ارتباط الخلايا العصبيّة وانتظامها ونقاط اشتباكها.
الأعراض
تختلف أعراض التوحّد من طفلٍ إلى آخر، فقد يسلك طفلان مصابان بالمرض سلوكين مختلفين عند التشخيص نفسه، ولكن يمكن تحديد عدّة أعراضٍ قد تظهر في معظم الحالات:
- مشاكل في كيفيّة التفاعل، وضعفٌ في المهارات الاجتماعيّة، فلا يستجيب عند المناداة باسمه مثلاً، ويتجنّب الاتّصال البصريّ المباشر مع المحيطين.
- مشاكل في المهارات اللغويّة؛ إذ يبدأ بنطق الكلام في سنٍّ متأخّرةٍ، ولا يستطيع المبادرة إلى المحادثة أو الاستمرار فيها.
- تنفيذ حركات متكرّرة مثل: الدوران، والهزاز.
- شديد الحساسيّة تجاه الضوء والصوت وغيرهما.
العلاج
لا يوجد علاج شافٍ مباشرةً، حيث يشمل العلاج تغييراً في سلوك الطفل، وتعليمه وتدريبه على التفاعل مع البيئة المحيطة، كما لا بدّ أن يكون هناك جانبٌ نفسيّ، وكلّما بدأ العلاج في عمرٍ أصغر فإنّ استجابته تكون أفضل لذلك على الوالدين إخضاع الطفل للفحوصات اللازمة مبكراً وبشكلٍ متكرّرٍ وخاصّةً عن الشك بسلوكياته منذ الصِغر، ومن خطوات العلاج:
- تدريب الوالدين والمدرّسين وكلّ من يتعامل مع الطفل المصاب على كيفيّة التعامل معه.
- إشراك الطفل في مدارس ومراكز خاصّةٍ لتدريبه على التفاعل مع الآخرين، وتكرار العمليّات التعليميّة واللغويّة، وتعليمه الإيماءات والسلوكيّات التي تدلّ عليها لغة الجسد.
- استخدام العلاج الطبيعيّ؛ لتنمية السلوك الحركيّ العصبيّ للطفل.
- إشعار الطفل بالحنان والحبّ، وامتصاص الأخطاء التي قد يقع فيها.
- إدخال النظام الغذائيّ الصحيّ المتوازن إلى غذاء الطفل؛ للمحافظة على وزنه من الانخفاض أو الزيادة، والتركيز على الأغذية الغنيّة بالأملاح، خاصّة المغنسيوم، وفيتامين B6، والجلوتين، والكازين.
- تناول أنواع من الأدوية تقلّل من بعض الأعراض الظاهرة على المصاب، مثل: الأدوية المضادّة للاكتئاب، والمنشّطات، ومضادّات الذهان.