مرض التوحد
مرض التوحد هو عبارة عن اضطراب يؤثر في النمو العصبي لدى الإنسان، ويتصف مصابوه بضعف عام في التعامل مع الناس وإقامة العلاقات معهم، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التعبير اللفظي والحركي، كما أنّهم يتقيّدون بتصرفات وكلمات معينة، ويكررون الكلمة عدة مرات، كأن يصفوا شيئاً بأنّه جميل، فيكرروا كلمة جميل عدة مرات؛ بسبب وجود خلل في خلايا الدماغ العصبية ونقاط تشابكها.
تبدأ أعراض مرض التوحد بالظهور على الأطفال بعد سن الثالثة، والعرض البارز والمُلاحظ هو ميولهم للجلوس لوحدهم، واللعب بمفردهم، وعدم الرغبة بالجلوس في مكان فيه مجموعة من الناس؛ وهذا سبب تسميته بالتوحد، أمّا عن أسبابه ومصادره فسنوضحها في هذا المقال.
أسباب مرض التوحد
يعود السبب الرئيسي في الإصابة بمرض التوحد إلى عاملين أساسيين هما:
- عوامل جينيّة وراثيّة: تكون قابلية الطفل فيها عالية، واستجابته سريعة للإصابة بالمرض، ولا زالت الأبحاث والدراسات الطبية قائمة حول هذا السبب وكيفية علاجه.
- عوامل خارجيّة: متمثلة بتلوث البيئة، كالمعادن السامّة، والزئبق، والرصاص، والإفراط في استخدام المضادّات الحيوية، أو الإصابة ببعض الفيروسات.
- أسباب ثانوية: وهي تتمثل فيما يأتي:
- ضعف وسوء في التغذية.
- ضعف مناعة الجسم، وقدرته على التصدّي للأمراض.
- ضعف مضادّات الأكسدة في الجسم، أو نقص الأحماض الدهنية.
- عدم قدرة الجسم على التخلص من السموم والرواسب السامّة.
أعراض التوحد
- صعوبة وضعف في المشي.
- ذكاء حاد، ومواهب نادرة في مجال معين، فأثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أنّ هناك نسبة كبيرة من الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد، لديهم ذكاء خارق وقدرات مهنية هائلة.
- تشوّهات حسية، وردود أفعال مبالغ فيها عند سماع أصوات عالية وضوضاء.
- ضعف في عضلات الجسم.
- الحركة والتنقل بعشوائيّة.
علاج التوحد
حتى هذا الوقت لم يتوفر أي علاج ثابت لمرض التوحد، لكن ما يفعله الأطّباء والأخصّاء النفسيون هو تحفيزهم ومساعدتهم على التفاعل مع المحيط الخارجي، والابتعاد عن الوحدة، كما أنّ للعائلة والأقارب والمحيط الخارجي دوراً كبيراً في التعامل مع هذه الفئة من الناس، بالإضافة إلى بعض الحلول البديلة، والتي عادة ما يلجأ لها الأهل للتخفيف من حالة أطفالهم، وهي:
- تقديم أغذية خاصة لهم، فبعض الأغذية تلعب دوراً كبيراً في زيادة التوحد، وقد تزيد الأمر سوءاً.
- تحفيزهم على القيام بأمور إبداعيّة، كالرسم، والنحت، وغيرها من الحِرف الأخرى.
يلعب المجتمع دوراً كبيراً في التخفيف من أعراض مرض التوحد عند الأطفال، وذلك بمساعدتهم وعدم نبذهم والتعامل معهم على أنّهم حالة تستدعي الحرج، فهناك العديد من العائلات يخجلون من أبنائهم، ويمنعونهم من الخروج والظهور أمام الناس، وهذا من أكثر الأمور التي قد تزيد الأمر سوءاً.