مرض التوحد
يُعرف التّوحد بأنه أحد الأمراض الاضطرابية التّي تصيب النّمو العصبيّ، مما يؤدي إلى إضعاف قدرةِ الطّفل العقلية، وتفاعله مع الآخرين، مع وجود صعوبةٍ كبيرةٍ لديه في مُمارسة العديد من السّلوكيّات والهوايات، والعديد من النّشاطات المُختلفة، وغالباً ما يبدأ هذا الاضطراب بالظّهور في مرحلةِ الطّفولةِ خلال السنوات الثلاثِ الأولى من عمر الطّفل، فتظهر العديدُ من الأعراض على الطّفل التّي يمكن من خلالها معرفةُ إصابته بالتّوحد.
أعراض التّوحد
تظهر علامات التّوحُّد لدى الأطفال المُصابين بشكل بسيط إلى أن تتطور خلال أشهرٍ قليلةٍ، فيتحول الطّفل إلى شخصيةٍ عدوانيةٍ بعض الشّيء، مع فقدهِ القدرةَ على تحسين جميع المهارات المختلفة، وخاصّةً المهارةَ اللغويةَ، مع امتلاك نمطٍ مُعيّنٍ من السّلوك أو التّصرف، ومن أعراض التّوحدِ أيضاً التّي تدلُ على ضرورةِ بدءِ العلاج لتجنّب تفاقم المشكلة:
- وجود صعوبة في التّفاعل الاجتماعيّ: يفشل الطّفل في الرّد على العديد من الأسئلة؛ كالاسم والعمر، مع مقاومةِ مشاركة الآخرين باللعب، فيفضّلُ العزلةَ، ويفتقر إلى التّعبير الوجهيّ مع وجودِ صعوبةٍ كبيرةٍ في الكلام، وعدم القدرة على المحادثة السّليمة، وتغيّر نبرة الصّوت لتبدو غير طبيعيّةٍ، مع التّصرف بعدوانيّة عند التّفاعل مع الآخرين.
- ظهور مجموعة من السّلوكيات الخاطئة: يقوم الطّفل ببعض السّلوكيات المُتكرّرة والحركات؛ كضرب الرّأس بشكلٍ مُستمرّ، والمشي على أطراف الأصابع، مع وجود بعض الحساسية ضدّ الضّوء، والتمسُّك بإحدى الألعاب طوال الوقت، وتناول طعام واحدٍ مُعيّن، مع وجود علامات ذكاء مُحدّدة، وقد تكون واحدةً فقط.
أسباب التّوحد
لا يوجد سبب واحد مُعيّن ومعروف يؤدي إلى الإصابة بالتّوحد، فهناك مجموعةٌ من الأسباب التّي قد تؤدي إلى التّوحد؛ كالأسباب الوراثية، وتغيُّر الجينات التّي تجعل الطّفلَ أكثر عرضةً للإصابة بالتّوحد بسبب تأثير الجينات على نموّ الدّماغ وخلايا التّواصل، وقد يعود السّبب إلى بعض العوامل البيئيّة؛ كالالتّهابات الفيروسيّة، فقد أكدّ العديدُ من العلماء أنّ هناكَ قدرةً كبيرةً للهواءِ الملوّث على التّأثير بشكلٍ كبيرٍ على المرأة الحامل، كما توجد بعضُ الأسباب التّي تتعلق بجنس الطّفل، وموعد ولادته، فالمولود الذّكر يتعرّض للإصابة بمرض التّوحد أكثر من الفتيات، ويزداد خطر إصابةُ الطّفلِ بمرضِ التّوحدِ عند ولادته في الأسبوع 26.
نصائح للتعامل مع مرض التّوحد
لا بُدّ من تقبُّل حالة الطّفل المتوحّد؛ حيث إنّه ولغاية الآن لا يوجد علاجٌ يمكن أن يتخلّصَ من هذا المرضِ بشكلٍ نهائيّ، والسّعي لتحسين سلوك الطّفل، وعدم مقارنته بالأطفال الآخرين، والصّبر للحصول على نتائج مرغوبة، ومحاولةِ تكيّف الطّفل قدر الإمكان مع البيت والمدرسة والطّبيب المعالج، واستخدام أسلوب المُكافأة عند تعاملِ الطّفلِ بسلوكٍ جيدٍ، وتحديد وقتٍ للاسترخاء لزيادةِ شعورِ الطّفل بالأمان.